شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الخميس، على أن طهران ستظلّ ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية NPT، وباتفاق الضمانات الخاص بها، مشيراً إلى أن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية “سيكون عبر المجلس الأعلى للأمن القومي، لأسباب تتعلق بالسلامة والأمن”.

وأضاف عراقجي على منصة “إكس”: “وفقاً للتشريع الجديد الذي أقرّه مجلس الشورى (البرلمان)، والذي جاء ردّاً على الهجمات غير القانونية التي استهدفت منشآتنا النووية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، فإن تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتم عبر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وذلك لأسباب أمنية واضحة ومشروعة”.

وندد وزير الخارجية الإيراني بما سمّاه “الدعم الصريح من ألمانيا للهجوم غير القانوني الذي شنّته إسرائيل على إيران، بما في ذلك المنشآت النووية الخاضعة للضمانات الدولية”، وقال إن ألمانيا “دعمت بشكل مخز الهجوم الأميركي غير القانوني على المنشآت النووية الإيرانية”، و”هو ما يُعد انتهاكاً للقانون الدولي، ولمعاهدة عدم الانتشار، ولميثاق الأمم المتحدة”.

سجال إيراني ألماني

كانت الخارجية الألمانية، قالت في بيان، الأربعاء، إن قرار إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يبعث برسالة مدمرة؛ فهو يقضي على أي إمكانية لمراقبة البرنامج النووي الإيراني، وهو أمر بالغ الأهمية للتوصل إلى حل دبلوماسي”.

وتابع وزير الخارجية الإيراني في المنشور، “الإيرانيون شعروا بالنفور أصلاً من الدعم الألماني، الذي يشبه حقبة النازية، للإبادة الجماعية في غزة، ومن دعمها لحرب صدّام حسين على إيران من خلال تزويده بمواد لإنتاج أسلحة كيميائية”، وفق تعبيره.

كما ندد بما اعتبره تنصّل ألمانيا من التزاماتها ضمن خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA (الاتفاق النووي)،  من خلال مطالبتها العلنية بـ”تصفير التخصيب” في إيران.

وقال عراقجي، إن “الدعم الألماني الصريح لقصف إيران، قضى بالكامل على فكرة أن النظام الألماني يحمل أي نوايا سوى العداء الخالص للإيرانيين”.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، الخميس، رداً على ادعاء الرئيس الأميركي بأن إيران طلبت إجراء المفاوضات وادعائه بشأن التدمير الكامل للمواقع النووية الإيرانية: “نعم، مواقعنا النووية تضررت بشدة، وقد أید العديد من المسؤولين ذلك”.

وأضافت مهاجراني، “كما أعلن الوزير والمتحدث باسم وزارة الخارجية، لم يُعلن بعد عن موعد المفاوضات، ومن المحتمل ألا يكون قريباً جداً، ولكن لم يُتخذ قرار بهذا الشأن”.

تعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية

وكان الرئيس الإيراني، مسعود بيزشكيان، صادق، الأربعاء، على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقالت وكالة “مهر” الإيرانية، إن بيزشكيان، أبلغ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ووزارة الخارجية، والمجلس الأعلى للأمن القومي، بقانون “إلزام الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية” لتنفيذه.

وأقر مجلس الشورى الإيراني، مشروع القانون، الأربعاء الماضي، بعد تقرير للمدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، والذي انتقد فيه أنشطة إيران النووية، فيما اعتبرت طهران أن ذلك التقرير “مهد الطريق للهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت إيران النووية”. 

واعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأسبوع الماضي، أن إصرار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على زيارة المنشآت النووية الإيرانية “لا معنى له”، بل و”قد يكون ذا نوايا خبيثة”، وسط ترقب غربي لمعرفة نتائج الهجمات الأميركية على 3 مواقع نووية إيرانية.

وقال عراقجي على منصة “إكس”، إن “البرلمان الإيراني وافق على وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن يتم ضمان سلامة وأمن أنشطتنا النووية”.

وأضاف أن هذا القرار يأتي “نتيجة مباشرة للدور المؤسف الذي لعبه رافائيل جروسي”، مضيفاً: “من خلال هذا التصرف الخبيث، سهّل بشكل مباشر تبني قرار مسيّس ضد إيران من قبل مجلس محافظي الوكالة، إضافة إلى الغارات غير القانونية التي شنّتها إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية”.

وذكر عراقجي، أن جروسي “فشل في الإدانة الصريحة لمثل هذه الانتهاكات الفاضحة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولنظامها الأساسي”.

شاركها.