توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل، فيما اعتبر مسؤولون أوروبيون تهديدات ترمب “تكتيكاً تفاوضياً”.

واعتبر الرئيس الأميركي في منشور على منصته “تروث سوشيال”، أن “العجز التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي يشكل تهديداً كبيراً لاقتصادنا ولأمننا القومي”، مشدداً على أنه إذا قرر الاتحاد الأوروبي رفع الرسوم الجمركية على البضائع الأميركية والرد بالمثل “سنزيد الجمارك بنفس القدر إلى نسبة 30% المفروضة حالياً”. 

وأضاف ترمب، أن “الاتحاد الأوروبي يجب ألا يفرض أي رسوم جمركية على البضائع الأميركية”. 

 يأتي ذلك فيما تعتزم المفوضية الأوروبية، التراجع عن خططها لفرض ضريبة على الشركات الرقمية، في ما يشكل انتصاراً  للرئيس الأميركي وشركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة مثل أبل وميتا، وفق وثيقة، اطلعت عليها مجلة “بوليتيكو”.

ومع انخراط الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في المرحلة الأخيرة من المفاوضات التجارية، أزالت بروكسل خيار الضريبة الرقمية من قائمتها.

تكتيك تفاوضي

ونقلت “رويترز”، عن 3 مسؤولين أوروبيين، أن تهديد الرئيس الأميركي يعد “تكتيكاً تفاوضياً”، فيما أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عن استعداد التكتل  للاستمرار في المفاوضات التجارية مع واشنطن وصولاً إلى اتفاق تجاري، قبل الأول من أغسطس المقبل.

وأكدت فون دير لاين، في بيان صحافي، عقب تهديدات الرئيس الأميركي، أن المفوضية “ستتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية مصالح الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اعتماد تدابير مضادة متناسبة إذا لزم الأمر”، مشيرة إلى أن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% من شأنه أن يعطل سلاسل التوريد عبر المحيط الأطلسي. 

وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية، على أن الاتحاد الأوروبي “يعطي الأولوية باستمرار للحل التفاوضي”. 

ويخضع الاتحاد الأوروبي حالياً لرسوم جمركية أميركية تبلغ 50 % على صادراته من الصلب والألومنيوم، و25 % على السيارات وقطع الغيار، و10% على معظم المنتجات الأخرى، في الوقت التي تدرس فيه الولايات المتحدة فرض رسوم جديدة على الأدوية وأشباه الموصلات.

وفي السياق، أعلن متحدث باسم المفوضية الأوروبية، الاثنين الماضي، أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الأميركي دونالد ترامب أجريا “حواراً جيداً”، مشيراً إلى أن هدف الاتحاد الأوروبي لا يزال التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن.

وأضاف المتحدث خلال مؤتمر صحافي: “نريد التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ونريد تجنب الرسوم الجمركية. نعتقد أنها تسبب الألم. نريد تحقيق نتائج مربحة للطرفين، وليس نتائج لا تحقق أي فائدة”.

وكانت إدارة ترمب قد أشارت إلى رسائل لإخطار الشركاء التجاريين، الذين لم يتوصلوا إلى اتفاق تجاري بحلول 9 يوليو، بالرسوم الجمركية المرتفعة، التي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل. 

شاركها.