يسارع عدد من كبار رجال المال في نيويورك إلى بناء شبكة من الجماعات الخارجية بهدف شن حملة ضد المرشح التقدمي لرئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني، والذي فاز مؤخراً بترشيح الحزب الديمقراطي، في خطوة اعتبرها البعض “معركة أخيرة” لعرقلة صعود اليسار في المدينة.

وبدأت مجموعة مستقلة جديدة تحمل اسم “نيويوركيون من أجل مستقبل أفضل عمدة لـ25 “، حملة مناهضة لممداني، وتسعى لجمع نحو 20 مليون دولار، وفق ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن شخص مشارك في تنظيم الحملة.

وسُجلت المجموعة رسمياً لدى مجلس الانتخابات في ولاية نيويورك، الثلاثاء.

وكان فوز ممداني، النائب البالغ من العمر 33 عاماً عن كوينز، بمثابة صدمة للنخبة السياسية والمالية في المدينة، بعدما تفوق في الانتخابات التمهيدية على المرشح المتوقع الحاكم السابق أندرو كومو، ما أثار موجة من القلق بين الأوساط الاقتصادية من احتمال وصول “اشتراكي” إلى منصب عمدة نيويورك.

وقال الرئيس التنفيذي لـ”جي بي مورجان تشيس” جيمي ديمون، الخميس، إن ممداني “أقرب إلى الماركسية منه إلى الاشتراكية”، معتبراً أن شعارات حملته “مجرد عبارات أيديولوجية فارغة لا علاقة لها بالواقع العملي”.

من جهته، يحاول ممداني فتح قنوات تواصل مع قادة الأعمال، ويخطط للقاء العشرات من المديرين التنفيذيين في حدث تنظمه مجموعة “شراكة من أجل مدينة نيويورك”، وهي منظمة مؤيدة لقطاع الأعمال تضم في عضويتها شركات كبرى مثل “جي بي مورجان” و”سيتي جروب” و”مورجان ستانلي”.

وفي الكواليس، يتسابق عدد من كبار المتبرعين لتمويل جهود تهدف إلى منع ممداني من الوصول إلى منصب العمدة، والذي يعتبر شبه محسوم للمرشح الديمقراطي.

وأعلن الملياردير بيل أكمان، المعروف بدعمه السابق لكومو والرئيس السابق دونالد ترمب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعمه للعمدة الحالي إريك آدامز في الانتخابات العامة، وسعى لتوحيد صفوف المعارضين لممداني.

فوضى الجبهة المناهضة

ووفقاً لاستراتيجيين سياسيين وممولين مشاركين في الحملة، اتسمت الأسابيع الأولى من الحملة الانتخابية العامة بالفوضى، حيث تفتقر الجبهة المناهضة لممداني إلى مرشح موحد، ورسالة سياسية إيجابية، وحتى قاعدة تصويتية كافية، وفقاً لـ”وول ستريت جورنال”.

كما يخشى البعض من أن تؤدي الأموال الطائلة القادمة من مجموعات المصالح الخاصة إلى نتائج عكسية، وتزيد من شكوك الناخبين.

وفي رسالة بعث بها إلى مؤيديه بعد الانتخابات، توقع المرشح السابق للانتخابات التمهيدية ومدير صناديق التحوط السابق ويتني تيلسون، إنفاق أكثر من 100 مليون دولار من قبل المجموعات المستقلة لمعارضة ممداني، واصفاً إياه بـ”الخطير وغير المؤهل”، ومعترفاً بصعوبة هزيمته.

وفي ظل هذا الارتباك، أشار داعمون واستراتيجيون، إلى أن العديد من الممولين لا يريدون تبديد أموالهم على حملة يبدو أنها بلا أفق.

وبعد فوز ممداني، أصبح المشهد الانتخابي أكثر ازدحاماً، حيث عاد الحاكم السابق أندرو كومو للمنافسة، إلى جانب المرشح الجمهوري كورتيس سيلوا، والعمدة الحالي إريك آدامز، والمدعي العام السابق جيم والدن كمرشحين مستقلين.

وتجري منذ أسابيع محاولات لتوحيد كبار الممولين المناهضين لممداني تحت مظلة واحدة، بما يسهم في تنسيق الجهود وتوجيه التمويل بشكل فعال، وفقاً لمطلعين على هذه الجهود.

لكن استمرار كل من آدامز وكومو في الترشح حتى الآن، وعدم انسحاب أحدهما، يعرقل تشكيل جبهة موحدة ضد ممداني.

وتجدر الإشارة إلى أن استطلاعات الرأي تُظهر تقدم كومو على آدامز منذ الانتخابات التمهيدية، غير أن بعض المتبرعين الأثرياء لا يزالون يعتبرون آدامز، بصفته العمدة الحالي، خياراً أفضل.

شاركها.