في يومها الثامن، وصلت حرائق الساحل السوري إلى قمة جبل النسر والتهمت مساحات واسعة من غابات ريف اللاذقية، وفق الدفاع المدني السوري.

وأوضح الدفاع المدني السوري عبر قناته على “تيلجرام”، أن سُحب الدخان الكثيف الذي غطى سماء المنطقة نتيجة الحرائق الضخمة المتصاعدة في الغابات الحراجية ( غابات تغطيها الأشجار بكثافة).

وأكدت وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن فرق الدفاع المدني الأردنية والتركية واللبنانية تواصل، لليوم الثامن، دعم فرق الإطفاء السورية في جهود إخماد الحرائق.

وقال مدير برامج الدفاع المدني السوري، د. أحمد اقزيز، خلال مقابلة مع “الشرق”، الأربعاء، إن الحديث عن انحسار دائم للحرائق لا يزال مبكراً بسبب عوامل الطقس والرياح، مشيراً إلى تنسيق واسع مع وزارة الكوارث ودول إقليمية ودولية بينها تركيا والأردن ولبنان وقبرص، لدعم جهود الإطفاء، وسط استنزاف للمعدات وتضرر آلاف الهكتارات من الغابات.

وقال الدفاع المدني السوري، السبت الماضي، إن انفجارات ناتجة عن مخلفات الحرب تُعقّد جهود السيطرة على حرائق الغابات المستعرة في ريف اللاذقية، وسط تحذيرات من اتساع نطاق النيران واقترابها من المناطق السكنية.

وذكر سكان محليون أن ألسنة اللهب التهمت مساحات واسعة من الغطاء النباتي في القرى الجبلية، مؤكدين أن الحرائق الحالية من بين الأشد التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، مع وصولها إلى أطراف بعض المنازل.

وقالت وزارة الطوارئ والكوارث إن أكثر من 62 فريق إطفاء يشاركون في مواجهة الحرائق، وسط صعوبات ميدانية أبرزها غياب خطط لإعادة تأهيل الغابات وسوء حالة الطرق الزراعية، وهو ما يؤخر وصول الآليات إلى المناطق المشتعلة.

وأكد الدفاع المدني أنه عزز وجوده في المنطقة مع وصول صهاريج مياه وآليات إطفاء ثقيلة من محافظات مجاورة، إضافة إلى معدات هندسية لفتح ممرات في التضاريس الوعرة، فيما لا تزال الانفجارات المتقطعة في مواقع النيران تشكل خطراً مباشراً على فرق الإطفاء.

وتشهد سوريا سنوياً موجات من حرائق الغابات، تتركّز في مناطق الساحل الغربي خلال فصل الصيف. وتزداد صعوبة إخماد هذه الحرائق بسبب الظروف المناخية القاسية ووجود مخلفات الحرب، مثل الألغام والذخائر غير المنفجرة، خصوصاً في المناطق التي كانت مسرحاً لعمليات عسكرية خلال سنوات الصراع.

شاركها.