قالت عضو جمعية أصدقاء الصحة فاطمة النقي إن التوسع في مفاهيم العولمة، خصوصاً في القطاع الصحي، جعل العالم يبدو وكأنه «مسطح» بحسب وصف الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في كتابه الصادر عام 2005، مشيرة إلى أن هذا المفهوم ينعكس اليوم بوضوح على واقع العولمة الصحية.
وأضافت أن هذه العولمة تجلت في انتشار فرص الأطباء للسفر والتدريب والعمل في الخارج، وكذلك من خلال التوسع المتزايد في خدمات السياحة العلاجية، حيث أصبحت بعض المستشفيات تسعى للترويج لخدماتها عبر التعاون مع وكالات السفر والسياحة.
وأوضحت النقي أن من بين أبرز دوافع المرضى للسفر للعلاج خارج البلاد، ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً عند المقارنة بين جودة وتكلفة العلاج محلياً وعالمياً، إلى جانب محاولة تفادي قوائم الانتظار أو الرغبة في الجمع بين العلاج والنقاهة في وجهات سياحية جاذبة. وشددت على أن التوجه نحو العلاج بالخارج ليس دائماً الخيار الأمثل، موضحة أن هناك العديد من العوامل التي تدعم خيار العلاج محلياً، منها التطور الملحوظ في القطاع الصحي الوطني وتنوع التخصصات الطبية فيه، بما يجعله منافساً للمستشفيات العالمية.
وأضافت أن المرضى اليوم يتمتعون بإمكانية الوصول إلى خدمات علاجية عالية الجودة داخل الوطن، دون الحاجة لتحمّل مشقة السفر أو تكاليفه، فضلاً عن وجود جهات رقابية وطنية تعزز الثقة بسلامة وجودة الرعاية الصحية في المؤسسات الحكومية والخاصة.
وأشارت النقي إلى أن اعتماد العديد من المستشفيات المحلية من قِبل جهات دولية يعكس التزامها بمعايير الجودة العالمية، مما يزيد من موثوقيتها أمام المرضى والمجتمع.
ولفتت إلى أن العولمة الصحية لم تقتصر على سفر المرضى، بل أدت أيضاً إلى استقدام الأطباء الزائرين وتشغيل وحدات علاجية بتعاون دولي، مما يسمح للمرضى بتلقي العلاج في محيطهم الأسري والاجتماعي، ويضمن لهم سهولة المتابعة الطبية عند التعرض لأي مضاعفات أو انتكاسات.
وخلصت للقول إن العلاج محلياً يظل الخيار الأفضل عندما تكون كل العوامل الصحية والمالية والاجتماعية في مصلحة المريض، مشددة على أن المفاضلة بين العلاج داخل الوطن أو خارجه يجب أن تستند إلى دراسة واعية، وثقافة صحية، واستشارة المختصين المؤهلين في المجال الطبي.