سيد حسين القصاب
طرادة: خطة متكاملة تركّز على النظافة العامة وأمن وسلامة المشاركين
الوداعي: مواصلة نهج الدعم والرقابة لضمان موسم آمن ومنظّم وناجح
النعار: اجتماع آخر مع رؤساء المآتم خلال أيام لاستكمال خطط الدعم
عبداللطيف: تقديم كل أشكال الدعم اللوجستي والفني لإنجاح الموسم
أطلقت المجالس البلدية في محافظات مملكة البحرين الأربع سلسلة من الإجراءات التنسيقية والاستعدادات اللوجستية تمهيداً لانطلاق موسم عاشوراء 1447هـ، سعياً لتأمين انسيابية الفعاليات الدينية وضمان أعلى معايير النظافة والسلامة في المآتم ومسارات العزاء.
وتأتي هذه الاستعدادات بالتعاون مع وزارات الداخلية والصحة والبلديات والبيئة، وبمشاركة فرق شبابية تطوّعية، تأكيداً على الدور المحوري للمجالس البلدية في إنجاح الموسم وتجسيد قيم التكافل المجتمعي التي تميّز هذه الأيام.
وأوضح رئيس مجلس أمانة العاصمة صالح طرادة أن لقاءً تنسيقياً عُقد قبل أيام مع رؤساء المآتم وممثّلين عن وزارة الداخلية، ووزارة الصحة، والبلدية خلص إلى وضع خطة متكاملة تركّز على النظافة العامة وأمن وسلامة المشاركين.
وأشار إلى أن شركة النظافة المتعاقدة ستكون في حالة جاهزية دائمة طوال الموسم، مع تكثيف فرقها حول المآتم والمضائف، مؤكداً على ضرورة التزام القائمين على المآتم والمعزّين بإجراءات السلامة، خصوصاً في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، تفادياً لأي حوادث حريق أو تماس كهربائي، متمنياً أن يتكلّل الموسم بنجاح مماثل للسنوات السابقة.
من جهته، أشار رئيس المجلس البلدي الشمالي سيد شبر الوداعي إلى أن المجلس البلدي يضع موضوع النظافة العامة على رأس أولوياته، لما له من أثر مباشر على الصحة العامة والمظهر الحضاري، مؤكّداً أنه سيتم التنسيق مع شركة النظافة للتأكد من جاهزية المعدات والآليات وكوادر العمل.
وشدّد على أهمية الدور الذي يجب أن تؤديه المآتم في ترسيخ ثقافة النظافة في ممارسات وسلوك المعزين، وذلك من خلال العمل في التوعية المستمرة عبر المنابر الحسينية وتوجيهات إدارة المآتم لكوادرها في حث المعزين على الاهتمام بالنظافة العامة، وإبراز النماذج الإيجابية في الالتزام بالممارسات السليمة، خصوصاً في التعامل مع النفايات وحاويات القمامة.
ولفت الوداعي إلى ضرورة العمل المشترك بين المآتم والمجلس البلدي والبلدية وشركة النظافة، لتكون النظافة العامة هدفاً مشتركاً يتكامل فيه الجميع دون استثناء. وبيّن أن من الخطوات الفاعلة التي يمكن الاستفادة منها في تفعيل جهود صون النظافة العامة، ويتم دعمها سنوياً، هي إشراك الفرق الشبابية في تنظيم مشاركتها في المساهمة في أنشطة تنظيف المناطق المحيطة بالمآتم ومسارات العزاء، مشيراً إلى أن هذه المبادرة التطوعية أضحت جزءاً لا يتجزأ من المشهد العاشورائي، وتعكس مستوى الوعي الذي يميز به الشباب في حرصهم على تقديم صورة مشرّفة للموسم، موضحاً أن هذه الفرق تسهم في تغطية الجوانب التي قد لا تتمكن الجهات الرسمية من الوصول إليها بشكل مباشر، ما يعزّز من فعالية العمل الجماعي.
ونوّه إلى أن المجلس البلدي يقوم بدور رقابي وداعم في الوقت ذاته، إذ يعمل على رصد احتياجات المآتم من خلال التواصل المباشر مع إداراتها، ورفع تلك الاحتياجات إلى الجهات المعنية، سواء كانت بلدية أو خدمية. وأكد أن نجاح موسم عاشوراء هو نتيجة فعلية للعمل التشاركي بين المؤسسات الرسمية والمجتمع الأهلي، مشيدًا بالتجارب الناجحة التي شهدتها المواسم السابقة في المحافظة الشمالية، والتي كانت شاهدة على روح التعاون والتكامل، داعياً الجميع إلى مواصلة هذا النهج لضمان موسم آمن ومنظّم وناجح.
بدوره، كشف رئيس مجلس المحرق البلدي عبدالعزيز النعّار أن اجتماعاً تنسيقياً جرى مؤخراً مع محافظة المحرق لبحث سبل دعم الموسم، وتقرّر أن يتواصل كل عضو بلدي مع المآتم في دائرته لرصد احتياجاتهم ورفعها للجهات المختصة.
وذكر أن الترتيبات المعتادة تشمل النظافة العامة وتنظيم مواقف السيارات، حيث كُلّف قسم النظافة بتنظيف مسارات العزاء وجمع النفايات بشكل مكثّف، كما خُصّصت مواقف إضافية لمدة 14 يوماً لمآتم بمنطقة «الحالة» نظراً لافتقارها للفضاءات القريبة. وأردف أن اجتماعاً آخر سيُعقد مع رؤساء المآتم خلال الأيام القليلة المقبلة لاستكمال خطط الدعم.
من جهته، أكّد رئيس مجلس المحافظة الجنوبية عبدالله عبداللطيف أن الأعضاء الذين تضم دوائرهم مآتم مثل دار كليب، مدينة عيسى، وسند يتواصلون مع إدارات تلك المآتم لحصر احتياجاتهم وتسهيل الإجراءات لدى الجهات الحكومية المعنية. وأشاد بجاهزية الأعضاء لتقديم كل أشكال الدعم اللوجستي والفني، مشيراً إلى أن تنسيق الجهود بين المجالس البلدية ووزارات الداخلية والصحة والبلديات يوفّر مظلة شاملة لإنجاح الموسم.
وتمنّى أن تتجسد روح التعاضد في موسم هذا العام على غرار المواسم السابقة التي أثبتت فيها البحرين قدرتها على تنظيم الفعاليات الدينية على نحوٍ مشرّف.
تجدر الإشارة إلى أن المجالس البلدية الأربع حرصت على توحيد رسائلها التوعوية الموجّهة للمشاركين، يُضاف إلى ذلك، التعاون مع إدارات المآتم من خلال توفير فرق شبابية تطوعية كما هو معتاد سنوياً، للمساهمة في أعمال النظافة وتنظيم حركة المرور، والمساعدة على الحفاظ على معايير السلامة العامة، بما يعكس مستوى الوعي المجتمعي والتكافل بين الأهالي والجهات الرسمية.