تشهد محافظتا السويداء ودرعا واقعًا طبيًا صعبًا في ظل تصاعد الاشتباكات في السويداء بين الفصائل المحلية في السويداء والقوات الحكومية إلى جانب الغارات الإسرائيلية.
وقال مدير صحة السويداء أسامة قندلفت، ل، اليوم الأربعاء 16 من تموز، إن المستشفى الوطني في السويداء تعرض لخمس قذائف ورشقات بالرصاص، أدت إلى خروج قسم الإسعاف عن الخدمة وسط وضع طبي “كارثي”، ونقص في الكوادر والمستلزمات الطبية لعلاج الجرحى.
وأضاف قندلفت أن القذائف التي تعرض لها المستشفى، أدت إلى ضرب خزانات المياه مما تسبب بإغراق قسم الإسعاف بالمياه، وبالتالي تحويل الجرحى إلى بهو المستشفى.
ووصل عدد المصابين إلى المستشفى الوطني في السويداء إلى 250 جريحًا و100 قتيل، من المدنيين والعسكريين،
الكوادرا الطبية تحتوي على 25 طبيبًا، وسط غياب في إمدادات الطعام للأطباء والمستلزمات الطبية إلى المستشفى، بسبب صعوبة الوصول وانقطاع الطريق المؤدي للمستشفى الوطني.
وناشدت مديرية الصحة في السويداء وزارة الصحة والمنظمات المحلية والدولية، لإيصال الدعم، دون أي مساندة حتى لحظة نشر هذا التقرير.
وفي حال هدأت الأوضاع وفتح الطريق، سيكون الوضع أكثر صعوبة، خاصةً مع وصول المزيد من الإصابات إلى المستشفى بعد فتح الطريق إليه، بحسب قندلفت.
وأوضح الشوفي أن المشفى يعمل بإمكانيات مقبولة وبكميات محدودة من المستلزمات الطبية، تكفي لأقل من شهر حسب الحالات التي تتوافد إليه.
من جهتها، أطلقت الهيئة الإدارية لمستشفى السويداء الوطني نداءً عاجلًا دعت فيه الكوادر الطبية للتوجه فورًا إلى المشفى، نظرًا لتدهور الوضع الصحي والحاجة الملحة للدعم البشري، وانقطاع المياه والكهرباء عن المحافظة.
أما مستشفى “شهبا الوطني”، فأعلن مديره الدكتور عماد نوفل، دخول حالة الطوارئ العامة، واتخذ سلسلة إجراءات عاجلة لتعزيز استجابته، أبرزها:
- استحداث 11 غرفة جديدة للمرضى
- رفع عدد الأسرة الفعالة إلى 20 سريرًا.
- زيادة عدد طاولات الجراحة المصغرة إلى 14 طاولة.
- إنشاء مخبر إسعافي ومخزن خاص به.
- دعم مستودع قسم الأشعة بلوازم الطوارئ.
- تفعيل ثلاث فرق طبية للطوارئ على مدار الساعة.
مستشفيات درعا تستنزف أيضًا
في حديث ل، أوضحت الطبيبة كوثر العبيد، من مستشفى “إزرع الوطني” في درعا، أن المستشفى يعاني من نقص حاد في المعدات الطبية الأساسية، بينها النقالات، شراشف الأسرة، المعقمات، المسكنات والضمادات.
وأوضحت أن المستشفى يقترب من نفاد مواده بالكامل، ووصفت الوضع الصحي الحالي بـ”السيئ”، مطالبة أي جهة قادرة على تقديم الدعم بالتدخل العاجل.
العبيد أشارت إلى أن غالبية المستلزمات المتوفرة جاءت عبر مبادرات فردية من الأطباء والصيادلة، الذين اضطروا لاستخدام مواردهم الخاصة لتأمين الحد الأدنى من المستلزمات المنقذة للحياة.
ووصفت موقفًا أثّر فيها، حين اضطر الكادر الطبي إلى وضع أكثر من مصاب على نقالة واحدة، أو إبقاء المصابين على الأرض أو طاولات التصوير لحين توافر نقالات شاغرة.
وفي ريف درعا، قال الطبيب موسى السمية الحريري، العامل في مستوصف بصر الحرير، إن المستوصف يستقبل المصابين ويقدم الخدمات الأولية، بعد تطوير بنيته مؤخرًا، لكن الحالات الحرجة تُحوّل إلى مشافي دمشق أو درعا وإزرع.
ودعت الجمعية الطبية السورية الألمانية، في نداء نشرته على صفحتها الرسمية، جميع أعضائها والأطباء العاملين في سوريا إلى التوجه نحو الجنوب، وخاصة إلى درعا، نظرًا للازدحام الشديد في المستشفيات والنقص الحاد في الكوادر الطبية.
لا إحصائيات إلى الآن
تواصلت مع الدفاع المدني السوري والشبكة السورية لحقوق الإنسان، للحصول على إحصائية عن عدد الضحايا من المدنيين والعسكرين في أحداث السويداء، لكن دون الحصول على معلومات حتى اللحظة.
كما لم تصدر أي إحصائية رسمية عن عدد القتلى من العسكرين أو المدنيين، عبر معرفات وزارة الدفاع أو وزارة الصحة.
واقتربت القوات الحكومية من السيطرة على كامل مدينة السويداء، في وقت تستمر الاشتباكات مع فصائل محلية، التي تتراجع باتجاه الريف الشرقي والجنوبي للمحافظة.
وبحسب مصادر متقاطعة تحدثت إليها، وصلت القوات الحكومية إلى الأحياء الشرقية من المدينة، قادمة من جهة الغرب، اليوم الأربعاء 16 من تموز.
وسيطرت قوى الأمن الداخلي على الأحياء الشرقية في المحافظة، وبدأت بتمشيطها من المجموعات الخارجة عن القانون، بحسب ما نقلته “الإخبارية” الرسمية.
ويجري التقدم وسط قصف إسرائيلي متكرر يستهدف القوات الحكومية.
إسرائيل تهدد برفع مستوى الرد إذا لم يتراجع الشرع
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي