أظهر تقرير جديد إلى أن شحنات الهواتف الذكية حول العالم سجلت نمواً بنسبة 1% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من العام الجاري، لتصل إلى 295.2 مليون وحدة، في مؤشر على عودة السوق إلى مسار التعافي رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
وأشار التقرير، الصادر عن هيئة الإحصائيات السوقية الدولية IDC، إلى أن النمو جاء مدفوعاً بأداء قوي لشركتيّ سامسونج وأبل، في وقت يعاني فيه السوق من تقلبات مرتبطة بالتضخم، وارتفاع معدلات البطالة، وعدم الاستقرار في أسعار العملات، ما أثر سلباً على الإنفاق الاستهلاكي، خصوصاً في الفئات منخفضة التكلفة.
صعود أبل وانخفاض الفئة المتوسطة
وقالت نابيلا بوبال، المديرة الأولى للأبحاث في المؤسسة، إن عدم اليقين الاقتصادي يقلص عادةً من الطلب في الفئات السعرية الأدنى، مشيرةً إلى أن هواتف أندرويد منخفضة التكلفة كانت الأكثر تأثراً، وهو ما أعاق نمو السوق بشكل عام.
وأضافت أن أبل، ورغم تصدرها المبيعات، تراجعت بنسبة 1% في السوق الصينية، غير أن أداءها في الأسواق الناشئة عزز من إجمالي نموها عالمياً بنسبة 1.5%.
سامسونج والشركات الصينية
بدوره، قال فرانسيسكو جيرونيمو، نائب رئيس وحدة الأجهزة، إن سامسونج تمكنت من تعزيز ريادتها السوقية بفضل الأداء القوي لهواتف Galaxy A36، وA56، التي قدمت مزايا قائمة على الذكاء الاصطناعي ضمن الفئة المتوسطة، مضيفاً أن هذه المزايا جذبت اهتمام المستهلكين وساهمت في تحفيز المبيعات داخل المتاجر، مما رفع من نسبة مبيعاتها خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 7.9% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
أشار التقرير إلى أن تحقيق نمو بنسبة 1% في ظل استمرار التوترات السياسية وتأثير الحروب والتعريفات الجمركية يعكس مؤشرات واعدة على تعافي السوق.
الشركات الصينية
وشهدت الشركات الصينية أداء متبايناً خلال الربع الثاني من عام 2025، إذ واصلت كل من شاومي وفيفو تعزيز موقعهما ضمن قائمة الشركات الخمس الكبرى عالمياً.
وحققت “شاومي” نمواً طفيفاً بنسبة 0.6% لتصل شحناتها إلى 42.5 مليون وحدة، بينما سجلت “فيفو” أداء لافتاً بارتفاع قدره 4.8% مقارنة بالعام الماضي، مع شحنات بلغت 27.1 مليون وحدة.
في المقابل، تراجعت السوق الصينية الداخلية، إذ فشلت برامج الدعم الحكومي في تحفيز الطلب، ما انعكس على شحنات عدد من الشركات وأدى إلى استقرار النمو عند مستويات محدودة، رغم نجاح المناسبات التجارية مثل مهرجان “618” الذي استُخدم بشكل أساسي لتصريف المخزون بدلًا من زيادة المبيعات الفعلية.
يتوقع التقرير أن العام الحالي سيشهد تقدماً ملحوظاً في معدل مبيعات الهواتف الذكية، المدفوع بالطلب على هواتف الفئة المتوسطة، إلى جانب المزايا المتطورة للذكاء الاصطناعي داخل الهواتف الذكية بشكل عام.