حدّد المرشد الإيراني علي خامنئي طبيعة النظام ومكانة إيران الدولية على أساس العداء العلني لإسرائيل والولايات المتحدة. غير أن هذا العداء بلغ ذروته الشهر الماضي، عندما شنت تل أبيب ضربات جوية مكثفة استهدفت طهران وعدة مناطق أخرى في أنحاء البلاد.

وقالت “بلومبرغ”، إن الهجوم  شكل إحراجاً كبيراً للقيادة الإيرانية التي بدت غير مستعدة. ورغم أن المرشد الإيراني نجا من النزاع الذي استمر 12 يوماً، ومن غارات أميركية استهدفت مواقع نووية رئيسية، إلا أن أكثر من ألف إيراني، معظمهم من المدنيين، لقوا حتفهم، كما اغتيل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين.

وأدى ذلك إلى تكثيف التدقيق في موقع رجل الدين البالغ من العمر 86 عاماً، والذي يُعد صاحب السلطة المطلقة في البلاد، وأثار تساؤلات بشأن مدى قدرته على البقاء في الحكم، ومن قد يخلفه، وما يعنيه ذلك لدولة تقع في قلب الشرق الأوسط، وتعاني اقتصادياً جراء سنوات من العقوبات، وفقاً لـ”بلومبرغ”.

يقول فؤاد إيزدي، وهو أستاذ مشارك في كلية الدراسات العالمية بجامعة طهران، والذي كان من معارضي محاولات الانفتاح السابقة على الولايات المتحدة: “بصفته القائد، تقع على عاتق خامنئي مسؤولية ضمان بقاء إيران.. لقد قال إن جميع الخيارات مطروحة لضمان تحقيق ذلك، وهو ما سيسعى إليه فعلاً”.

ومع ذلك، نادراً ما بدا خامنئي بهذا القدر من الضعف. ففي الأيام الأخيرة، ظهرت مؤشرات خجولة على أنه ربما بدأ يخضع لضغوط متراكمة منذ عقود، من أجل التكيف مع مجتمع إيراني يتوجه بشكل متزايد نحو العلمانية، ويشعر بالاغتراب عن نهجه المتشدد في الحكم بحسب “بلومبرغ”.

ويشمل هذا الاغتراب سنوات من تهميش وتقليل شأن الرموز والأحداث الثقافية والتاريخية الإيرانية، لصالح رموز ومناسبات ترتبط بالتوجه الديني للطبقة الحاكمة.

والآن، وبعد أن تعرض حلفاء إيران الإقليميون أيضاً لضربات قاسية من إسرائيل، يسعى كبار رجال الدين في البلاد والحرس الثوري الإيراني، الذراع الأقوى في المؤسسة العسكرية، إلى تأجيج المشاعر الوطنية عبر الرموز نفسها التي سعت السلطات على مدى سنوات إلى طمسها. 

ولطالما وُجهت اتهامات لخامنئي بتجاهل أو تهميش الإرث الفارسي وما قبل الإسلامي لإيران. ومع ذلك، بدأت الدعاية الرسمية الآن تدمج مزاعم الانتصار على إسرائيل بصور مستوحاة من العصور الإيرانية القديمة.

ففي طهران، رُفعت الأسبوع الماضي، لوحة إعلانية تُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو راكعاً في استسلام أمام نقش بارز لملك فارسي قديم، في مشهد يصور إيران لا النظام القائم، وهي تنتصر على إسرائيل.

وظهر خامنئي للمرة الأولى، السبت الماضي، علناً بعد وقف إطلاق النار، وذلك في فعالية مرتبة بعناية، ظهر خلالها وهو يلوح بثقة لحشد من أنصاره، قبل أن يطلب من أحد المنشدين أن يدمج نشيداً وطنياً شهيراً مع تراتيل الحداد الشيعية التقليدية.

وانتشر فيديو التلاوة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعتبره كثيرون مجرد عرض دعائي ساخر بحسب “بلومبرغ”. إلا أن اللافت فيه كان التناقض الصارخ، نظراً إلى أن المؤسسة الدينية المتشددة في إيران لطالما استهجنت مظاهر القومية الإيرانية لصالح الخطاب الإسلامي، لكن الحاجة إلى الوحدة الوطنية، التي لطالما تحدث عنها الإصلاحيون دون أن يحققوها، باتت اليوم أكثر إلحاحاً بالنسبة إلى رجال الدين.

ويقول سعيد ليلاز، الخبير الاقتصادي والمستشار السابق للرئيس مسعود بيزشكيان: “لقد تصاعدت النزعة القومية، ومن المؤكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ساهمت في إثارتها. ومن الطبيعي أن يسعى النظام إلى توظيف ذلك”. وأضاف: “الأناشيد القومية تُبث حالياً بكثافة على شبكات الإذاعة الرسمية”. 

ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه التحركات كافية لإقناع معارضي النظام بأن خامنئي جاد فعلاً في إجراء إصلاحات، لكنها قد تمنح النظام بعض الوقت.

وواجه خامنئي على مدى سنوات اختبارات متكررة لسلطته، بسبب سوء الإدارة، وتدهور البنية التحتية، وتفاقم الأزمات البيئية. وعندما انفجر الغضب الشعبي في احتجاجات عدة سابقة مناهضة للحكومة، بسبب تزوير الانتخابات أو ارتفاع أسعار الوقود أو المطالبة بحقوق النساء، غالباً ما قوبلت تلك الاحتجاجات بقمع شديد، وفقاً لـ”بلومبرغ”.

ويقول هوما مجد، مؤلف كتاب “ديمقراطية آية الله”: “من الواضح أن خامنئي بات يدرك أن الإسلام وحده لم يعد كافياً في الوقت الراهن.. وأن القيادة تحتاج اليوم إلى الاعتماد على القومية أيضاً”. 

ثمن الشرعية السياسية

منذ توليه منصب المرشد الإيراني عام 1989، في تعيين شابه الكثير من الجدل لافتقاده المؤهلات الدينية العليا المطلوبة لهذا المنصب، لم يغادر علي خامنئي البلاد ولو مرة واحدة، وهو ما ساهم في ترسيخ صورته كشخص غامض وبعيد عن الأضواء، فلقاؤه يتطلب السفر إليه.  

واقتصرت دائرته المقربة على عدد محدود من المساعدين وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، كالرئيس وقادة جهاز الاستخبارات والحرس الثوري. 

كان خامنئي رئيساً لإيران خلال حرب الثمانينيات مع العراق، وشهدت فترته إعدام الآلاف من السجناء السياسيين والنشطاء. وفي عام 1981 نجا من محاولة اغتيال تركت يده اليمنى مشلولة. 

ويعود جانب كبير من استمراره في السلطة منذ ذلك الحين إلى التحالف الذي نسجه مع الحرس الثوري، الذي يملك قوات برية وجوية وبحرية، بالإضافة إلى ميليشيات بلباس مدني، وسلسلة قيادة تتبع مباشرة للمرشد. 

وسمح خامنئي للحرس الثوري ببناء إمبراطورية اقتصادية ضخمة تمتد إلى قطاع البناء، وحصص واسعة في الصناعات الكبرى، بما في ذلك قطاع النفط. وفي المقابل، قدّم له قادة الحرس ولاءً مطلقاً، وحققوا له طموحه في بسط النفوذ الإيراني إقليمياً عبر ما يُعرف بـ”محور المقاومة”، في ظل برنامج نووي مثير للجدل. 

إلا أن هذه الاستراتيجية، غير المحبذة لدى شريحة واسعة من الطبقة الوسطى التي تطالب بعلاقات طبيعية مع الغرب ووقف إنفاق الموارد على مغامرات خارجية، قد تلقت ضربات قاسية من إسرائيل.  

وأضعفت تل أبيب حلفاء طهران المسلحين في المنطقة، كما أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة في يونيو الماضي، ألحقت ضرراً بالغاً بالدفاعات الجوية الإيرانية، واستهدفت بنى تحتية حساسة.

ولمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى “إمكانية تغيير النظام” عندما صرّح بأن الشعب الإيراني “جاهز للإطاحة بالحكم”. 

ويقول فؤاد إيزدي: “حتى أولئك الذين لا يحبون الجمهورية الإسلامية أو الحكومة، لا يزالون يحبون إيران كثيراً”، مضيفاً: “لا يريدون أن يكونوا تحت مشروع لتغيير النظام تقوده شخصية مثل بنيامين نتنياهو”. 

الخليفة المحتمل

ولطالما دار الجدل بشأن خليفة خامنئي المحتمل منذ أكثر من عقد، وظهرت الشكوك بشأن استمراره في أداء دوره بعد 36 عاماً في السلطة من قبل.  

وفي أبريل الماضي، قال الكاتب وأستاذ العلوم السياسية المتقاعد حاتم قادري، في مقابلة مع قناة “استوديو بات” الإيرانية على يوتيوب، إن خامنئي “أقرب من أي وقت مضى إلى وفاته السياسية”، مشيراً إلى مواقفه المتشددة بشأن حقوق المرأة، وخطابه العدائي تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، وتركّزه المفرط على استراتيجية الدفاع الإقليمي لإيران. 

وبحسب قادري، الذي يُعد من المنتقدين العلنيين للجمهورية الإيرانية، فإن تمسّك خامنئي بسياسة خارجية مناهضة للغرب، مقابل تجاهله التام للمطالب الداخلية القوية بإجراء إصلاحات، أفقده الكثير من شرعيته السياسية. 

“عناقيد الغضب”

شكّل خامنئي ملامح الدولة الإيرانية وهويتها السياسية بشكل كبير، وفقاً لرؤيته الخاصة للعالم. فارتباطه الوثيق بالفصائل السياسية المتشددة، ومواقفه الدينية الصارمة، لطالما همّشت أصوات التيارات المعتدلة والإصلاحية.

ووُلد خامنئي عام 1939 في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، وسط أسرة متدينة. بدأ دراسته الدينية في سن الرابعة، ووفقاً لسيرته الذاتية الرسمية، فقد بدأ في مرحلة المراهقة يهتم بالسياسة، و”الواجب في محاربة استبداد الشاه وداعميه البريطانيين”.

ولاحقاً، أصبح يمضي ساعات طويلة في قراءة الكتب، سواء في طريقه بالحافلة إلى طهران، أو أثناء بحثه في مكتبة مشهد العامة عن مؤلفات في الفلسفة الغربية. واعتقلته قوات أمن الشاه 6 مرات بين عامي 1963 و1975، وتعرض للتعذيب على يد جهاز “السافاك”، الشرطة السرية المدربة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA ، بحسب ما تذكره سيرته الذاتية.

وسرعان ما أصبح شخصية محورية في الحركة الإسلامية التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي، وانضم بحلول عام 1979 إلى عدد محدود من كبار رجال الدين الذين تولوا رسم ملامح الدولة الإيرانية بعد الثورة.

وبعد عقد من ذلك، تولى خامنئي منصب المرشد خلفاً الخميني، وكان كثيراً ما يوصي الجمهور بقراءة كتب معينة. وتنوّعت توصياته بين رواية “البؤساء” لفيكتور هوجو، والتي وصفها بأنها “كتاب حافل بالحكمة”، إلى أعمال الأديب الفرنسي الفوضوي ميشيل زيفاكو، و”قصة الرجل ذو القرنين” لإسحاق أسيموف، ورواية “عناقيد الغضب” لجون شتاينبك، التي تدور أحداثها في أميركا الثلاثينيات زمن الكساد الكبير، والتي اعتبرها تعليقاً على رفض المؤسسات الأميركية للتيارات اليسارية.

يقول فؤاد إيزدي: “هذه هي طريقته في الترفيه”، مشبهاً تأثير ترشيحات خامنئي الأدبية بين أنصاره بما تُحدثه الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري من تأثير على جمهورها.

لكن الصورة التي ترسمها وسائل الإعلام الرسمية عن حكيم يكتب الشعر ويحلل الأدب والفكر الغربي، تُخفي واقعاً مختلفاً. فبحسب منتقديه، أدى حكم خامنئي إلى انقسام عميق داخل المجتمع الإيراني، وتآكل الحريات الفردية، وتجاهل تطلعات الطبقة الوسطى نحو إصلاح سياسي وعلاقات طبيعية مع الغرب.

وبدلاً من ذلك، عزز خامنئي نفوذ إيران الخارجي إلى حد كبير عبر الحرس الثوري، وتركزت الجهود في البداية على لبنان، إذ دعمت طهران تشكيل “حزب الله” عام 1982، في أعقاب الغزو الإسرائيلي واحتلال الجنوب اللبناني.

وفي عام 1990، ذكر خامنئي، أن “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري، والذي يُعد بمثابة اللواء الدولي الإيراني، صُمم من أجل “تأسيس خلايا حزب الله شعبية في مختلف أنحاء العالم”.

وتوسعت سياسة الحروب بالوكالة التي انتهجها خامنئي بشكل كبير بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، والذي جلب نحو 150 ألف جندي أميركي إلى حدود إيران، وفتح لها في المقابل فرصة للهيمنة على المشهد السياسي العراقي عبر الأغلبية الشيعية التي صعدت إلى السلطة.

وبحلول عام 2014، كانت الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق تقاتل تنظيم “داعش” إلى جانب الحرس الثوري. وفي الوقت نفسه، بدأت طهران بضخ استثمارات كبيرة في حركة “حماس” التي سيطرت على غزة عام 2007.

كما دعمت إيران بقوة نظام الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا مع انزلاق البلاد إلى أتون الحرب والفوضى. كما تحالف مع الحوثيين في اليمن في محاولة لخلق نفوذ إقليمي إضافي.

وفي مناسبات نادرة وافق فيها خامنئي على الانخراط المباشر مع الولايات المتحدة، فقد فعل ذلك على مضض، مدعياً أنه كان محقاً في تشككه، خاصة بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وأيضاً بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي وقع قبل يومين فقط من موعد مفترض لاجتماع دبلوماسي بين مسؤولين إيرانيين ونظرائهم الأميركيين.

وداخلياً، رفض خامنئي مراراً تخفيف القوانين السياسية القمعية، أو تقليص سيطرة الدولة على الاقتصاد، أو الاستجابة لموجات المعارضة الواسعة التي تطالب بإلغاء القيود الصارمة على اللباس المفروض على النساء والفتيات بحسب “بلومبرغ”.

وبحلول عام 2009، خرجت احتجاجات حاشدة تندد بإعادة انتخاب الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد في انتخابات اعتُبرت مزورة، وبدأ المتظاهرون في المدن الكبرى يهتفون بشعار “الموت للديكتاتور”، وهو نفس الشعار الذي كان يُستخدم ضد الشاه وضد الولايات المتحدة، لكنه وُجّه هذه المرة إلى خامنئي نفسه.

وبعد أكثر من عقد، وتحديداً في عام 2022، واجهت الجمهورية الإيرانية موجة غير مسبوقة من السخط الشعبي عقب وفاة مهسا أميني، الشابة الكردية البالغة من العمر 22 عاماً، أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها الحجاب بشكل “غير لائق”.

ولم يُبدِ خامنئي أي تعاطف مع الحشود الغاضبة التي نزلت إلى الشوارع، بل وافق على حملة قمع عنيفة أودت بحياة مئات الأشخاص. وتم إعدام ما لا يقل عن 7 رجال وفقاً لـ”بلومبرغ”.

وأثار القصف الإسرائيلي لإيران، وما صاحبه من إخفاقات استخباراتية فادحة، مخاوف من حملة قمع موسعة ضد المعارضة السياسية. وأفادت منظمة العفو الدولية، بتزايد حالات الاعتقال التعسفي و”التسارع في تنفيذ أحكام الإعدام” في الأيام التي تلت بدء القصف. ووفقاً للإعلام الرسمي الإيراني، تم تنفيذ أحكام إعدام بحق 3 رجال على الأقل، بعد إدانتهم بالتجسس لصالح إسرائيل. 

الخلافة: من يريد المنصب؟

أعادت الهجمات العسكرية الأخيرة إلى الواجهة تساؤلات ظلت مطروحة منذ سنوات حول ترتيبات خلافة خامنئي.

ويقول هوما مجد، الكاتب والمحلل السياسي: “من المؤكد أنه يُفكر في مسألة الخلافة، ومن المرجح أنه يناقشها مع أعضاء مجلس الخبراء”، في إشارة إلى الهيئة الدينية غير المنتخبة التي تُناط بها دستورياً مهمة اختيار المرشد.

لكن من يخلف خامنئي، على الأرجح، لن يرث سلطاته الواسعة ذاتها. فبحسب محللين سياسيين إصلاحيين تحدثوا لـ”بلومبرغ”، فإن التغيير في القيادة سيُدشن على الأرجح مرحلة جديدة في تاريخ الجمهورية الإيرانية، تمنح فيها المؤسسة العسكرية، وتحديداً الحرس الثوري، دوراً أكثر هيمنة.

يقول علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: “استبداد خامنئي حرمه من النصائح الحكيمة، وفرغ النظام من الداخل في الوقت الذي كان يسعى فيه إلى ترسيخه”، مضيفاً: “الطريق الواقعي الوحيد لتطور هذا النظام هو تحوله إلى نظام عسكري”.

وفي حال وفاة خامنئي، ومنذ اللحظة وحتى تعيين خليفة له، من المتوقع أن يتولى الجنرالات الإيرانيون زمام الأمور، بحسب ما قاله مجد. ويُذكر أن خامنئي نفسه عُيّن بعد يوم واحد فقط من وفاة الخميني.

وأشار فؤاد إيزدي، إلى أن “المهمة الوحيدة لمجلس الخبراء هي انتخاب القائد الأعلى، وهم يدرسون الأسماء المحتملة منذ سنوات، وليس فقط مؤخراً”، لافتاً إلى أن هناك شخصيات تم تحديدها مسبقاً لتكون الخيار المحتمل “عندما يحين الوقت”.

كان إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني الذي توفي في حادث تحطم مروحية العام الماضي، أحد أبرز الأسماء المطروحة كخليفة محتمل. كما يُطرح اسم نجله مجتبى، الابن الثاني من بين 6 أبناء، كمرشح محتمل، سواء في وسائل الإعلام الإيرانية أو الغربية.

لكن الدستور الإيراني الذي يحظر تولي النساء لهذا المنصب، يُبقي على قائمة الخلافة محصورة في نخبة دينية ذكورية محدودة.

ومع وفاة رئيسي وتصاعد القلق من احتمال عودة النظام إلى طابع سلالي موروث، وهو ما تعارضه المؤسسة الدينية بشدة، يظل من غير الواضح من يمتلك الوزن الديني، والمكانة العامة ليكون مرشحاً شرعياً ومقبولاً بحسب “بلومبرغ”. 

يقول مجد متسائلاً: “لست متأكداً إن كان خامنئي يريد لابنه مجتبى أن يتولى المنصب. إذا كنت هدفاً دائماً، فهل ترغب بأن يرث ابنك ذلك الخطر؟”، مضيفاً: “أنا متأكد من أنه يُجري مناقشات بهذا الخصوص مع حلفائه في مجلس الخبراء”.

شاركها.