كيف نصدق أن السعودية “تحارب المخدرات”، بينما ضباطها يوزّعونها؟ كيف نقبل خطابا عن “التحول والانفتاح”، بينما السم يهرّب في ظل الحماية الأمنية؟ قضية اليوم ليست فقط عن كبتاغون أو حشيش.. إنها عن نظام منهك من الداخل.. يتاجر بالشعارات.. ويغرق في التناقضات! pic.twitter.com/6ATlVBnxOo

— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) July 7, 2025

في مفارقة صادمة، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن تفكيك شبكة مخدرات واسعة النطاق، نشطت في العاصمة الرياض ومنطقة حائل، لتتجاوز المفاجأة كمية المخدرات المضبوطة نحو ما هو أخطر: هوية المتورطين.

فالبيان الرسمي كشف عن توقيف 28 سعوديًا، بينهم موظفون في وزارات سيادية مثل الداخلية، الدفاع، الحرس الوطني، بل وحتى الصحة. شبكة متكاملة، تمتد من مؤسسات الدولة الأمنية إلى الشارع، وتطرح أسئلة مؤرقة عن طبيعة التواطؤ والتغطية وحجم الانهيار الداخلي.

في بلد يُعدم فيه البسطاء بتهمة “حبة كبتاغون”، يُحال الضباط المتورطون بهدوء إلى النيابة العامة، التي لا يُتوقع أن تمس رؤوسًا قد تطال البلاط.

كيف تُحوَّلت أجهزة الأمن إلى بوابات للسموم؟ ومن المستفيد من هذا التآكل الداخلي؟ بينما يواصل ولي العهد محمد بن سلمان تسويق رؤيته التحديثية، يغيب عن المشهد أن أكبر تهديد للأمن القومي قد لا يأتي من الخارج، بل من رجاله أنفسهم.

قضية اليوم تتجاوز المخدرات. إنها مرآة لنظام يتآكل من الداخل، يتاجر بالشعارات… ويغرق في التناقضات.

شاركها.