في الأسابيع التي تلت فوزه الحاسم في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية مدينة نيويورك، جذب زهران ممداني دعم عدد متزايد من المسؤولين المنتخبين والنقابات الكبرى، الذين تبنوا رسائله المنتشرة عبر وسائل التواصل بشأن جعل المدينة أكثر قدرة على تحمل تكاليف المعيشة.

لكن بعض القادة، مثل حكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، أبدوا حذراً أكبر، مشيدين بممداني، لكنهم لا يزالون بحاجة إلى مزيد من الإقناع، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

وبدأ ممداني الجمعة، جولة الإقناع، حيث التقى بجيفريز لمدة ساعة في دائرته الانتخابية بشرق نيويورك في بروكلين، في محاولة للتعارف وبناء علاقة.

ولم يصدر أي إعلان تأييد بعد الاجتماع، لكن كلا الرجلين “تحدثا بإيجابية بعده”.

وقال جاستن تشيرمول، المتحدث باسم جيفريز، إن اللقاء كان “بناءً وصريحاً ودار حول مجتمع نيويورك، مع تركيز خاص على مسألة القدرة على تحمل التكاليف”.

وأوضح أن الجانبين ناقشا قضايا السلامة العامة ومعاداة السامية والتحوّل الديمغرافي (التغير السكاني)، وجهود الديمقراطيين لاستعادة السيطرة على مجلس النواب في العام المقبل، واتفقا على عقد لقاء آخر قريباً مع قادة آخرين، من بينهم أعضاء آخرون في وفد مدينة نيويورك في الكونجرس.

وأصدر جيفري ليرنر، المتحدث باسم حملة ممداني، بياناً مشابهاً، أشار فيه إلى أن الطرفين ناقشا “أزمة تكاليف المعيشة التي يعاني منها سكان نيويورك، وأهمية استعادة الديمقراطيين للأغلبية في مجلس النواب عام 2026”. 

ومن بين كبار الديمقراطيين في نيويورك الذين لم يؤيدوا ممداني بعد، الحاكمة كاثي هوكول، والسيناتور تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ. وقال شومر إنه يعتزم لقاء ممداني، وهو عضو في مجلس الولاية، قريباً.

قلق بشأن عبارة “تدويل الانتفاضة”

وشكلت مواقف ممداني من حرب إسرائيل على غزة عقبة أمام تأييد بعض القادة له. إذ أعرب كل من شومر وجيفريز عن قلقهما من تعليقاته حول عبارة “تدويل الانتفاضة” التي وردت في مقابلة بودكاست خلال الشهر الأخير من الحملة التمهيدية. 

ورغم أن ممداني، المعروف بانتقاده لسياسات إسرائيل، لم يدِن العبارة حين سُئل عنها، فقد قال إنه يعتقد أن “العبارة تعبّر عن رغبة يائسة في تحقيق المساواة والدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني”.

لكن الثلاثاء، وخلال اجتماع مغلق مع قادة في قطاع الأعمال في مانهاتن، صرح ممداني بأنه سيشجع الآخرين على تجنب استخدام هذه العبارة، مشيراً إلى أنه يتفهم سبب الألم الذي تسببه لبعض اليهود في نيويورك. وكرر هذه التصريحات في مقابلة مع قناة NY1 الخميس. 

وقال ممداني (33 عاماً) والمرشح ليكون أول رئيس بلدية مسلم في المدينة، إنه فكر كثيراً في هذه المسألة، واستمع لمخاوف أولئك الذين يشعرون بعدم الأمن.

وأضاف: “ذلك الفارق بين ما يقصده البعض وما يسمعه الآخرون هو مسافة بعيدة للغاية. ولهذا لم أستخدم هذه العبارة من قبل، ولهذا أيضاً لا أشجع على استخدامها”. 

طمأنة السكان اليهود

وكان جيفريز صرح لموقع “بنشبول نيوز” بأن تصريحات ممداني حول هذه العبارة ستكون “جزءاً من نقاشنا”، وأن على المرشح أن “يطمئن” الجالية اليهودية وغيرها بأنه سيقف إلى جانب أمنهم وسلامتهم. 

ويُعرف عن جيفريز دعمه القوي لإسرائيل، ومعارضته لفرض شروط على المساعدات العسكرية الأميركية بناءً على سجل إسرائيل في مجال حقوق الإنسان. وبعد أن شنت إسرائيل ضربات على إيران، دافع جيفريز وشومر عن العلاقة “الراسخة” بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولم يصدر جيفريز تأييداً لأي مرشح خلال الانتخابات التمهيدية هذا العام، وهي الانتخابات التي تفوّق فيها ممداني على مجموعة من المرشحين، من بينهم الحاكم السابق أندرو كومو، الذي حل ثانياً بفارق كبير. وكان جيفريز أيد في انتخابات سابقة المحامية الحقوقية التقدمية مايا ويلي، التي أعلنت دعمها لممداني الشهر الماضي.

وحصل ممداني الجمعة، على تأييد نقابي بارز من اتحاد العاملين في قطاع الصحة “لوكال 1199” التابع لنقابة موظفي الخدمات العامة.

الجدير بالذكر أن الناخبين في حي “إيست نيويورك”، حيث عُقد الاجتماع، صوتوا لصالح كومو في الانتخابات التمهيدية. لكن على بُعد بضعة أحياء، في بيدفورد-ستايفسانت، حصل ممداني على أكثر من 80% من الأصوات في بعض المناطق. 

وقالت سوزان كانج، أستاذة العلوم السياسية في كلية جون جاي للعدالة الجنائية، إن العديد من الناخبين في دائرة جيفريز صوتوا لصالح ممداني، وإن تأييده له قد يصب في مصلحة جيفريز نفسه.

وأضافت: “الحماسة التي تحيط بممداني قد تساعد الديمقراطيين في استعادة مجلس النواب”، مشيرة إلى أن “جيفريز بحاجة إلى استعادة ثقة تلك الفئات التي تفوق فيها زهران،  من الشباب واللاتينيين والآسيويين والأشخاص الذين عادة ما تكون نسبة تصويتهم أقل”. 

شاركها.