حسن الستري

أكد رئيس مجلس إدارة جمعية التعافي من المخدرات عادل بوصيبع أن عدد المستفيدين من برامج التعافي خلال عام 2024 بلغ 144 حالة، مشيراً إلى أن ازدياد الوعي لدى الأفراد والأسر ساهم في اعتبار التوجه للجمعية خطوة إيجابية نحو التعافي. وشدد بوصيبع على أن الجمعية تفتح أبوابها للجميع، من المواطنين البحرينيين، إلى المقيمين والأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي، انطلاقاً من إيمانها بأن العلاج حق إنساني لا يحده الانتماء أو الجنسية.

وكشف بوصيبع عن قصص نجاح ملهمة حققها بعض المستفيدين، من بينهم شاب تجاوز برنامج العلاج بنجاح، حظي بدعم اجتماعي ووظيفة وزواج سعيد، وآخر أعاد ترميم علاقته بأسرته بعد أن كان على وشك الانفصال.

وتولي الجمعية اهتماماً خاصاً بدور الأسرة في مراحل التعافي، من خلال برامج إرشاد أسري وورش تدريبية مكثفة. كما تبذل جهوداً حثيثة لتأهيل المتعافين مهنياً، وتشجيعهم على دخول سوق العمل أو تأسيس مشاريع خاصة، بالتعاون مع مؤسسات مجتمع مدني وشركات داعمة.

وقال بوصيبع: “لدينا أكثر من قصة نجاح في جمعية التعافي من المخدرات، ومنها شاب تخرج من البرنامج العلاجي بالجمعية، فحظي بقبول اجتماعي لدى أسرته، كما أنه حصل على وظيفة مناسبة، ثم تقدم للزواج من إحدى الفتيات، وقامت الجمعية بدعمه مادّياً للزواج، والآن لديه ولد وبنت ومستمر في تعافيه ولله الحمد، كما أن أحد الشباب المدمن الذي دخل العلاج بالجمعية، وصل إلى طريق مسدود مع عائلته وهو متزوج ولديه ولدان، وبنت ومهدد بالطلاق، فبعد اجتيازه البرنامج التأهيلي والعلاجي بالجمعية، تم ترميم علاقته بأسرته، ورجعت له زوجته وعائلته والحمد لله الآن يعمل ومستقرة في حياته”.

وأضاف: “من ضمن البرنامج التأهيلي والعلاجي للمدمنين بجمعية التعافي من المخدرات، فإننا نقوم ضمن الفريق العلاجي بترميم العلاقة بين المدمن وأسرته، فالأسرة تحتل مساحة مهمة في البرامج التأهيلية التي تقدمها الجمعية، وذلك عبر الدورات التدريبية وورش العمل، فضلا عن جلسات الإرشاد الأسري في الجمعية، وينتظم المعالجون بشكل مستمر في الإرشاد والتوجيه الأسري والسعي لحل المشكلات التي تجمع المستفيد مع أسرته”.

وتابع: “يضاف إلى هذا الجهد سعي الجمعية الجاد، عبر شراكاتها المجتمعية مع جمعية التربية الإسلامية وغيرها، في ضم هذه الأسر إلى قوائم المساعدات الشهرية، ويتم هذا الأمر بعد تنفيذ دراسة الحالات والتأكد من كونهم من أصحاب الاستحقاق، والجزء المهم في هذا الملف هو جهود الجمعية الرامية إلى توظيف المتعافين، ودعم إمكانية أن يصبحوا رواد أعمال وأصحاب مشروعات خاصة، وذلك من خلال التدريب والتأهيل في مجال ريادة الأعمال كما المساعدة من خلال التواصل مع جهات الأعمال والشركات المختلفة كنوع من التزكية لحصول المتعافين على فرص عمل”.

وبين أن مناسبة اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها تأتي لتحتفل دول العالم بأهمية محاربة ومكافحة المخدرات، وآفة المخدرات، فهي أصل كل بلية، وأساس كل رذيلة، ومفتاح كل شر، فالمخدرات هي انتحار بطيء، وإزهاق بارد، ومهلكة مروعة. قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا} فكم بها وبسببها نفوس زهقت، وأُسر شُتت، وأعراض دُنست، وعقول عُطلت، وأموال ضُيعت.

وكم أبكت هذه المواد السامة من والد ووالده، كم رملت من زوجة، ويتَّمت من طفل، فكيف بحال شخص استيقظ يوماً ما، وجد نفسه بلا أب أو أم! هل يوجد أقسى من ذلك على الإنسان؟!

شاركها.