اخبار تركيا
أثار اختيار كهفاً في جبال “جاسنا” بمحافظة السليمانية، شمال العراق، موقعًا لإحراق الدفعة الأولى من أسلحة تنظيم “PKK” الإرهـابي تساؤلات عديدة حول البعد الرمزي والتاريخي لهذا المكان، الذي كان شاهدًا على محطات فارقة في تاريخ الأكراد والمنطقة عمومًا.
والجمعة الفائت، بدأ تنظيم “PKK” الإرهابي مراسم إلقاء سلاحه في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، حيث أضرم مقاتلون تابعون للتنظيم النار في أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، في خطوة جاءت استجابة لزعيم التنظيم المعتقلعبد الله أوجلان، الذي طالب من سجنه في جزيرة إمرالي بإنهاء العمل المسلح المستمر منذ ثمانينيات القرن الماضي، والدخول في العمل السياسي الديمقراطي.
وتورط التنظيم الإرهابي على مدى عقود في تمرد مسلح على الدولة التركية أودى بحياة نحو 40 ألف شخص، لكنهما دخلا في عملية سلام بين عامي 2013 و2015، لم تعمر طويلا، فيما استؤنفت مجددا إثر مبادرة أطلقها أواخر العام الفائت، زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي وحظي بتأييد ودعم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
رمزية اختيار موقع حرق الأسلحة
في بدايات القرن الماضي، تحوّلت جبال “جاسنا” إلى معقل للشيخ محمود الحفيد البرزنجي، أحد القيادات الكردية البارزة في العراق، والذي قاد حركة مقاومة ضد الاحتلال الإنكليزي عقب الحرب العالمية الأولى.
كانت الدولة العثمانية في ذلك الوقت تخوض صراعًا مع بريطانيا للحفاظ على وجودها في العراق، حيث دعمت البرزنجي بالمال والسلاح، ووضعت تحت تصرفه الفوج العثماني من لواء السليمانية عام 1918، قبل أن تعينه متصرفًا لشؤون اللواء بأكمله.
وبعد انتصار الإنكليز وتراجع النفوذ العثماني، اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات البريطانية وقوات البرزنجي، اضطر خلالها الأخير للجوء إلى جبال جاسنا ليواصل كفاحه المسلح قبل أن تتمكن القوات البريطانية من محاصرته وأسره.
وتعتبر العمليات المسلحة التي قام بها الشيخ محمود الحفيد البرزنجي في لواء السليمانيةعام 1919عشية قيام الدولة العراقية أوائل العشرينيات من القرن الماضي والتي استمرت حتى عام 1931 محطةمهمة في تاريخ العمل العسكري الكردي.