يقول الباحثون إن التدخين تأثيره أقل من التلوث، فغير المدخنين الذين يعيشون في مدن أكثر تلوثًا لديهم طفرات جينية مرتبطة بالأورام الخبيثة أكثر بكثير من المدخنين.

وأظهرت دراسة جديدة رائدة أن تلوث الهواء والأدوية العشبية التقليدية قد يكونان عاملي خطر رئيسيين يساهمان في الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ تدخين.

في حين أن التدخين يُعد عامل خطر رئيسيًا للإصابة بسرطان الرئة، يبدو أن معدلات الإصابة بالأورام الخبيثة تتزايد بين غير المدخنين، حتى مع انخفاض استخدام التبغ عالميًا.

وأظهرت دراسات سابقة أن سرطان الرئة يؤثر بشكل غير متناسب على النساء غير المدخنات، وخاصةً ذوات الأصول الآسيوية، وهو أكثر انتشارًا في شرق آسيا منه في الدول الغربية.

والآن، تُقدم دراسة جديدة، أدلة دامغة على أن تلوث الهواء والأدوية العشبية قد يكونان سببًا للطفرات الجينية المرتبطة بإصابة غير المدخنين بسرطان الرئة.

وبشكل عام؛ يُظهر البحث أن تلوث الهواء يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنفس أنواع طفرات الحمض النووي التي نربطها عادةً بـ التدخين.

ولم تفصل معظم دراسات انتشار سرطان الرئة بيانات المدخنين عن بيانات غير المدخنين، مما لم يُقدم سوى رؤى محدودة حول الأسباب المحتملة لدى هؤلاء المرضى.

تفاصيل الدراسة

وجمعت الدراسة الأخيرة بيانات من غير المدخنين حول العالم، واستخدمت علم الجينوم للعثور على العوامل البيئية التي يُحتمل أن تكون وراء هذه السرطانات.

وهذه مشكلة عالمية مُلحة ومتنامية نعمل على فهمها فيما يتعلق بمن غير المدخنين، وفي حين أظهرت دراسات سابقة وجود صلة محتملة بين تلوث الهواء وسرطان الرئة لدى غير المدخنين، فإن البحث الجديد يذهب إلى أبعد من ذلك من خلال الكشف صلة جينية.

في هذه الدراسة الشاملة، حلل العلماء أورام الرئة لدى 871 شخصًا غير مدخنين يعيشون في 28 منطقة ذات مستويات متفاوتة من تلوث الهواء في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.

تسلسل الجينوم

استخدم الباحثون أساليب تسلسل الجينوم لتحديد أنماط مميزة من الطفرات الجينية التي تعمل كبصمات جزيئية للتعرضات السابقة.

ثم قارنوا البيانات الجينومية بتقديرات التلوث المستندة إلى قياسات الأقمار الصناعية والأرضية للجسيمات الدقيقة، وساعدهم ذلك على تقدير التعرض طويل الأمد للمرضى لتلوث الهواء.

وجدت الدراسة أن غير المدخنين الذين يعيشون في بيئات أكثر تلوثًا لديهم طفرات أكثر بكثير في أورام الرئة لديهم، وخاصة الأنواع التي تعزز بشكل مباشر تطور السرطان.

كما وجد العلماء المزيد من البصمات الجزيئية في هذه المجموعة، والتي ترتبط بالسرطان وتُستخدم كسجل لجميع حالات التعرض السابقة للعوامل البيئية المسببة للطفرات.

ووجد العلماء أنه كلما زاد تعرض الشخص للتلوث، زادت الطفرات الموجودة في أورام الرئة، بالإضافة إلى علامات أكبر على شيخوخة خلاياه المتسارعة.

المخاطر البيئية

ومن المخاطر البيئية الأخرى التي كشفت عنها الدراسة حمض الأريستولوشيك، وهو مادة كيميائية معروفة بأنها مسببة للسرطان، موجودة في بعض الأدوية العشبية الصينية التقليدية والأيورفيدية.

وعلى الرغم من أن تناول هذه المادة الكيميائية النباتية قد رُبط سابقًا بسرطان المثانة والأمعاء والكلى والكبد، إلا أن هذه الدراسة الأخيرة هي الأولى التي تُشير إلى وجود أدلة على أنها قد تُسهم في الإصابة بسرطان الرئة.

شاركها.