قال وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، اليوم، الثلاثاء 1 من حزيران، إن عملية ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان معقدة، وتتطلب وقتًا، ولا بد من لجنة تقنية مشتركة سورية- لبنانية للتعامل مع هذا الملف.
وأكد خلال مقابلته مع قناة “سكاي نيوز عربية“، أن الوثائق والخرائط الفرنسية، التي تعود لأكثر من 100 عام، التي سلمتها فرنسا لسوريا وللبنان في أيار الماضي، هي وثائق سرية، تتضمن تحديدًا فرنسيًا للحدود بين لبنان وسوريا، والنظر إلى هذه الخرائط يحتاج إلى اختصاصيين، وهو موضوع تقني.
تسليم فرنسا هذه الوثائق والخرائط للبنان وسوريا يحمل أهميتين، تبعًا لرجي، تتمثلان في:
- الأهمية التقنية: التي تساعد في تثبيت وترسيم الحدود.
- الأهمية السياسية: التي تتعلق بأن سوريا اليوم مستعدة للتعاون مع لبنان، لترسيم الحدود بين البلدين.
وأشار إلى أن مسألة ترسيم الحدود تحتل الأولوية بالنسبة للسلطات اللبنانية، تضاف إلى ملفات أخرى، كعودة اللاجئين السوريين، وملف المفقودين اللبنانيين في سوريا.
وأوضح أن الإدارة الجديدة في دمشق، “تقول علنًا خلال اجتماعاتنا الثنائية، إنها تعترف نهائيًا بدولة لبنان واستقلاله، وتحترم سيادته، ولن تتدخل في شؤونه الداخلية، وتؤكد استعدادها العمل مع بيروت على ترسيم الحدود بيننا”.
وكذلك، فإن ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا سيساعد بشكل كبير على ضبط عمليات التهريب.
وقال إن رفع العقوبات عن سوريا، سيساعد دمشق اقتصاديًا ويقودها نحو الأفضل، وتسرع عملية إعادة إعمارها، لافتًا إلى أن إعادة الإعمار ستتجاوز الحدود السورية لتنعكس على لبنان بشكل إيجابي.
العلاقة اللبنانية السورية
أكد رجي أن العلاقة اللبنانية السورية لم تكن صحية منذ عقود، وكل الأنظمة والسلطات التي تعاقبت على سوريا لم تعترف بدولة مستقلة اسمها لبنان، وهذا ينطبق بشكل رئيسي على نظام الأسد.
وذكر أن النظام السابق في دمشق كان يعتبر لبنان دولة تابعة وليس مستقلة، عبر “التلميح والتصريح بأن لبنان وسوريا شعب واحد في دولتين، وأن لبنان قطعة مسلوخة عن سوريا ولا بد أن تعود إلى سوريا”.
حلحلة “ملفات عالقة”
الحكومة اللبنانية ترتقب زيارة لوفد سوري على رأسه وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لمناقشة قضايا تهم البلدين على رأسها ملفي اللاجئين وضبط الحدود.
وكشف نائب رئيس الحكومة اللبنانية، طارق متري، أن الزيارة قد تُشكّل نقلة نوعية في تنسيق الملفات العالقة، منها عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سوريا، وضبط وترسيم الحدود المشتركة.
إضافة إلى ملف المعتقلين، وقضايا المفقودين اللبنانيين في سوريا، وصولًا إلى مراجعة العلاقات الثنائية على أسس جديدة تقوم على “الندية والاحترام المتبادل”، وذلك بحسب تصريحات لمتري، نشرتها صحيفة “المدن” اللبنانية، في 15 من حزيران الماضي.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي