في صباحٍ حزين لم يكن عاديًا، ودّعت قرية “كفر السنابسة” بمحافظة المنوفية 18 فتاة خرجن طلبًا للرزق، فعُدن في نعوش بيضاء، في فاجعة هزّت دلتا مصر وأبكت قلوبًا كثيرة.

كنّ زهرات صغيرات، خرجن من منازلهن قبل شروق الشمس، يحملن أحلامًا بسيطة، وضحكات خافتة تخفي خلفها تعب الحياة. يعملن باليومية مقابل أجر لا يتجاوز 130 جنيهًا، يساعدن أسرهن، ويكافحن من أجل تعليم أو زواج أو حياة أقل قسوة.

لكن الحلم توقّف فجأة على الطريق الإقليمي، حين اصطدمت حافلتهن بشاحنة ضخمة، فتحوّل الأمل إلى مأساة، والضحك إلى صمت أبدي. رحلت 18 زهرة في لحظة، وسقطت خلفهن قلوب الأمهات والآباء، وحزن قريتهن بأكملها.

لم تمر الكارثة بصمت، إذ وجّهت أصابع الاتهام إلى الإهمال الحكومي، ورداءة الطرق، وسوء الرقابة على وسائل النقل. وبين الصدمة والغضب، يتكرّر السؤال المؤلم: إلى متى يُترك الفقراء يموتون على الطرق في صمت؟

هكذا رَحَلن.. لا احتفال بتخرّج ولا زفاف، فقط كفن أبيض ولقب “شهيدات لقمة العيش”.

شاركها.