اخبار تركيا
سلط تقرير للكاتب والخبير التركي إيردال تانس قاراغول، الضوء على ضعف موقف العالم الإسلامي تجاه الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، مشيرا إلى عجز منظمة التعاون الإسلامي عن تبني موقف موحد رغم خطورة تداعيات هذا الصراع على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وركز الكاتب في تقريره الذي نشرته صحيفة يني شفق التركية على المفارقة بين الإمكانات الهائلة التي تمتلكها دول المنظمة من حيث السكان وموارد الطاقة وبين غيابها عن التأثير الفعلي في الساحة الدولية.
كما دعا إلى إعادة تقييم الأولويات وبناء خارطة طريق جديدة تقوم على الاستقلال في الصناعات الدفاعية والاكتفاء الذاتي الاقتصادي، باعتبار ذلك شرطًا للبقاء وتعزيز الدور الجيوسياسي في مواجهة التحديات المتسارعة.
وفيما يلي نص التقرير:
إن الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل ليس مجرد نزاع ثنائي بسيط بل يتجاوز ذلك بكثير بالنسبة للدول الإسلامية.
وذلك أن هذا الصراع، وما يصاحبه من سلوك عدواني من قبل إسرائيل، يؤثر بشكل مباشر على أمن الدول الإسلامية واقتصاداتها واستقرارها وموقعها الجيوسياسي.
إن عجز الدول الإسلامية عن الاصطفاف في موقف موحّد تحت مظلة “التعاون الإسلامي”، بسبب اتخاذها مواقف متباينة تُراعي فيها مصالحها الوطنية، يعني أنها تُقِرّ بقبول تهديدٍ يُحدق بمستقبلها.
وقد اتّضح أن منظمة التعاون الإسلامي، رغم كونها أكبر منظمة حكومية إسلامية في العالم بعضوية 57 دولة، لا تلبّي الحد الأدنى من متطلبات التعاون والاندماج بين أعضائها.
ورغم أن دول منظمة التعاون الإسلامي ستُشكّل بحلول عام 2025 ما يزيد على 2 مليار نسمة، أي ما يقارب 25% من سكان العالم، إلا أن المنظمة لا تتمتع بأي تأثير يُذكر في الاقتصاد العالمي أو في المؤسسات الدولية أو على صعيد الدبلوماسية.
وتحظى دول منظمة التعاون الإسلامي بمكانة مهمة في سوق النفط والغاز الطبيعي.
فهي تمتلك حوالي 67% من احتياطات النفط العالمية، وتُنتج ما بين 30 و40% من إجمالي إنتاج النفط في العالم، كما تملك نحو ثلث احتياطات الغاز الطبيعي العالمية.
ولكن رغم هذه الحصة المرتفعة، فإن كلاً من المنظمة والدول الأعضاء فيها لم تتمكن من استثمار هذه الميزة الاستراتيجية ونفوذها بالقدر الكافي في أسواق الطاقة العالمية.
خارطة طريق جديدة لدول المنطقة
لقد بات واضحًا أن استقلالية دول المنطقة في الصناعات الدفاعية، وقوتها الاقتصادية، واكتفائها الذاتي في مجال الطاقة، وبالتالي تدني مستوى اعتمادها على الخارج، هي شروط أساسية لبقائها وفاعليتها في المنطقة.
وهذا يفرض على دول المنطقة إعادة النظر في مواقفها الحالية، وتوجهاتها الاقتصادية، وأولوياتها، واستراتيجياتها المستقبلية.
إن النزاع بين إيران وإسرائيل والظروف الراهنة الة به، تزيد من الحاجة المُلِحّة إلى تشكيل تحالفات وتعاونات جديدة في المنطقة.
وعليه، فإن هذا الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل، والموقف العدواني الذي تتخذه إسرائيل، يحمل في طيّاته إمكانية إعادة تشكيل موازين القوى والتحالفات في المنطقة مجددا.