صرّح وزير الداخلية الألماني، ألكساندر دوبريندت، بأن بلاده سجّلت نحو 600 ألف طلب لجوء خلال العامين الماضيين، في مؤشر على استمرار الضغط على نظام الهجرة الألماني.
وأوضح الوزير، أن الحكومة تجري حاليًا اتصالات مع دمشق بهدف التوصل إلى تفاهمات حول إعادة «المجرمين» المدانين من بين اللاجئين السوريين، وسط جدل داخلي حول إمكانية ترحيل السوريين في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة في بلادهم.
وأضاف أن «سوريا ما زالت تشكل تحديًا كبيرًا» بشأن عودة اللاجئين، مؤكدًا صعوبة ترحيل أعداد واسعة في غياب ضمانات أمنية كافية.
كما دعا الوزير، إلى التوصل لاتفاقيات مباشرة مع حركة طالبان في أفغانستان، لتسهيل عمليات ترحيل المرفوضة طلباتهم، في ظل زيادة أعداد اللاجئين الأفغان ووصول عملية ترحيلهم إلى طريق مسدود بسبب غياب الترتيبات الرسمية مع السلطات هناك،، مؤكدًا أن الاعتماد الحالي على وسطاء «لا يمكن أن يظل حلًا دائمًا».
كما أشار إلى استقبال ألمانيا حوالي 1.2 مليون لاجئ أوكراني، معتبرًا أن الحد الأقصى النظري البالغ 200 ألف طلب لجوء سنويًا «لم يعد واقعيًا» بل «مرتفعًا للغاية» في ضوء الأعداد الحالية.
يُذكر أنه منذ سيطرة طالبان على الحكم في 2021، لم تُنفذ عمليًا أية عمليات ترحيل من ألمانيا إلى أفغانستان، باستثناء عملية واحدة العام الماضي تم خلالها نقل 28 مدانًا أفغانيًا جوًا إلى كابل في أغسطس.
يُعتبر السوريون أكبر مجموعة من اللاجئين في ألمانيا منذ موجة اللجوء الكبرى عام 2015، ووفق أحدث التقديرات الرسمية (20232024)، يوجد في ألمانيا نحو 900 ألف إلى مليون شخص من أصول سورية، يشمل ذلك الحاصلين على حق اللجوء أو الحماية الإنسانية، والحاصلين على الإقامة طويلة الأمد، ومن وصلوا بطرق أخرى (لم الشمل، الدراسة، إلخ)، ومن هؤلاء، يُقدَّر أن نحو 780 ألفًا مسجلون رسميًا كلاجئين أو حاملي حماية فرعية.
أبرز أماكن تواجدهم في ألمانيا
وينتشر السوريون في جميع الولايات، لكنهم يتركزون في المدن والولايات الكبرى، وأبرز مناطق تواجدهم في شمال الراين فيستفالن (NordrheinWestfalen)، وهي أكبر ولاية ألمانية سكانًا، وتستضيف عشرات الآلاف من السوريين، خاصة في مدن مثل كولونيا، دوسلدورف، دورتموند.
ويليها برلين العاصمة الألمانية حيث يوجد مجتمع سوري كبير ونشط، مع مطاعم، متاجر، وجمعيات ثقافية سورية، ثم ولاية بافاريا (Bayern) خاصة في مدن ميونيخ ونورنبرغ وأوغسبورغ، ورغم أن سياسة اللجوء في بافاريا أكثر صرامة، لكن بها عدد كبير من اللاجئين نظرًا لمساحتها وسكانها.