قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن بلاده ستواصل الوقوف بـ”حزم” ضد تصرفات إسرائيل التي “لا تطاق” و”لا تحتمل” في المنطقة، مشيراً إلى أنه طالما لم يكن هناك أي هجوم على تركيا فإنها “ستظل منطقة سلام”.

ولم يقدم أردوغان إجابة صريحة على سؤال لـ”الشرق”، بشأن مدى التزام حلف شمال الأطلسي “الناتو” في حال نشوب صراع مع إسرائيل، لكنه هاجم سلوك تل أبيب في قطاع غزة والمنطقة.

وقال الرئيس التركي على هامش قمة “الناتو” التي عقدت في لاهاي: “طالما لم يكن هناك أي هجوم على تركيا، ولا يوجد حالياً مثل هذا الوضع، فإن بلادنا ستظل منطقة سلام”، مؤكداً أن بلاده “تبذل قصارى جهدها لضمان أن يسود السلام في منطقتها”.

وتابع أردوغان: “مع ذلك، وعلى الرغم من كل هذه الجهود، فإننا سنواصل الوقوف بحزم ضد تصرفات إسرائيل التي لا تطاق ولا تحتمل. وكما فعلنا في غزة حتى الآن، وقفنا ضد الظلم والطغيان في المنطقة، وسنواصل القيام بذلك”.

وأشار إلى أنه “منذ عدة أشهر، لم يتلق الشعب المضطهد في غزة المساعدة اللازمة”، مضيفاً: “إذا لم تصلهم هذه المساعدات بانتظام، فماذا سيحدث لهؤلاء الناس؟”.

ودعا أردوغان “الدول القوية إلى الوقوف معنا ضد الحصار الإسرائيلي”، مشدداً على أهمية “إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وجوب فتح المعابر الحدودية”.

وذكر أن “الصليب الأحمر لا يُسمح له بالمرور من قبل إسرائيل، وحتى من خلال الصليب الأحمر لا يمكن للمساعدات أن تصل إلى الناس في غزة”.

وأردف: “مع ذلك، إذا سُمح للصليب الأحمر بالعمل، فسيكون من الممكن توصيل الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية إلى المحتاجين”.

لقاءات متعددة

وخلال قمة حلف “الناتو” في لاهاي، أجرى أردوغان محادثات مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا تناولت التوتر في المنطقة، والعلاقات الثنائية، والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

كما التقى أردوغان بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت متأخر الثلاثاء.

وقال مكتب أردوغان بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن “الأزمة الإنسانية في غزة مستمرة بشكل متزايد، وإن هناك حاجة ماسة إلى وقف إطلاق نار دائم هناك”.

وكرر هذه الدعوة للمستشار الألماني فريدريش ميرتس، مضيفاً أنه يتعين إيجاد حل للأزمة الإنسانية في غزة.

وقال أردوغان لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن “هذا التوتر يجب ألا يجعل الأزمة الإنسانية في غزة، التي وصلت إلى مستوى كارثي، في طي النسيان”.

“إرهاب دولة”

ونددت تركيا، التي تشترك في حدود بطول 560 كيلومتراً مع إيران، بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة، ووصفتها بأنها “إرهاب دولة” وانتهاك للقانون الدولي. وعرضت تسهيل المحادثات النووية بين واشنطن وطهران.

وفي السياق، قال مكتب أردوغان بعد اجتماعه مع ماكرون، إن “رئيسنا رحب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وإن الوضع الفعلي يجب أن يتحول إلى هدوء دائم في أسرع وقت ممكن”.

وذكر أردوغان خلال مؤتمر صحافي في لاهاي، أن “المشكلات بين طهران وواشنطن لا يمكن حلها إلا من خلال الدبلوماسية”، داعياً الجميع لأن “يساهموا في تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط”.

وتابع: “نرحب بوقف إطلاق النار الذي تحقق بفضل جهود الرئيس الأميركي ترمب. ونتوقع من الأطراف الالتزام التام بدعوة صديقي ترمب”.

كما تتهم تركيا إسرائيل بتقويض السلام وإعادة الإعمار في سوريا بعملياتها العسكرية هناك في الأشهر القليلة الماضية، لكن القوتين الإقليميتين تعملان بهدوء على إنشاء آلية لفض النزاع في سوريا، بحسب وكالة “رويترز”.

واستولت إسرائيل التي تحتل هضبة الجولان السورية منذ حرب 1967، على مزيد من الأراضي السورية بالمنطقة الحدودية عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

شاركها.