كشفت الحرب العنيفة التي وقعت بين إسرائيل وإيران الوجه الساخر لتعامل الأجيال الحديثة مع الحرب، حيث ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات لأفراد من جيل “زد” يعبرون فيها، بسخرية، عن تخوفهم من اندلاع حرب عالمية ثالثة، بل أخذوا في الإعداد لها.
وذكر تقرير لموقع “يو إس إي توداي”، أن جيل “زد” لم يختبر ثقافة الحرب بعد، عكس جيل الألفية الذي شهد الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان.
وأشار إلى أن معظم أفراد هذا الجيل ولدوا بعد أحداث 11 سبتمبر، وتشكلت ذاكرتهم الجماعية أساسا خلال جائحة كوفيد19.
ووفقا للموقع، يعتمد أسلوب جيل “زد” في التعبير على منشورات تمزج بين الكآبة والعبث والفكاهة والسخرية.
وعلّقت كريستيان هاريسون، أستاذة الإعلام بجامعة نورث كارولاينا الزراعية والتقنية، بالقول إن هذه المنشورات تعكس شعور الغرابة في مواصلة الحياة بشكل طبيعي بينما يواجه مدنيون في مناطق أخرى خطر الموت.
وشهدت العقود الأخيرة تحولات جذرية في طبيعة الحروب، مصحوبة بتطورات تكنولوجية واجتماعية وسياسية. هذه التحولات أثرت بشكل عميق على كيفية إدراك الأجيال الحديثة للحروب وتفاعلها معها، مقارنة بالأجيال السابقة.
دور التكنولوجيا: محور التحول الجيلي
تأثيرها على الإدراك:
الأجيال الشابة تربط الحرب بالتكنولوجيا (الذكاء الاصطناعي، الحرب الإلكترونية)، بينما يرى الكبار أنها “أدوات مكملة” .
تغيير ميزان القوى:
الطائرات المسيرة وأسراب “Microdrone Swarm” تتيح ضربات دقيقة بتكاليف بشرية أقل، لكنها تزيد تعقيد المساءلة الأخلاقية .
مخاطر الاعتماد المفرط: قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب (مثل ضربات إسرائيل الدقيقة التي تثير ردود فعل عنيفة) .
التداعيات الاجتماعية والنفسية: من الوحدة الوطنية إلى التشرذم
الأجيال السابقة:
الحرب تعزز التماسك الاجتماعي تحت شعار “الدفاع عن الأرض” .
الأجيال الحديثة:
تفكك النسيج الاجتماعي.
تأثير وسائل التواصل: نشر صور الدمار فوريا يخلق وعيا عالميا بالحروب، لكنه يزيد العزلة النفسية للشباب .
التكيف مع الحروب الطويلة: من الحسم إلى الاستنزاف
الجيل التقليدي: توقع حسم سريع (٣٤ أشهر) كحروب القرن العشرين .
الجيل الحديث
حروب ممتدة: بسبب تعقد الأسباب (الأيديولوجيا، مشاكل الالتزام بالسلام، اختلال موازين القوة) كما في الحرب الأوكرانية .
غياب “النصر الحاسم”: أصبحت الحرب عملية تدمير متبادل بلا منتصر واضح .
الفجوة الجيلية في المواقف الأخلاقية والقانونية
كبار السن: يتمسكون بمبادئ القانون الدولي التقليدي (مثل اتفاقية جنيف) .
الشباب: يشككون في فاعلية القوانين الدولية أمام استخدام أسلحة مستقلة (مثل الطائرات الذاتية التحكم).
يدعون لضوابط أخلاقية جديدة للذكاء الاصطناعي في الحروب .
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية