رغم الدمار والجوع الذي يعيشه سكان غزة بعد نحو عامين من الحرب، يرفض سكان القطاع، خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المدعومة من إسرائيل لتهجير السكان، مؤكدين تمسكهم بأرضهم رغم الحرب، في المقابل دعا رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بينيامين نتنياهو مجدداً خلال لقاءه ترمب في واشنطن، الاثنين، لمنح الفلسطينيين حرية البقاء أو الهجرة، مشدداً على ضرورة فتح باب الخروج من غزة وعدم تحويلها إلى “سجن”.
ويؤكد المواطن الفلسطيني، منصور أبو الخير (45 عاماً) رفضه التهجير من غزة، قائلاً إنهم وُلدوا ونشأوا على هذه الأرض، متسائلاً: “لماذا نترك أرضنا؟ ولمن؟ وما المغريات التي تدفعنا لنصبح غرباء في بلد آخر؟”.
فيما استنكر الشاب الغزي سعيد “27 عاماً” في حديث لوكالة “رويترز” خطط ترمب ونتنياهو لإعادة طرح فكرة تهجير سكان غزة، مؤكداً تمسكه بأرضه رغم الحرب والدمار والنزوح.
وشدد على أن الفلسطينيين يرفضون أي محاولة لاقتلاعهم، مطالباً بحرية التنقل دون المساس بحقهم في البقاء.
وتمسك مواطن غزي أخر، يدعى، أبو سمير الفقعاوي، بالبقاء في غزة، رافضاً أي خطط لتهجير السكان، وقال: “هذا وطني، وولادنا شهداء مدفونين هنا… لن نغادر، وسنبقى على هذه الأرض رغماً عن ترمب ونتنياهو وأي جهة تحاول اقتلاعنا”.
تجديد فكرة تهجير الغزيين خارج القطاع
وأشار ترمب، الذي استقبل نتنياهو في البيت الأبيض، الاثنين، إلى إحراز تقدم في مبادرة مثيرة للجدل لنقل الفلسطينيين إلى خارج القطاع، بحسب وكالة “رويترز”.
وفي حديثه إلى الصحافيين في بداية مأدبة عشاء بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، قال نتنياهو إن أميركا وإسرائيل تعملان مع دول أخرى لمنح الفلسطينيين “مستقبلاً أفضل”، مشيراً إلى أن سكان غزة يجب أن تُتاح لهم حرية البقاء أو الانتقال إلى دول مجاورة، مؤكداً ضرورة فتح باب الهجرة وعدم تحويل القطاع إلى “سجن”، على حد وصفه.
تشكيك أممي
وعندما سُئلت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، عن تصريحات نتنياهو، الثلاثاء، قالت في مؤتمر صحافي في جنيف: “هذه التصريحات تثير المخاوف بشأن الترحيل القسري.. فمفهوم الترحيل الطوعي في السياق الذي نشهده في غزة حالياً هو محل شك كبير”.
وكان ترمب قال بعد 5 أيام من توليه الرئاسة في يناير 2025 الماضي، إن على الأردن ومصر استقبال فلسطينيين من غزة، مضيفاً أنه منفتح على تملك غزة وتحويلها إلى “ريفيرا الشرق الأوسط”، لكن القاهرة وعمان رفضتا المقترح، كما رفضه الفلسطينيون ومنظمات حقوقية اعتبرته شكلاً من أشكال التطهير العرقي.
وعندما سُئل هذا الأسبوع عن تهجير الفلسطينيين، قال ترمب إن الدول المحيطة بإسرائيل تقدم المساعدة، وتابع قائلاً: “حظينا بتعاون كبير من دول مجاورة، لذلك سيحدث شيء جيد”.
الخوف من تكرار “النكبة”
وتقوض إسرائيل، فرص إقامة الدولة الفلسطينية، بشكل ممنهج، من خلال التوسع في بناء المستوطنات بالضفة الغربية، وتسوية أجزاء كبيرة من غزة بالأرض خلال الحرب الحالية.
ويعد التهجير من أكثر القضايا المؤلمة بالنسبة للفلسطينيين الذين يخشون من تكرار “نكبة” عام 1948 عندما طُرد مئات الآلاف من منازلهم في حرب 1948.
وقتلت إسرائيل خلال الحرب التي تشنها على غزة منذ أكتوبر 2023، أكثر من 57 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
وأظهر تقرير للمركز الفلسطيني للبحوث أن بعض الفلسطينيين باتوا يبحثون عن مخرج مع تصاعد الغارات الإسرائيلية ونقص الغذاء والدواء والماء.