خاص| مسؤول يكشف عن قلق إسرائيلي من عجز العراق عن احتواء الفصائل وانفلات الأوضاع

في مشهد يكشف حجم الاحتقان الإقليمي وتداعيات الصراع المتصاعد بين طهران وتل أبيب، كشفت مصادر إسرائيلية عن تهديد غير مسبوق وجّهته إسرائيل إلى بغداد، مفاده أن أي استهداف تنطلق نيرانه من العراق سيُقابل برد مباشر على الحكومة العراقية نفسها.

وحول ما جاء في مواقع عبرية، يقول السياسي الإسرائيلي وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس الدكتور مئير المصري، لوكالة ستيب الإخبارية: “العراق ليس بلداً قاصراً أو مستعمرة، بل دولةً مستقلة سيدة قرارها وصاحبة مقعد بالأمم المتحدة. لا يمكنه التنصل من مسؤوليته في حال وجهت تنظيمات مسلحة عمليات عدائية ضد إسـرائيل انطلاقاً من أراضيه”.

وأضاف ردا على سؤال حول مدى إمكانية أن تستهدف إسـرائيل، العراق والفصائل الموالية لإيران فيها:” أراه احتمالاً وارداً تماماً، خاصةً بعد تطور الصراع بين إسـرائيل وإيران إلى حد المواجهة المباشرة، حيث استنفذت جميع الحواجز”.

وتابع: “ربما أن العراق هو البلد الوحيد المحسوب على محور إيران الذي نأى بنفسه حتى اللحظة عن التحرش المباشر بإسـرائيل. أخشى أن تعجز حكومة بغداد في احتواء الميليشيات الشيعية وضبط إيقاعها، فحينئذ قد تنفلت الأوضاع وتخرج عن نطاق السيطرة”.

وفي وقت لا يزال الخطاب الإعلامي الإسـرائيلي والإيراني متصاعدا ومخاوف من اندلاع جولة جديدة من الحرب بين طهران وتل أبيب، قال مصري: “لا أظن ذلك، فالولايات المتحدة لن تسمح بهكذا تطور، كما أن النظام الإيراني الذي تلقى صفعةً عالية الجودة لن يجازف بما تبقت له من أوراق في مغامرة جديدة قد لا تكون محسوبة”.

وأردف: “بحسب اعتقادي فإن جميع الأطراف الإقليمية معنية اليوم بتخفيض المستوى العام للتوتر في المنطقة، ولا سيما بين إسرائيل وإيران”.

ويوم أمس قال تقرير نشرته صحيفة يسرائيل هيوم إن انتقام المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يقترب، وحذر من سوء تقدير قد ترتكبه القيادة الإيرانية ويعيد إشعال فتيل الحرب مع إسـرائيل من جديد.

وأوضح التقرير أن هناك جدلا يدور في أوساط إيران السياسية والأمنية بشأن تنفيذ ضربة استباقية مفاجئة ضد إسـرائيل، خاصة بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسـرائيلي بنيامين نتنياهو لمنع إيران من تطوير برامجها النووية والصاروخية.

وأكد التقرير أن إيران وإسـرائيل دخلتا مرحلة جديدة من المواجهة الاستراتيجية، وأن إسـرائيل عازمة على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، في حين تسعى طهران إلى الانتقام جراء خسائرها في حرب الـ12 يوما.