تجدد الخلاف بين الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، الأربعاء، بشأن مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق، في وقت يسعى فيه قادة الحزب لتجاوز الانقسامات الداخلية، والوفاء بالموعد النهائي المحدد في الرابع من يوليو الجاري.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب على منصته “تروث سوشيال”، إن مشروع القانون الذي يصفه بـ”الكبير والجميل” يتعلق بـ”النمو، وإذا تم تمريره، ستشهد أميركا نهضة اقتصادية غير مسبوقة”.

وأضاف: “تم تقليص العجز إلى النصف، وهناك استثمارات قياسية وأموال، ومصانع، ووظائف تتدفق إلى الولايات المتحدة”.

وكان مجلس الشيوخ أقر التشريع، الذي يقول محللون مستقلون إنه سيضيف 3.4 تريليون دولار إلى ديون البلاد خلال العقد المقبل، بهامش ضيق من الأصوات، الثلاثاء، بعد نقاشات محتدمة حول الكلفة الباهظة للقانون، والتخفيضات الكبيرة في برنامج الرعاية الصحية للفئات محدودة الدخل “ميديكيد”.

وتجددت الانقسامات داخل مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون بأغلبية 220 مقابل 212، إذ يشهد منذ سنوات معارضة متكررة من جانب أعضاء يمينيين متشددين ضد قيادة الحزب، رغم أنهم لم يرفضوا حتى الآن أجندات ترمب الرئيسية.

ويعقد ترمب اجتماعات مع المشرعين الجمهوريين بهدف دفع أجندته التشريعية نحو الإقرار النهائي، وفق ما نقلته وكالة “أسوشييتد برس” عن مسؤولين اثنين في البيت الأبيض.

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الثلاثاء، إن التصويت في المجلس على مشروع قانون ترمب الشامل لخفض الضرائب والإنفاق، قد يُجرى الخميس على أبعد تقدير.

وأضاف النائب الجمهوري عن ولاية لويزيانا في تصريح لشبكة FOX NEWS: “هناك تأخيرات في عودة جميع الأعضاء بسبب الأحوال الجوية، لكن لنفترض توفر النصاب الكامل بالمجلس، سنمرر المشروع عبر لجنة القواعد، صباح الأربعاء، ثم سيتجه إلى المجلس، ونأمل أن نصوت عليه بحلول الأربعاء أو الخميس على أبعد تقدير”.

تأتي تصريحات جونسون في وقت يسابق فيه المشرعون في مجلس النواب الزمن للعودة إلى الكونجرس، إذ تسببت العواصف التي تضرب الساحل الشرقي بإلغاء أو تأخير رحلات عدد من الأعضاء، ما قد يؤثر على قدرة الجمهوريين على إيصال مشروع ترمب “الكبير والجميل” إلى مكتبه بحلول الجمعة المقبلة.

ومع الحضور الكامل، يمكن لجونسون تحمل خسارة 3 أصوات فقط. وقال رئيس مجلس النواب، إنه يجري محادثات مع أعضاء مجلس النواب من مختلف الأطياف الأيديولوجية، مضيفاً، عندما سُئل عن محادثاته مع المعارضين داخل الحزب: “أنا أتحدث مع الجميع”.

وكانت تقارير سابقة أفادت بأن ترمب يعقد اجتماعات مع النواب المتحفظين على مشروع القانون الرئيسي، بحسب شبكة CNN.

ومن المقرر أن يجري مجلس النواب، صباح الأربعاء، تصويتاً إجرائياً مهماً، يُعرف باسم “التصويت على القاعدة”، لتقريب مشروع القانون من إقراره النهائي.

ومساء الثلاثاء، صوّت النائبان الجمهوريان تشيب روي ورالف نورمان ضد إحالة مشروع القانون من لجنة القواعد القوية في مجلس النواب إلى التصويت العام.

وأعرب العديد من الجمهوريين الآخرين في مجلس النواب، بمن فيهم معتدلين ومتشددين محافظين، عن تحفظاتهم على التصويت لصالح النسخة التي أقرها مجلس الشيوخ من مشروع القانون.

زيادة سقف الدين

وأعرب المتشددون في الحزب الجمهوري المعارضين لمشروع القانون، عن غضبهم من أنه لا يتضمن تخفيضات إنفاق كافية، ويشمل زيادة في سقف الديون الوطنية بمقدار 5 تريليونات دولار، وهي مسألة سيتعين على المشرعين التعامل معها في الأشهر المقبلة لتجنب تخلف كارثي عن سداد الدين الوطني البالغ 36.2 تريليون دولار.

ودفع ترمب، منذ أسابيع، باتجاه تمرير القانون قبل عطلة يوم الاستقلال المقررة الجمعة، وواصل الضغط، الأربعاء.

وقال ترمب في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “أيها الجمهوريون، لا تسمحوا لليسار الراديكالي الديمقراطي بأن يُملي عليكم. لدينا كل الأوراق، وسنستخدمها”.

الديمقراطيون يعارضون مشروع ترمب

ويعارض الديمقراطيون القانون، قائلين إن تخفيضاته الضريبية تصب بشكل غير متناسب في مصلحة الأثرياء، بينما تقلص الخدمات التي يعتمد عليها الأميركيون من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط.

وقدّر مكتب الميزانية في الكونجرس، وهو جهة غير حزبية، أن نحو 12 مليون شخص قد يفقدون التأمين الصحي نتيجة القانون.

واعتبر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز للصحفيين، الثلاثاء، أن “هذا أكبر اعتداء على الرعاية الصحية الأميركية في التاريخ”، متعهداً بأن يستخدم حزبه “جميع الخيارات الإجرائية والتشريعية” لمحاولة إيقاف أو تأخير إقرار القانون.

وتتضمن نسخة المشروع التي أقرها مجلس الشيوخ، الثلاثاء، زيادة في الدين أكثر مما ورد في النسخة التي مررها مجلس النواب في مايو الماضي.

ورفع مكتب الميزانية في الكونجرس، الثلاثاء، تقديراته بشأن العجز الذي سيُضيفه المشروع إلى الميزانية حتى عام 2045 بمقدار 100 مليار دولار، ليصل إلى 3.4 تريليون دولار.

ويتضمن المشروع أيضاً أكثر من 900 مليون دولار من التخفيضات في برنامج “ميديكيد” المخصص للأميركيين منخفضي الدخل. وأثارت هذه التخفيضات قلقاً لدى بعض الجمهوريين في مجلس النواب أيضاً.

شاركها.