درعا – محجوب الحشيش

شهدت أسعار مادة البطاطا انخفاضًا في السوق المحلية بمحافظة درعا جنوبي سوريا، إذ وصل سعر الكيلو منها إلى 2500 ليرة سورية مقابل 5000 ليرة في العروة الربيعية من العام الماضي.

أهم أسباب تدني سعر البطاطا، ضعف الإقبال على تخزينها في وحدات التبريد، وضعف القدرة الشرائية للتجار والسكان، وتقلب سعر صرف الليرة السورية، وعدم إيضاح السياسة الاقتصادية للحكومة بما يخص الاستيراد والتصدير، بحسب مزارعين التقتهم في المنطقة.

 إقبال ضعيف على التخزين

ينوي علي البيطاري، أحد تجار مدينة طفس، تخزين 200 طن فقط من البطاطا في حين بلغت الكمية التي خزنها الموسم الماضي 500 طن.

يتخوف علي من خسارة مماثلة للعام الماضي، إذ انخفض سعر البطاطا من 5000 ليرة سورية وقت نضوج المحصول إلى 2000 ليرة وقت مبيع البطاطا المخزّنة، وكذلك انخفض السعر في العروة الخريفية من 9000 إلى 2000 ليرة سورية ما شكل خسارة مالية للتجار.

وتزرع البطاطا في درعا بعروتين رئيستين، الربيعية المنتج محصولها حاليًا، والخريفية التي تنضج في تشرين الثاني.

وقال علي، إنه لا يريد خسارة اسمه في السوق، ولذلك سيغامر بكمية قليلة من التخزين.

وأضاف أن حركة السوق تشهد ركودًا رغم قلة المحصول هذا العام، لعدم وجود سيولة مالية لدى السكان، كما أن الخسارات الماضية أفرغت جيوب التجار من المال، وجعلتهم مدينين في السوق، وهذا ما يدفعهم لعدم المغامرة مجددًا.

وتُحفظ البطاطا في وحدات تبريد وتصل تكلفة تبريد الكيلو الواحد إلى 1500 ليرة سورية.

إبراهيم السلال، أحد تجار مدينة نوى، قرر عدم تخزين البطاطا هذا العام خوفًا من خسارة مالية.

وقال إبراهيم ل، إن عدم وضوح السياسة الاقتصادية في سوريا دفعه للتخلي عن فكرة التخزين، ويتخوف من فتح باب استيراد البطاطا كما حصل العام الماضي، لذلك قرر التريث في التخزين لحين وضوح الرؤية الاقتصادية للدولة، وكان خلال السنوات الماضية يخزن ما يقارب 500 طن في كل موسم.

خسارات سابقة

رئيس غرفة تجارة درعا، قاسم مسالمة، قال ل، إن ضعف الإقبال على التخزين سببه خسارة مالية لحقت بالتجار خلال الموسم الماضي، إذ سمحت حكومة نظام الأسد المخلوع باستيراد البطاطا، ما أدى إلى هبوط سعرها، يضاف إلى ذلك ضعف التصدير حاليًا.

وأضاف مسالمة أن الحل يكمن في إنشاء تعاونيات متخصصة في كل صنف من الزراعات، وهي ما أسماها الزراعة التعاقدية، ومهمة هذه الجمعيات إجراء عقود مع المصدرين، ومع الموزعين الرئيسين داخل القطر.

وبرر مسالمة وجود هذه الجمعيات بعدم وضوح سياسة التسعير في أسواق “الهال”، التي تعتمد بالدرجة الأولى على كثرة المنتج في تحديد السعر دون دراسة حقيقية لكمية الإنتاج، كما أن الجمعيات التعاونية تخطط الزراعات بناء على قدرتها في تصريف المنتج.

وقال، إن من الممكن أن تساعد الحكومة في دعم الفلاح عبر الإشراف على الزراعة، وتقديم الدعم عبر إعفاء مصادر الإنتاج من أسمدة وأدوية ومعدات إنتاج من الرسوم الجمركية.

المزارع خاسر

تميز محصول هذا الموسم من البطاطا بضعف الإنتاجية وقلة جودة الثمرة، بعد تراجع منسوب مياه الري في معظم المناطق الزراعية بدرعا.

خالد زين العابدين، مزارع بطاطا، لديه 25 دونمًا، قال ل، إن إنتاجية الدونم الواحد من محصوله لم تتعدَّ ثلاثة أطنان لهذا الموسم، وقد وصلت إلى ستة أطنان في الموسم الماضي.

وأرجع خالد ضعف الإنتاجية لقلة الإرواء، إذ تراجع منسوب البئر التي يسقي منها محصوله، كما تعتمد البطاطا الربيعية على مياه الأمطار التي شحت في فصل الشتاء الماضي، ما أثر على جودة المحصول وزاد من تكلفة الإنتاج عبر سقاية المحصول على الديزل.

وذكر خالد أن خوفه أيضًا من الخسارة، دفعه لتقليل كميات الأسمدة والأدوية التي ما زال سعرها مرتفعًا.

واشترى مزارعو البطاطا للموسم الماضي البذار والأسمدة بسعر مرتفع، حيث سجل المزارعون لشراء البذار من مؤسسة الإكثار قبل سقوط نظام الأسد بسعر مدعوم أقل من سعره في السوق، ودفعوا نصف قيمة ثمنه مقدمًا، وبعد سقوط النظام تراجع سعر طن البذار من 1500 إلى 1200 دولار، وكذلك اشترى بعضهم الأسمدة والأدوية مسبقًا، ما زاد من تكلفة الإنتاج للموسم الحالي.

وبحسب إحصائيات مديرية زراعة درعا، بلغت المساحة المزروعة من محصول البطاطا 1557 هكتارًا ومن المتوقع إنتاج 65 ألف طن من العروة الربيعية.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.