واجه مساعدو نائبة الرئيس الأميركي السابق، كامالا هاريس، موقفاً محرجاً عندما اضطروا إلى مناشدة منتجي برنامج «ذا فيو» لمنحهم فرصة ثانية، بعدما «تجمدت» هاريس في مكانها أثناء مقابلة مباشرة، عندما طُرح عليها سؤال حول ما الذي كانت ستفعله بشكل مختلف عن الرئيس جو بايدن.
هذا الموقف المحرج وقع خلال مقابلة، كان من المفترض أن تكون سهلة وبسيطة، على قناة «إيه بي سي»، قبل أسابيع قليلة من انتخابات عام 2024.
وعندما سئلت هاريس، بدت مرتبكة، وتلعثمت في الرد، مكتفية بقولها: «لا يتبادر إلى ذهني شيء معين الآن، لقد شاركت في معظم القرارات التي كان لها تأثير كبير»، هذا الرد غير المتوقع أثار حالة من الفوضى خلف الكواليس، وأصبح لاحقاً نقطة محورية في كتب عدة، تناولت ما وصفته بـ«انهيار الديمقراطيين».
وفي كتاب جديد بعنوان «2024: كيف استعاد ترامب البيت الأبيض وخسر الديمقراطيون أميركا»، الذي كشف عنه أخيراً، وألّفه كل من جوش داوزي، وإيزاك أرنسدورف، وتايلر بيغر، كُشف أن فريق هاريس دخل في حالة طوارئ مباشرة بعد الموقف الذي حدث في البرنامج، وبحسب الرواية، فقد طالبت مستشارتها، ستيفاني كاتر، المذيعين بإيقاف البرنامج مؤقتاً، وتم بث استراحة إعلانية فورية، وخلال تلك الدقائق، توسل مساعدو هاريس إلى فريق البرنامج لإعادة طرح السؤال نفسه، على أمل أن تتمكن هاريس من تقديم الإجابة التي تم إعدادها مسبقاً لها.
وقال الكاتب جوش داوزي، في حديثه مع برنامج «مورنينغ جو» على قناة «إم إس إن بي سي»، إن هاريس لم تكن ترغب في التمايز عن بايدن، حيث كانت ترى أن اتخاذ موقف مستقل عنه لن يكون صادقاً، وربما لن ينجح سياسياً.
وعلى الرغم من محاولات الفريق لتصحيح الموقف، رفض المذيعون إعادة السؤال، وانتقلوا إلى فقرة أخرى، وخلف الكواليس، ورد أن أحد كبار المسؤولين في حملة هاريس الانتخابية، روب فلاهيرتي، وضع رأسه بين يديه، وأطلق تعليقات غاضبة، في إشارة إلى حجم الإحباط الذي ساد الموقف.
لاحقاً، وصف أحد المستشارين هذا المقطع بأنه «الخطأ الحاسم في الحملة الانتخابية»، حيث أدى إلى تعزيز شكوك الناخبين تجاه هاريس، وفتح الباب أمام الجمهوريين لاستغلاله في حملات دعائية هجومية، كما فوتت هاريس فرصة ثمينة لتُظهر نفسها كقائدة مستقلة برؤية مغايرة لإدارة بايدن، الذي كانت شعبيته في ذلك الوقت عند أدنى مستوياتها.
قبل تلك المقابلة التي وصفت بالمشؤومة، كانت هاريس قد بدأت تبرز كخيار أول للديمقراطيين، بعد الأداء الضعيف لبايدن في المناظرة الانتخابية، وكانت جلستها في «ذا فيو» بمثابة أول ظهور تلفزيوني رئيس لها كمرشحة محتملة للرئاسة، حيث ظهرت واثقة إلى جانب المذيعات، وقد قُدمت من قبل المذيعة ووبي غولدبرغ على أنها «الرئيسة القادمة للولايات المتحدة».
ومع تزايد انتقادات الجمهوريين للديمقراطيين بسبب الأوضاع الاقتصادية والتضخم وأزمة الهجرة والاضطرابات الدولية، حاولت حملة هاريس تهيئتها لتقديم صورة جديدة تظهر تميزها عن بايدن، لكنها لم تنجح في استغلال تلك اللحظة.
وحتى أن المذيعة ساني هوستن، التي طرحت السؤال الشهير، أعربت منذ ذلك الحين عن ندمها العميق، ليس لطرح السؤال، بل لكيفية تطوره.
وقالت هوستن للمنتج برايان تيتا، في «بودكاست» بعنوان «خلف الطاولة» يتعلق ببرنامج «ذا فيو»: «عرفت الإجابة فوراً، ولهذا السبب طرحت السؤال التالي: هل هناك شيء واحد تريدين تغييره؟ لأنني كنت أعرف، وأستطيع رؤية اللقطة الصوتية، وكنت أعرف ما سيحدث».
وأضافت: «اعتقدت أنه سؤال منصف حقاً، واعتقدت أنه سؤال يجب عليها أن تتوقعه، وأشعر بالأسف لأنني هزمت الحزب الديمقراطي».
وكان الهدف من ظهور هاريس في برنامج «ذا فيو» أن يُظهر قيادتها واستقلاليتها، لكنها بدلاً من ذلك بدت ة تماماً بإدارة فقدت شعبيتها، وغير قادرة على التعبير عن نفسها. عن «ديلي ميل»
استحضار اللحظة
في ظل محاولات الديمقراطيين إصلاح صورتهم، لايزال الخطأ السياسي الكبير الذي ارتكبته كامالا هاريس يلاحقها حتى الآن، حيث تواصل الكتب والبرامج والمحللون السياسيون استحضار تلك اللحظة في «ذا فيو»، بوصفها لحظة فاصلة في الحملة الانتخابية لعام 2024.
ظهور هاريس في «ذا فيو» وُصف بـ«المشؤوم»، بعد أن برزت كخيار أول للديمقراطيين جراء الأداء الضعيف لبايدن في المناظرة الانتخابية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news