استجابت محافظة دمشق لمطالب السكان متضررين من “مشروع 66” في تنظيم “باسيليا سيتي” بمنطقة اللوان في كفرسوسة، موضحة أنها منذ بداية التحرير جمدت الأعمال في المنطقة من أجل معالجة المشاكل، وإعادة حقوق المالكين.

وقالت المحافظة في بيان نشرته في صفحتها عبر “فيسبوك“، اليوم الجمعة 11 من تموز، إن جميع الملاحظات والمطالب التي تقدم بها المتضررون في المناطق المشمولة بالمرسوم “66”، هي “محل اهتمام ورعاية”، مؤكدة أنها تتابع المطالب باستمرار لضمان الاستجابة بما يحقق العدالة والإنصاف ولو “على حساب محافظة دمشق”.

وأوضحت المحافظة في بيانها، أنه تم مؤخرًا تشكيل لجنة مشتركة، تضم ممثلين عن محافظة دمشق ووزارة الإسكان والأشغال العامة، لدراسة جميع الطلبات المقدمة من المواطنين، والتي بلغت 1146 طلبًا.

وتقيّم المحافظة الطلبات “بدقة وشفافية”، من أجل تعديل القرا رقم “112” لعام 2015 والذي ينص على استحقاق السكن البديل بما يخدم الإخوة الشاغلين غير المستحقين السكن البديل حاليًا.

وتعمل المحافظة على دراسة موضوعية ومالية لرفع بدلات الإيجار بنسب تحقق العدالة وتمكن المستحقين لبدل الإيجار من تأمين سكن يتناسب مع واقع الإيجارات الحالية.

وأوضحت المحافظة أن هناك “جهود استثنائية” لمعالجة الإشكاليات المتعلقة بالوكالات والعقود غير المصادق عليها في منقطة “باسيليا سيتي”، إذ خاطبت محافظة دمشق وزارة العدل لتعيين قاضٍ مختص لرئاسة لجان النظر في القضايا العالقة، لضمان إنصاف كل من تضرر بسبب فقدان الوثائق أو عدم اكتمال الإجراءات القانونية السابقة لمن لم يتمكن من إثبات حقوقه سابقًا.

وأشارت إلى قيامها مؤخرًا بإحالة الطلبات للادعاء بالملكية أو الحقوق المعنية لعرضها على لجنة حل الخلافات للنظر بها.

أما الأعمال التي تقوم بها محافظة دمشق في المنطقة الخالية من الشاغلين قبل سقوط نظام الأسد في حي “المزة 86″، فهي لإشادة أبنية السكن البديل للذين أُخلوا من منازلهم من أهالي المنطقة ذاتها، علمًا أن المواطنين الذين أُخلوا من منطقتهم في حي المزة تقاضوا النصف الأول من بدلات الإيجار مقدمًا، بحسب المحافظة.

كما تعمل المحافظة الآن نيابةً عنهم لإبرام السكن البديل بسرعة القصوى “للتخفيف عن المواطنين”، حسب تعبيرها، وعودتهم إلى منازل السكن البديل والتي ستكون بمواصفات عالية الجودة تؤمن لهم المسكن “اللائق والآمن والحضاري”.

وأكدت محافظة دمشق أن حماية حقوق المواطنين وعدم ضياعها “من أولويتها”، بينما تعمل على تعزيز ثقتهم بمشاريع التطوير، التي تُعد ركيزة لنقطة عمرانية واقتصادية شاملة، تحفظ كرامة الأفراد وتضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.

ودعت محافظة دمشق للمشاركة الإيجابية ومواصلة التواصل مع فرق العمل وعدم الانجرار خلف أي معلومات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وأخذها مباشرة عن طريق المواقع الرسمية.

مطالب المتضررين

وفي 5 من تموز الحالي، نظم عدد من السكان المتضررين من “مشروع 66” بالمنطقة التنظيمية “باسيليا سيتي”، وقفة احتجاجية للمطالبة بحقوقهم.

واحتشد العشرات من الأهالي وحملوا لافتات خط عليها عبارات للتعبير عن استيائهم ، مثل “يسقط المشروع 66″، “أرضي ملكي لا للنهب والسرقة”، “مشروع 66 أسدي ظالم”، “يسقط المتعهد زهير عبد العال”.

تحول مالكو العقارات في المناطق التي شملها المرسوم “66” من أصحاب حقوق عينية إلى حملة حصص سهمية على الشيوع في المنطقة التنظيمية.

ويرى الأهالي المتضررون، ممن قابلتهم، أن التعويض عبر الأسهم التنظيمية، خسارة لهم وليس تعويضًا عادلًا، ولا تمثل سوى أرقام تعتمد على تقديرات غير عادلة من اللجان التابعة لمحافظة دمشق، وهذا يعني أن المالك فقد السيطرة على أرضه، بحسب تعبيرهم.

كما تم تثمين هذه الحصص بأقل بكثير من قيمتها الحقيقية، وفق طرق مجحفة وغير عادلة، بحسب الأهالي، الذي اضطر بعضهم لبيع حقوقهم بثمن بخس تحت الضغط الاقتصادي والتهديدات الأمنية.

معظم المتضررين الذين هدمت منازلهم لم يحصلوا على سكن بديل في الوقت المحدد ضمن مواد المرسوم، وتمت مماطلتهم لسنوات، ووضعهم ضمن قوائم انتظار طويلة، إضافة إلى إلزام المستفيدين من السكن البديل برسوم إضافية جعلتهم غير قادرين على تحملها.

كثير من الأهالي وجدوا أنفسهم بلا منزل ما اضطرهم لمغادرة المنطقة نهائيًا أو بيع حصصهم في السوق السوداء بأسعار زهيدة، في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي كانت تحيط بهم، وعدم توفر بدائل عادلة لهم.

المحافظة توضح

وقال محافظ دمشق، ل، في 25 من كانون الأول، إن المناطق التي وضع النظام السوري يده عليها، أو المشاريع ذات الإشكاليات مثل “ماروتا سيتي” و”باسيليا سيتي”، لا تعد استملاكًا للحكومة من الناحية القانونية.

وتابع أن جميع المقاسم المخصصة للمالكين وأصحاب الحقوق ستعود لأصحابها، لكنها حاليًا مملوكة على الشيوع، مضيفًا أنها ستوزع بطريقة معينة حتى تنتهي أعمال التنظيم فيها.

وأضاف أنه كلّف لجنة مختصة بالتعاون مع مجلس الإدارة السابق والحالي في تنظيمات مثل “ماروتا سيتي” و”باسيليا سيتي” إلى جانب فريق متخصص جديد للوقوف على مشكلات الناس، والوصول إلى نتيجة مُرضية في المدى القريب.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.