أكد الدكتور محمد حمزة الحسيني، مستشار الجمعية المصرية بالأمم المتحدة، أن العالم بأسره سيواجه خلال الأشهر الثلاثة المقبلة تباطؤًا في النمو العالمي، وذلك نتيجة “عدم استقرار المنطقة والمشاكل الجيوسياسية” المستمرة منذ أكثر من عام، بدءًا من الحرب التي يفرضها الكيان على قطاع غزة.
وأشار “الحسيني”، خلال لقائه عبر قناة “النيل للأخبار”، إلى أن تصاعد وتيرة الحرب لتشمل إيران والضربات المتبادلة مع الكيان المحتل يُمثل سابقة منذ عام 1973، حيث يشهد الكيان المحتل حجم دمار “غير مسبوق”، ليس فقط للبنية التحتية، بل دمار اقتصادي شامل.
وتطرق إلى المشاكل الاقتصادية الحالية، مؤكدًا على التباطؤ في حجم التجارة العالمية، موضحًا أن الممرات المائية الحيوية، من مضيق هرمز إلى باب المندب وقناة السويس تُمثل “رئة العالم” لمرور الشحنات البحرية وسلاسل الإمداد والنفط والغاز، مشيرًا إلى أن البحر الأحمر وقناة السويس وحدهما يمر عبرهما 8% من الغاز المسال، و8% من تجارة الحبوب، وثلث تجارة النفط العالمية.
وكشف أن ضربات الحوثيين في البحر الأحمر، التي استهدفت السفن المتجهة إلى الكيان المحتل، تسببت في تداعيات اقتصادية “صعبة جدًا” على مصر والمنطقة والعالم، وجزء كبير جدًا من السفن والتجارة العالمية مرت من رأس الرجاء الصالح لتفادي ضربات الحوثيين وكان بالتبعية في زيادة في أسعار كل شئ مثل أسعار النفط، وأسعار المحروقات، وأسعار السلع وغيرها، مؤكدًا أن مصر اتخذت إجراءات احترازية ممتازة لإدارة الأزمة، مثل تنويع مصادر استيراد السلع والمحروقات.
وكشف الدكتور محمد حمزة الحسيني، مستشار الجمعية المصرية بالأمم المتحدة، عن حجم الخسائر المُباشرة للحرب بين إسرائيل وإيران، موضحًا أن كل من إيران وإسرائيل تكبدتا خسائر لا تقل عن 150 مليار دولار، بخسائر يومية تتراوح بين مليار ومليار و300 مليون دولار، مشددًا على أن إسرائيل تمر بـ “أصعب مراحلها” منذ إنشائها، بسبب الضربات الاقتصادية التي طالتها من جميع المحاور.
وأضاف “الحسيني”: “إسرائيل الآن ميناؤها الرئيسي يُعتبر مشلولًا، وتعتمد بنسبة 40 أو 45% في اقتصادها على توريد التكنولوجيا، وإيران ضربت خلال الأيام الماضية مايكروسوفت وغيرها من الأماكن التي تعد عصب الاقتصاد الإسرائيلي، وموضوع الغاز وكافة القطاعات الاقتصادية تضررت تماما، إسرائيل يُعتبر اقتصادها مشلول حاليًا، وهذا يُعد السبب الرئيسي الذي دفع الأمريكيين لوضع رسالة البدء بوقف إطلاق النار”.
وعلى الرغم من التحديات الإقليمية، أشار إلى “شق إيجابي” في الوضع المصري، موضحًا أن التعديلات الجمركية الجديدة التي فرضها دونالد ترامب، والتي زادت التعريفة على الصين ودول أخرى بنسبة 10%، استقطبت مستثمرين من الصين أنفسهم إلى مصر، وذلك لأن تصدير المنتجات والسلع من مصر سيكون بتعريفة جمركية أقل، مما يُعزز التنافسية.
وأضاف أن مصر شهدت استقطابًا للاستثمارات المباشرة، مثل مشروع “رأس الحكمة” السياحي الاستثماري الضخم، ومشروع سياحي استثماري آخر سيتم الإعلان عنه قريبًا في البحر الأحمر، مرجعًا ذلك إلى الثبات الأمني والسياسي والاقتصادي للدولة المصرية.