رسخت دولة الإمارات مكانتها قوة رائدة ولاعباً محورياً في اقتصاد الترحال الرقمي، متجاوزة المفهوم التقليدي للعمل، لتصبح ثاني أفضل وجهة في العالم للرحالة الرقميين لعام 2025.
ولم يأتِ هذا الإنجاز النوعي الذي شهد قفزة من المرتبة الرابعة عالمياً في عام 2023 وفقاً لمؤشر «VisaGuide Digital Nomad Visa» من فراغ، بل هو نتاج رؤية استشرافية تتجاوز البعد الاقتصادي المباشر، وتستثمر في الإنسان والبنية التحتية الرقمية كأصول للمستقبل.
وتؤكد منصة «Immigrant Invest» هذا التفوق، حيث وضعت الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً بعد إسبانيا، متقدمة على دول مثل الجبل الأسود وجزر البهاما والمجر، وذلك استناداً إلى معايير صارمة، تشمل جودة الإنترنت، والسياسات الضريبية، وتكاليف المعيشة، والرعاية الصحية، والأمن والاستقرار الذي لا يُضاهى.
ولقد دفع هذا الواقع الجديد الذي تحول فيه العمل عن بعد من خيال إلى قوة اقتصادية عالمية هائلة تُقدّر قيمتها بنحو 800 مليار دولار سنوياً الحكومات حول العالم للدخول في سباق محموم، لاستقطاب هذه الفئة من المواهب.
وفي هذا السياق، أكد الرحالة الرقمي مؤسس منصة ومجتمع «الرحالة الرقميين العرب»، محمد شيخ الأرض، أن «الإمارات لم تكتفِ بالمشاركة في هذا السباق، بل أصبحت تتصدّره في المنطقة، حيث تقدّم نموذجاً فريداً في جذب العقول المبدعة».
وقال: «زرت الإمارات مرات عدة وأقمت في إمارة الشارقة، ولاحظت شخصياً البنية التحتية الرقمية المتطورة للغاية، وانتشار شبكات الإنترنت العالية الجودة، وتوافر مساحات العمل المشتركة، والمجتمع المتنوع الثقافات».
وأضاف شيخ الأرض أن الإمارات جاذبة جداً، خصوصاً للرحالة الرقميين من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع التقنية، والشركات الناشئة الباحثين عن الاستقرار القانوني والضريبي، والأمن والأمان وجودة الحياة، لافتاً إلى تألق مدن الإمارات بشكل ساحق على الخريطة العالمية، حيث رسخت أبوظبي ودبي مكانتهما وجهتين لا يمكن تجاهلهما.
وقال محمد شيخ الأرض، إنه «على خريطة الرحالة العالميين، يمكن تصنيف دبي مركز أعمال رقمياً عالمياً، وهي الوحيدة التي تنافس المدن الأوروبية والآسيوية، مثل بانكوك وبرشلونة، أو كيب تاون»، مؤكداً أن هذا التفوق يأتي مدعوماً ببرامج متخصصة مثل «برنامج العمل الافتراضي في أبوظبي»، و«تأشيرة العمل عن بُعد في دبي»، والتي أطلقت بهدف استقطاب هذه الشريحة النوعية من العاملين، وهو ما تؤكده التقارير العالمية، حيث تتربع دبي على قمة أفضل بيئة للعمل عن بُعد، وتأتي أبوظبي في المركز الرابع عالمياً، حسب تقرير شركة «RemoteWork360».
وأدركت الإمارات مبكراً، بحسب شيخ الأرض، أن استقطاب المواهب الرقمية يُمثّل شريان حياة لاقتصاد المستقبل القائم على الذكاء الاصطناعي والبيانات. فمنذ مارس 2021، قدمت الدولة تأشيرة خاصة بالرحالة الرقميين تتيح لهم إقامة لمدة عام قابلة للتجديد، في خطوة استباقية جعلتها من أوائل الدول التي تهيئ الظروف المثالية لهذه الفئة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news