قالت مصادر مطلعة على المفاوضات مع الموفد الأميركي توماس باراك لـ”الشرق”، الاثنين، إن لبنان تمسّك بكل مطالبه، وهي وقف الاعتداءات الاسرائيلية، والانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، وإطلاق سراح الأسرى مقابل الالتزام بتطبيق البيان الوزاري، وحصر السلاح بيد الدولة.

وأضافت المصادر أن الرد اللبناني، أصبح بعهدة باراك الذي سيدرسه، إذ من المفترض أن يرد عليه، وبعدها ستتضح الأمور وتحديد المسار، موضحة أن الانطباع الإيجابي الذي عبّر عنه باراك سببه الرد اللبناني الذي تسلمه من الرئيس جوزاف عون.

وذكرت مصادر مطلعة على موقف “حزب الله” لـ”الشرق”، أن “الحزب قرأ في كلام باراك خطاب غير متوتر”.

وأشارت إلى أن “الرد اللبناني جاء نتيجة للتواصل والتشاور بين رئيس لبنان ورئيس الحكومة، ورئيس البرلمان مع جماعة “حزب الله”، مبينة أنه كان هناك تواصل دقيق مع نبيه بري، وهو ما انعكس على مضمون الرد.

وأوضحت مصادر لبنانية أن بنداً أضيف على الردّ اللبناني يتعلق بحصرية السلاح بيد الدولة، مشيرة إلى أن هناك نافذة فُتحت لاستكمال التفاوض حتى الوصول إلى صيغة مرضية للجميع.

وعاد باراك إلى لبنان الاثنين، في زيارة تستمر ليومين للحصول على أجوبة على ورقته ونقاشها وتحديداً الشق المتعلق بسلاح “حزب الله” المذكور في الورقة، بالإضافة إلى العلاقة اللبنانية السورية من ترسيم الحدود بين البلدين وضبطها، والنازحين السوريين في لبنان، وصولاً إلى النقطة الثالثة، وهي الإصلاحات المالية.

وتتضمن مقترحات الموفد الأميركي، التي سلمها إلى المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته الأخيرة في 19 يونيو، نزع سلاح “حزب الله” بالكامل خلال 4 أشهر مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية، التي لا تزال تحتل عدة مواقع في جنوب لبنان، ووقف الضربات الجوية الإسرائيلية.

قناعة أميركية مبدئية

وكان الموفد الأميركي، ذكر في وقت سابق، الاثنين، أنه “راضٍ للغاية” عن رد لبنان على الورقة الأميركية بشأن تخلي جماعة “حزب الله” عن سلاحها بحلول نوفمبر، مقابل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وأضاف باراك للصحافيين بعد لقائه بالرئيس اللبناني جوزاف عون: “ما قدمته لنا الحكومة في فترة وجيزة جداً كان شيئاً مذهلاً، أنا راض للغاية عن الرد”.

وقدم فريق الرئيس اللبناني للمبعوث الأميركي رداً من سبع صفحات على المقترح الذي قدمه في 19 يونيو.

مستقبل “حزب الله”

وأوضح الموفد الأميركي أن “الرد اللبناني ضمن النطاق الذي نحاول الوصول إليه”، ومضى قائلاً: “جماعة حزب الله بحاجة إلى أن ترى أن هناك مستقبلا لهاً”.

وذكر أن التغييرات في المنطقة أتاحت فرصة للبنان، مشيراً إلى أن الحكومة السورية الجديدة تجري الآن حواراً مع إسرائيل.

وأضاف “بدأ الحوار بين سوريا وإسرائيل، ويتعين على لبنان أيضاً إعادة إطلاق الحوار بروح جديدة… إذا كنتم لا تريدون التغيير، فهذا خياركم. لكن بقية المنطقة تمضي بسرعة هائلة وأنتم ستتخلفون عن الركب”.

وكان حزب الله قد سلم بالفعل عدداً من مخازن الأسلحة وانسحب من مناطق جنوبية بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم العام الماضي.

وأبقت إسرائيل على قواتها في خمسة مواقع بجنوب لبنان، وواصلت استهداف مقاتلي الجماعة بضربات جوية، قائلة إنها تسعى لضمان ألا تشكل الجماعة أي تهديد لإسرائيل.

وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته إن إسرائيل لن تنسحب إلّا بعد نزع سلاح حزب الله بالكامل، وإنها ستواصل تعزيز مواقعها طالما رأت أن الجماعة تحاول إعادة بناء قواتها في جنوب لبنان.

ولم يُعلّق حزب الله علنا على المقترح الأميركي لنزع سلاحه، لكن الأمين العام للجماعة نعيم قاسم قال في خطاب بثه
التلفزيون الأحد، إنها لا تزال بحاجة إلى السلاح للدفاع عن لبنان في وجه إسرائيل. وذكرت مصادر لـ”رويترز” أن الجماعة تدرس تقليص ترسانتها دون نزع سلاحها بالكامل.

وشنّت إسرائيل قبل زيارة بيريك بساعات موجة من الغارات الجوية في جنوب لبنان وشرقه وتوغلت برياً عبر الحدود إلى قرية حدودية لبنانية.

ويعتبر مسؤولون ودبلوماسيون لبنانيون التصعيد الإسرائيلي محاولة لزيادة الضغط على جماعة حزب الله.

باراك يلتقي سلام وبري

والتقى المبعوث الأميركي مسؤولين لبنانيين في بيروت، لمناقشة خطة مقترحة لنزع سلاح جماعة “حزب الله”، بعد ساعات من شن إسرائيل غارات جوية جديدة، وتنفيذ توغلاً برياً عبر الحدود.

والتقى باراك أيضاً رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأصدر مكتب بري بياناً قال فيه، إن الاجتماع كان “جيداً وبناءً، آخذاً بحرص كبير مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين
كافة، وكذلك مطالب حزب الله”.

وفي السياق، شدد نواف سلام، الاثنين، على أن حصرية السلاح بيد الدولة واستعادة قرار الحرب والسلم ليستا مطلبين مستجدين، بل من ثوابت اتفاق الطائف. 

وأوضح أن البيان الوزاري، الذي نالت الحكومة ثقة البرلمان على أساسه، تضمن هذه المبادئ، مشيراً إلى أن “حزب الله” صوت لصالحه، ما يعكس التزاماً ضمنياً.

شاركها.