وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، اجتماعه مع نظيره الصيني وانج يي، بأنه كان “بنّاءً للغاية”، مشيراً إلى أن هناك “احتمالاً كبيراً” لعقد اجتماع قمة بين الرئيس دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج، لكن لم يتم مناقشة أي موعد.

وأضاف في تصريحات على هامش قمة وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا، أنه بحث مع نظيره الصيني قضايا اقتصادية وسياسية، وأنه لا يزال أمام الجانبين “قضايا” يتعيّن حلها، مشدداً على أن الولايات المتحدة والصين يجب أن يكون لديهما علاقات وتواصل.

ويتواجد روبيو في ماليزيا في أول زيارة إلى آسيا منذ توليه منصبه، حيث يحضر قمة (آسيان) إلى جانب نظرائه من اليابان والصين وكوريا الجنوبية وروسيا، وأستراليا، والهند، والاتحاد الأوروبي، ودول جنوب شرق آسيا.

ويعد الاجتماع بين الوزيرين في كوالالمبور، الجمعة، أول لقاء شخصي بينهما، وربما يكون تمهيداً لقمة مرتقبة بين الرئيسين الأميركي والصيني، في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.

وأشارت “بلومبرغ”، الخميس، إلى أن الاجتماع يعد واحداً من بين أرفع اللقاءات بين مسؤولي البلدين منذ عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.

ورجحت أن إجراء محادثات إيجابية بين الوزيرين، ستزيد من فرص عقد قمة بين الرئيسين ربما تخفف من حدة التوترات بعد هدنة تجارية بينهما، على الرغم من أن العديد من نقاط الخلاف لا تزال قائمة.

وقال ترمب إنه يرغب في لقاء الرئيس الصيني شي جين بينج هذا العام، فيما أعرب مسؤول صيني رفيع المستوى الأسبوع الماضي، عن تفاؤله بشأن العلاقات الثنائية. وفي محادثة هاتفية في أوائل يونيو الماضي، دعا الرئيس شي ترمب إلى زيارة الصين. 

وذكرت “بلومبرغ” الأسبوع الماضي، أن الإدارة الأميركية تتواصل مع رجال الأعمال التنفيذيين لتقييم مدى اهتمامهم بمرافقته في رحلة محتملة إلى الصين هذا العام.

وفي فبراير الماضي، سافر وانج يي إلى نيويورك لحضور اجتماع مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، ولكن لم يُعقد أي اجتماع ثنائي مع إدارة ترمب.

دعم موسكو أبرز نقاط الخلاف

ولفتت “بلومبرغ” إلى أن الدعم الاقتصادي والدبلوماسي، الذي قدمته بكين لموسكو بعد غزو أوكرانيا هو مجرد واحدة من نقاط الخلاف العديدة في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفي آخر مكالمة هاتفية بينهما، في يناير الماضي، أعرب روبيو عن قلقه بشأن سلوك الصين تجاه تايوان وبحر الصين الجنوبي، بينما حض وانج الولايات المتحدة على التعامل مع المسائل المتعلقة بتايوان بحذر.

وقال روبيو للصحافيين، الخميس، إنه من المحتمل أن يبحث مع وانج مخاوف الولايات المتحدة بشأن دعم الصين لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.

وأضاف بعد اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: “من الواضح أن الصينيين كانوا داعمين للجهود الروسية”، معرباً عن اعتقاده بأنهم “كانوا مستعدين بشكل عام لمساعدتهم بقدر ما يستطيعون دون أن ينكشف أمرهم”.

كما التقى روبيو مع وزير الخارجية الياباني، والنائب الأول لوزير الخارجية الكوري الجنوبي في ماليزيا، الجمعة، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف بشأن الرسوم الجمركية.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية الأميركية، بأن الوزراء ناقشوا الأمن الإقليمي، وتعزيز “شراكتهم الثلاثية التي لا غنى عنها”، بما في ذلك أمن وصمود التقنيات الحيوية، وسلاسل التوريد والطاقة والبنية التحتية الرقمية الموثوقة وبناء السفن.

توتر متصاعد

ويأتي اجتماع روبيو مع وانج يي، وسط تصاعد الخلاف على الصعيد العالمي بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترمب، فيما حذرت الصين هذا الأسبوع الولايات المتحدة من إعادة فرض رسوم باهظة على بضائعها الشهر المقبل.

كما هددت بكين أيضاً بالانتقام من الدول التي تبرم صفقات مع الولايات المتحدة لإخراج الصين من سلاسل التوريد.

وتأتي زيارة روبيو في إطار الجهود المبذولة لتجديد تركيز الولايات المتحدة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتجاوز الصراعات في الشرق الأوسط وأوروبا التي استحوذت على معظم اهتمام إدارة ترمب.

لكن الزيارة خيم عليها الإعلان الصادر الأسبوع الجاري عن فرض رسوم جمركية أميركية باهظة على عدة دول آسيوية وحلفاء للولايات المتحدة تشمل 25% على اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا، و32% على إندونيسيا، و36% على تايلاند وكمبوديا، و40% على ميانمار ولاوس.

وقال محللون، إن روبيو يسعى خلال الزيارة إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة لا تزال شريكاً أفضل من الصين، المنافس الاستراتيجي الرئيسي لواشنطن. 

وقالت الخارجية الأميركية، إن روبيو التقى نظراءه من تايلندا وكمبوديا وإندونيسيا، الجمعة.

وقبل ذلك بيوم، قال روبيو لوزراء خارجية جنوب شرق آسيا، إن منطقة المحيطين الهندي والهادئ لا تزال نقطة محورية للسياسة الخارجية الأميركية.

أما الصين، التي فُرضت عليها في البداية تعريفات جمركية تتجاوز 100%، فأمامها مهلة حتى 12 أغسطس، للتوصل إلى اتفاق مع البيت الأبيض لمنع ترمب من إعادة فرض قيود إضافية على الواردات التي فُرضت خلال رسوم جمركية متبادلة في أبريل ومايو.

انتقادات صينية لواشنطن

في المقابل، وجه وزير الخارجية الصيني وانج يي، انتقادات حادة للولايات المتحدة في كوالالمبور، وقال لنظيره الماليزي، إن الرسوم الجمركية الأميركية “سلوك تنمر أحادي الجانب”، لا ينبغي لأي دولة أن تدعمه أو توافق عليه، وفق تصريحات صادرة عن بكين، الجمعة.

وأبلغ وانج يي، وزير خارجية تايلندا بأن التعريفات الجمركية قد أسيء استخدامها، و”قوضت نظام التجارة الحرة، وتدخلت في استقرار سلاسل الإنتاج والإمداد العالمية”.

وخلال اجتماع مع نظيره الكمبودي، قال إن الرسوم الأميركية كانت محاولة لحرمان دول جنوب شرق آسيا من حقها المشروع في التنمية.

وأعرب وانج، عن اعتقاده بأن “دول جنوب شرق آسيا لديها القدرة على التعامل مع المواقف المعقدة، والتمسك بالمواقف المبدئية، وحماية مصالحها الخاصة”، بحسب وزارة الخارجية الصينية.

وقال وزير خارجية الفلبين حليفة الولايات المتحدة لوكالة “رويترز”، الجمعة، إن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور سيلتقي ترمب في واشنطن، الشهر الجاري، وستشمل المناقشات زيادة الرسوم الجمركية الأميركية على مستعمرتها السابقة.

شاركها.