جددت محافظة القنيطرة جنوبي سوريا نفي وجود مقاتلين لـ”حزب الله”، في المنطقة، وهي ذريعة لعمليات إسرائيلية تجري في المنطقة.

وتتوغل إسرائيل في عدد من القرى المحاذية للحدود السورية الجنوبية، وتنفذ عمليات ضد ما تسميه “تهديدات لأمنها”.

وتقول إسرائيل إن هناك عناصر من “حزب الله” اللبناني، أو ميليشيات تابعة لإيران، وأعلنت في 7 من تموز الحالي  اعتقال خلية يشغلها “فيلق القدس” الإيراني في  تل كودنة جنوب سوريا.

نائب محافظ القنيطرة، محمد السعيد، قال إن “إسرائيل تزعم وجود قوات لـ”حزب الله” اللبناني وإيران لتبرير اعتداءاتها على المناطق السكنية في القنيطرة، مضيفًا: “في قرية الحميدية دمّروا أكثر من 15 منزلًا”.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول”، الجمعة 11 من تموز، أن عناصر “حزب الله” وإيران أُخرجوا بالكامل من المنطقة مع عملية “ردع العدوان”، مبينًا أن المنطقة حاليًا تخضع لسيطرة وحدات الأمن التابعة لوزارة الداخلية السورية.

و”ردع العدوان” عملية عسكرية أطلقتها “هيئة تحرير الشام” (سابقًا) بالاشتراك مع فصائل المعارضة السورية، في 27 من تشرين الثاني 2024 ضد قوات نظام الأسد، و بعد معركة مستمرة مع جيش النظام لـ11 يومًا، أدت المعركة لسقوط نظام الأسد، وانتهاء سلطة ميلشيا حزب الله والميليشيات الإيرانية في سوريا.

وذكر السعيد أن الجيش الإسرائيلي يحاول شرعنة أنشطته في المحافظة استنادًا إلى حجج وذرائع لا أساس لها من الصحة، مبينا أن “الانتهاكات (الإسرائيلية) ليست عسكرية فقط، بل تُنتج آثارًا تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للناس”.

إسرائيل تعلن تفكيك خلية من “فيلق القدس” في سوريا

“الناس لا يستطيعون الذهاب إلى أراضيهم الزراعية ولا الوصول إلى مناطق الرعي”، بحسب نائب المحافظ، و”هذا أوصل تربية المواشي في منطقة تكافح أصلًا مع الجفاف إلى حافة الانهيار”.

وأشار نائب المحافظ إلى أن أكبر صعوبة تواجهها محافظة القنيطرة اليوم، هي استمرار الانتهاكات الإسرائيلية مثل احتلال الأراضي الزراعية وهدم المنازل.

وأضاف، “هذه الانتهاكات تُصعّب الحياة اليومية للمدنيين، وتؤثر سلبًا على نفسية السكان”.

وشدّد على أن انتهاكات إسرائيل تتعارض مع القانون الدولي، قائلا: “على إسرائيل أن تعود إلى اتفاق عام 1974، الحكومة السورية تواصل التزامها بهذا الاتفاق، على المجتمع الدولي أن يتحمّل المسؤولية تجاه انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في المنطقة”.

 8 قواعد

نائب محافظة القنيطرة، قال إن إسرائيل أنشأت خلال الفترة الأخيرة أكثر من ثمانية قواعد عسكرية شمالي محافظة القنيطرة، وصولًا إلى حوض اليرموك، داخل المنطقة العازلة المنصوص عليها في اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، معتبرًا أن ذلك يمثل انتهاكًا واضحًا للاتفاق.

الانتهاكات أدّت إلى حرمان السكان من استخدام نحو ستة آلاف هكتار (الهكتار يساوي عشرة آلاف متر) من الأراضي الزراعية والمراعي، بحسب نائب المحافظ، وبالتالي فقدت كثير من العائلات التي تعتاش على تربية المواشي مصدر رزقها.

وأكّد السعيد أن المحافظة شهدت تطورًا ملحوظًا في مجال الخدمات بعد سقوط النظام، وقال: “في السابق، كانت الطرقات مغلقة بحواجز خرسانية من قبل النظام السابق. مع الإدارة الجديدة، فُتحت هذه الطرقات، وأُعيدت خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات. كما تُنفّذ أيضًا خدمات جمع القمامة والتخلص منها”.

إسرائيل تدمر مواقع عسكرية للنظام السابق في سوريا

لكن هذه الخدمات مهددة أيضًا بسبب استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، وقال السعيد إن “أكبر مشكلة في المنطقة هي انقطاع الكهرباء. الآبار تعمل بالكهرباء. انقطاع الكهرباء يعني انقطاع المياه، والاتصالات، والخدمات الأساسية. ما يحدث يدفع الناس إلى النزوح”.

وأشار السعيد إلى أن المواطنين بالمنطقة يطالبون بإصلاح شبكات الكهرباء، وتوفير الطاقة دون انقطاع، وإعادة خدمات المياه، مؤكدًا أن تلبية هذه المطالب ستُمكّن السكان من البقاء في منازلهم، ومقاومة التهجير القسري.

واشتكى عدد من المزارعين ل في قرى وبلدات القنيطرة من أزمة نقص مياه الري في المحافظة، بسبب سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على سد “المنطرة” الرئيس، الذي يعد ثاني أكبر سد في سوريا، ويغذي سدود محافظات الجنوب السوري.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.