– مارينا مرهج
عانت رياضة الريشة الطائرة خلال السنوات الماضية من حضور خجول على الساحة السورية، وبالرغم من أن هذه الرياضة لا تُعد من الألعاب الشعبية في البلاد، فإنها بدأت تشق طريقها تدريجيًا بفضل جهود اتحادية محدودة وبعض المبادرات الفردية في عدد من المحافظات.
وبعد توقف دام سبعة أشهر عقب سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024، أعادت وزارة الرياضة والشباب إحياء هذه الرياضة، وجرى انتخاب خلود بيطار رئيسة لاتحادها للمرة الخامسة في 25 من حزيران الماضي، أعقبها عقد اجتماعات على مستوى أعضاء الاتحاد، وانتخاب اللجان الفرعية في المحافظات، للنهوض بواقع اللعبة.
قاعدة ضيقة وخطط للتوسيع
يبلغ عدد ممارسي رياضة الريشة الطائرة في سوريا حاليًا نحو 400 لاعب ولاعبة من مختلف الفئات العمرية، متوزعين على المحافظات السورية، بحسب رئيسة الاتحاد، خلود بيطار، وهو ما وصفته خلال حديث إلى بـ”القليل” نسبة لعدد اللاعبين في الرياضات الأخرى.
ويتلقى اللاعبون تدريباتهم في صالات رياضية تابعة لوزارة الشباب والرياضة الموزعة ضمن معظم المحافظات السورية.
وأشارت بيطار إلى أنها ستعمل على توسيع هذه القاعدة في المرحلة المقبلة.
هجرة اللاعبين عاقت تطور اللعبة
عانت الريشة الطائرة من تحديات عديدة خلال السنوات الماضية، أبرزها، وفقًا لرئيسة الاتحاد، هجرة بعض من كوادرها سواء من المدربين أو اللاعبين، وارتفاع أسعار التجهيزات وندرتها في الأسواق المحلية.
كما أثر غياب وجود داعمين ماليين لهذه اللعبة على الحافز المادي للمدربين واللاعبين، بالإضافة إلى عدم اهتمام الأندية بهذه اللعبة.
ومنعت العراقيل والصعوبات في الحصول على إذن سفر، من إمكانية مشاركة الاتحاد ممثلًا بفرقه في الكثير من البطولات الدولية.
محاولات جديدة للنهوض باللعبة
بعد أسبوع من انتخاب خلود بيطار رئيسة لاتحاد الريشة الطائرة، تم تشكيل اللجان الرئيسة للاتحاد، والبالغ عددها عشرة لجان تتنوع في مهامها بحسب التخصص.
كما عقد أعضاء الاتحاد اجتماعهم الأول، وتضمنت مخرجاته عددًا من النقاط أهمها:
- مناقشة المرحلة السابقة لتلافي الأخطاء وتعزيز النقاط الجيدة.
- تشكيل لجان رئيسة، وإعطاؤها صلاحيات كاملة، دون التدخل بعملها، واكتفاء الاتحاد بالإشراف عليها
- طلب صالة تخصصية لمصلحة الاتحاد للعودة إلى مشروع المعسكر الدائم الذي أثبت فعاليته.
- التواصل مع دول الجوار لتوقيع اتفاقيات تعاون مشتركة، لتطوير الحكام والمدربين والمنتخبات الوطنية.
ونوهت بيطار إلى أهمية تطوير المدربين ومشاركتهم بدورات خارجية، باعتبارهم اللبنة الأساسية في بناء البطل الرياضي، والبدء بمشروع الحكم الدولي للوصول إلى مجموعة من الحكام الدوليين.
كما اقترحت إطلاق مشروع “البطل الأولمبي”، من خلال تأمين منح ومعسكرات خارجية للاعبين، بالتواصل مع الاتحادين الآسيوي والدولي.
وأشارت إلى ضرورة التواصل مع اللاعبين المغتربين من أصول سورية للاستفادة من المميزين منهم ضمن المنتخبات الوطنية، وأيضًا الكوادر السورية في الخارج من مدربين وحكام وإداريين للاطلاع على تجاربهم والاستفادة منها.
إنجازات تتفوق على التحديات
كشفت بيطار خلال حديثها ل، أن اتحاد الريشة الطائرة لم يتلقَّ أي دعم مالي من وزارة الرياضة، منوهة إلى أن النظام الداخلي الجديد الذي يمنح الاتحاد الاستقلالية المالية والفنية، قد يشكل نقطة انطلاقة جديدة لتحسين واقع الدعم والتمويل.
يتحضر الاتحاد للمشاركة في بطولة غرب آسيا في أربيل لفئتي تحت 15 و17 عامًا، نهاية العام الحالي، من خلال تقييم الاتحاد لوضع المنتخبات.
وفيما يتعلق بأبرز الإنجازات التي حققها الاتحاد خلال السنوات الماضية، أوضحت رئيسة اتحاد الريشة الطائرة، أن عام 2020 شهد نقطة تحول في مسيرة اللعبة، إذ قرر الاتحاد تجديد المنتخب الوطني عبر اختيار لاعبين صغار دون سن العاشرة ضمن معسكر مغلق، تمهيدًا لبناء فريق قوي على المدى البعيد، وتُوّج هذا التوجه بنتائج إيجابية خلال المشاركات الدولية التالية:
2021 – البحرين: ميداليتان فضيتان و7 برونزيات في بطولة غرب آسيا.
2022 – الكويت: ذهبية و7 فضيات وبرونزيتان في نفس البطولة، ثم ذهبية و3 برونزيات في البطولة العربية.
2023 – الجزائر: بعد غياب 14 عامًا عن الدورة العربية، حقق المنتخب ميداليتين برونزيتين في الفردي والزوجي.
2023 – أربيل: المركز الأول في بطولة غرب آسيا بـ8 ذهبيات و4 فضيات.
2024 – السعودية: فضية مختلطة، وبرونزية الرجال والسيدات وفضية الفردي والزوجي للذكور تحت 19 عامًا، وبرونزية الزوجي للإناث تحت 19، رغم أن أعمار اللاعبين كانت 15 عامًا فقط.
2024 – كازان: برونزية فردية للناشئين في بطولة غير متوقعة النتائج.
أواخر 2024 – سلطنة عمان: صدارة الترتيب العام في بطولة غرب آسيا بـ5 ذهبيات، و6 فضيات، و4 برونزيات.
كما أطلقت قيادة الاتحاد مشروع المركز الدائم للمنتخبات عام 2023، عبر نقل دراسة اللاعبين إلى العاصمة دمشق، وتخصيص صالة مع سكن دائم، لتأمين ظروف تدريبية مناسبة.
المصدر: عنب بلدي