أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن وثيقة داخلية ومسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تضغط على دول إفريقية لقبول استقبال مهاجرين رحلتهم الولايات المتحدة، وترفض بلدانهم الأصلية أو تماطل في استقبالهم.
وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت طلبات إلى ليبيريا والسنغال وموريتانيا والجابون وغينيا بيساو، لاستقبال مهاجرين، في الوقت الذي كان يجتمع فيه ترمب مع زعماء الدول الإفريقية الخمس بالبيت الأبيض، الأربعاء.
ونقلت عن ترمب قوله في كلمته الافتتاحية في القمة مع الزعماء الأفارقة: “آمل أن نتمكن من خفض معدلات تجاوز مدة التأشيرة، وأن نحرز تقدماً في اتفاقيات الدولة الثالثة الآمنة”.
وتدعو الخطة الأميركية الدول المعنية إلى قبول “نقل المهاجرين من الولايات المتحدة بطريقة كريمة وآمنة وفي الوقت المناسب”، وفقاً لوثيقة داخلية صادرة عن وزارة الخارجية، وُزعت على حكومات المنطقة، واطلعت عليها “وول ستريت جورنال”.
عودة المهاجرين لبلدانهم
وتشترط الوثيقة على الدول المضيفة عدم إعادة هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية أو أماكن إقامتهم السابقة، حتى يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن طلبات لجوئهم في الولايات المتحدة.
وتسعى إدارة ترمب إلى توسيع قائمة الدول التي تقبل مهاجرين تم ترحيلهم، بعد التوصل إلى اتفاق مماثل مع بنما في فبراير الماضي، أرسلت بموجبه الولايات المتحدة أكثر من 100 مهاجر، معظمهم من الشرق الأوسط، إلى بنما عبر طائرة خاصة.
وفي مايو الماضي، حاول مسؤولو الهجرة الأميركيون ترحيل 8 مهاجرين إلى جنوب السودان، وأوضحت إدارة ترمب أن هؤلاء الأشخاص سبق إدانتهم بجرائم مثل السرقة والاعتداء الجنسي والقتل.
وكان ترمب قد قال لقادة 5 دول من غرب إفريقيا خلال مأدبة غداء بالبيت الأبيض، الأربعاء، أن هناك الكثير من الغضب في القارة الإفريقية، وأن إدارته تمكنت من حل جزء كبير منه مشيراً إلى اتفاق السلام الأخير بين الكونغو ورواندا الذي تم توقيعه في البيت الأبيض.
وذكر ترمب للقادة الخمس أنهم ينحدرون من “أماكن نابضة بالحياة، ذات أراضٍ ثمينة، ومعادن عظيمة، واحتياطات نفطية كبيرة، وشعوب رائعة”، لافتاً إلى أن إدارته ستواصل تسهيل جهود السلام في مناطق تشهد صراعات مثل السودان وليبيا.
وأضاف الرئيس الأميركي: “الآن أصبح تركيزنا على التجارة. ويبدو أن التجارة أصبحت الأساس الذي تمكنتُ من خلاله من تسوية العديد من النزاعات، مثل الهند وباكستان، وكوسوفو وصربيا”.
وذكر ترمب أن “إدارته ملتزمة بتعزيز الصداقات في إفريقيا، التي يأمل أن يزورها في وقت ما”، مشيراً إلى في بداية الاجتماع بالبيت الأبيض: “نحن ننتقل من المساعدات إلى التجارة”.
وأضاف: “تتمتع إفريقيا بإمكانات اقتصادية هائلة، على عكس قلة من الأماكن الأخرى، ومن نواحٍ عديدة، سيكون هذا أكثر فعالية، واستدامة وفائدة من أي شيء آخر يمكننا القيام به معاً”.
في المقابل، أشاد الزعماء الأفارقة بالرئيس الأميركي لتوسطه في اتفاقيات السلام في جميع أنحاء العالم، وأعربوا عن دعمهم لحصوله على جائزة نوبل للسلام.