دعا بنك إنجلترا الوطني الفنانين والجمهور البريطاني، إلى اقتراح صور لوضعها على الأوراق النقدية للبلاد، في إشارة إلى ارتباط المال بالفن عبر التاريخ، على أن تنتهي مهلة التقديم نهاية شهر يوليو .

وحثّ بنك إنجلترا المشاركين، على تضمين المقترحات جوانب أخرى من الحياة الوطنية في بريطانيا، مثل الطبيعة والعمارة والمعالم البارزة، وصولاً إلى الفنون والرياضة، كما شجّع على “الأعمال التي تتسم بالديمومة، وتمثّل المملكة المتحدة، وغيرها من الأفكار التي لا تثير الانقسام”.

وتوقّع خبراء فنيون، أن تؤثر الاختيارات النهائية على ما نملكه في محافظنا وحقائبنا، كما توقّعوا أن تزيّن الزخارف المتعلقة بهذه الموضوعات الجيل القادم من الأوراق النقدية التي ستدخل التداول، والتي ستحتفظ بصورة الجنيه الإسترليني.

وقالت فيكتوريا كليلاند، كبيرة أمناء الصندوق في البنك: “إنه إقرار بأن عملتنا هي نوع من الأعمال الفنية الوطنية. إنها بطبيعة الحال قطع فنية صغيرة في جيوبنا”.

أضافت: “الأوراق النقدية أكثر من مجرد وسيلة دفع مهمة. بل تمثّل رمزاً لهويتنا الوطنية الجماعية، وفرصة للاحتفال بالمملكة المتحدة”.

وكانت بريطانيا اختارت وجه الفنان جون مالورد ويليام تيرنر، أحد أعظم الرسامين البريطانيين، للورقة النقدية الجديدة من فئة 20 جنيهاً إسترلينياً، بعد تصويت على مستوى البلاد عام 2016.

ولطالما استخدمت الخزانة البريطانية تصميم النقود كوسيلة لجمع الناس، منذ أن نقش الأباطرة والملوك ملامحهم على العملات. في الماضي، كانت الصورة الوحيدة للأقوياء التي يمكن لرعاياهم رؤيتها هي على عملاتهم المعدنية. 

دمج الفن بالمال

 بدوره حاول غوستاف كليمت، رسام البورتريه النمساوي،  أن يرسم شخصيات من نوع مختلف، وقدّم نماذج لأوراق نقدية كانت تصوّر نساءً فاتنات. لكن لم يتم تداول نقوده في شوارع فيينا. لكن رواد مقاهي المدينة كانوا يستطيعون دفع ثمن كعكة بأوراق نقدية صمّمها معاصره الفنان النمساوي كولومان موسر. 

في براغ، صدرت أول عملة ورقية للدولة التشيكوسلوفاكية السابقة بفضل ألفونس دس موتشا، أحد عمالقة الفن الحديث،وهو مصمّم ملصقات، ورسّام، ومصمّم طوابع البريد من الإمبراطورية النمساوية المجرية، والجمهورية التشيكوسلوفاكية الأولى.

كما ظهرت صورة الفنان فرانسيسكو غويا، على ورقة المئة بيزيتا القديمة في إسبانيا، منذ عام 1946 حتى تم إلغاؤها تدريجياً لصالح اليورو.

تضمنت أعمال الفنان الألماني جوزيف بويس، أوراقاً نقدية من الدولار،  بينما وصنع آندي وارهول شعار الدولار بطباعة حريرية. أما الفنان الإيطالي المعاصر أنطونيو ناتالي، فيركز عمله على صنع أعمال فنية من العملات القديمة.

يعتقد الخبراء أن العملات الورقية ستصبح قريباً عديمة الفائدة، لكن واحداً من كل خمسة أشخاص في المملكة المتحدة، لا يزال يفضّل استخدام النقد، وفقاً لبنك إنجلترا. 

شاركها.