قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين، إنه لم يتحدث مع إيران ولم يعرض عليها شيئاً، منذ أن “أبدنا” منشآتها النووية، وذلك، رداً على تصريحات سيناتور ديمقراطي قال إنه يبدو أن ترمب يتحرك ليعرض على إيران صفقة مشابهة للاتفاق النووي في 2015، وتقديم مليارات الدولارات لطهران مقابل التخلي عن برنامجها النووي.
وقال ترمب في وقت مبكر الاثنين (بالتوقيت المحلي) على منصة “تروث سوشيال”: “أخبروا السيناتور الديمقراطي المدعي كريس كونز أنني لا أعرض أي شئ على إيران، بعكس (الرئيس السابق باراك) أوباما، والذي دفع لهم مليارات الدولارات بموجب، الاتفاقية الغبية الطريق إلى السلاح النووي JCOPA، والتي انتهت الآن، كما أنني لا أتحدث إليهم منذ أن أبدنا منشآتهم النووية”.
وكان ترمب يسخر هنا من اسم اتفاقية العمل المشتركة الشاملة JCOPA، والتي شكلت الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين، لعام 2015، والتي انسحب ترمب منها بشكل أحادي في 2018.
كونز: على ترمب توضيح استراتيجيته تجاه إيران
وكان السيناتور الديمقراطي كريس كونز قد قال الأحد، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، إنه قلق بشأن الطريق لما بعد الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية، لضمان عدم استمرار برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، ما قد يسمح لهم بالوصول إلى قنبلة، وهو ربما ما يفعلونه الآن”.
وأضاف أن “الأمر الأساسي الذي لا نعرفه الآن، هو ما حدث لمخزون اليورانيوم الإيراني المخصب بدرجة 60%”، وقال إنه من المرجح للغاية أن إيران نقلت هذا المخزون خارج المواقع النووية التي تعرضت لضربات، وتابع: “يمكن تحميل هذه الكمية في صندوق شاحنة صغيرة”.
وأشار إلى صور أقمار اصطناعية تظهر شاحنات خارج مواقع إيران النووية قبل الضربات. وطالب كونز الإدارة الأميركية بتقديم “صورة كاملة للكونجرس عما حدث، وما سيحدث تالياً، وشرح استراتيجيتهم”.
وأشار كونز إلى ما نقلته وسائل إعلامية عن أن ترمب يتحرك للتفاوض مع إيران ليعرض عليها “صفقة مشابهة، للاتفاق النووي الذي عقده الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران في 2015، وتقديم عشرات المليارات من الدولارات وتخفيف العقوبات، مقابل التخلي عن برنامجهم النووي”.
جدل بشأن فعالية الضربات الأميركية
تصريحات ترمب تأتي في أعقاب جدل واسع حول طبيعة الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، إذ ادعى الرئيس الأميركي أنها دمرت “بالكامل” ثلاث منشآت رئيسية في طهران.
يُذكر أن ترمب يتعرض لضغوط داخلية متزايدة لتوضيح استراتيجيته تجاه إيران، في وقت تطالب فيه طهران المجتمع الدولي بتحقيق مستقل في ما وصفته بـ”العدوان الأميركي–الإسرائيلي على منشآت صناعية كيميائية”.
وشنت الولايات المتحدة هجمات على المنشآت النووية الإيرانية في وقت سابق من الشهر الحالي مستخدمة قاذفات تحمل أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات.
وعلى الرغم من أن مسؤولين أميركيين، ومنهم ترمب، قالوا إن الهجوم “محا” المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية، فإن تقارير إعلامية أميركية نقلت عن تقييم مبدئي جرى تسريبه من وكالة استخبارات الدفاع أن الهجمات ربما عرقلت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط.
وقال ترمب، الأحد، إن إيران قد لا تتخلى عن أنشطتها النووية “لكنها أُنهكت تماماً”، مشيراً إلى أنه سيرفع العقوبات المفروضة على طهران “إذا جنحت للسلام”.
وأكد الرئيس الأميركي أنه لم يدل بأي تعليقات حول رفع العقوبات المفروضة على تصدير النفط الإيراني إلى الصين.