بعد يوم واحد فقط من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة السورية ووجهاء السويداء، أطلق وجهاء ومراجع دينية في المحافظة نداءات استغاثة لإنقاذ السكان، في ظل استمرار الاشتباكات وتصاعد الأزمة الإنسانية.

الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مساء أمس تضمّن انسحاب القوى الأمنية من مناطق الاشتباك، وتكليف وجهاء محليين ومجموعات من أبناء المحافظة بتولي مهمة حفظ الاستقرار، كما شمل نشر الشرطة المحلية، وتنظيم السلاح، واستئناف الخدمات، وضمان احترام خصوصية المحافظة.

لكن فور انسحاب القوى الأمنية، تجددت الهجمات من قبل مسلحين من بعض العشائر على بلدات وقرى في السويداء، ما أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا، ونزوح آلاف العائلات نحو مناطق أكثر أمنًا. ويرى مراقبون أن هذه التطورات هي ما دفع الدولة في وقت سابق للتدخل الأمني، بعد تصاعد التوترات وتهديد السلم الأهلي.

الوضع الإنساني في السويداء يتدهور بسرعة. أكثر من 80 ألف أسرة نزحت خلال الأيام الماضية، مع انقطاع شبه كامل للماء والكهرباء، وخروج المستشفيات عن الخدمة، في حين ناشدت مطرانية بصرى حوران وجبل العرب بفتح ممرات إنسانية عاجلة، مؤكدة أن “300 ألف عائلة تعاني من الحصار، ولا ماء ولا غذاء ولا دواء”.

شاركها.