اخبار تركيا
في مقال له بصحيفة “يني شفق”، ناقش الكاتب والخبير التركي محمد عاكف صويصال أهمية تعزيز التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي في المجالين الدفاعي والاقتصادي، خاصة في ظل تصاعد التوترات الناتجة عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
يركز صويصال على التحديات التي تواجه ألمانيا في تحديث قوتها العسكرية، مشيرًا إلى نقص الموارد البشرية كعقبة رئيسية، ويؤكد أن الشراكة مع تركيا أصبحت ضرورة استراتيجية لتعزيز الأمن الأوروبي والاقتصادي في مواجهة التحديات العالمية.
وقال: “أعادت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي تصاعدت حدتها، إشعال النقاشات داخل الاتحاد الأوروبي، حيث أصبح من الضروري اتخاذ خطوات حاسمة لتعزيز الدفاع، وهو ما دفع ألمانيا إلى تحقيق تحول تاريخي في سياساتها الأمنية بعد الغزو الروسي في 2022”.
أضاف: “وصف المستشار الألماني أولاف شولتز هذه المرحلة بأنها ‘نقطة تحول’، حيث أنشأت ألمانيا صندوقًا دفاعيًا بقيمة 100 مليار يورو لتحديث جيشها، لكن العقبة الأكبر اليوم ليست التمويل، بل نقص الموارد البشرية، كما أكد وزير المالية ميرتز بأن ‘المشكلة الحقيقية ليست التمويل، بل نقص الأفراد'”.
تابع قائلاً: “ألغت ألمانيا التجنيد الإلزامي في 2011 وانتقلت إلى جيش محترف، لكن الوضع الحالي دفع وزير الدفاع لتقديم حلول هجينة طوعية لتعزيز الوعي العسكري لدى الشباب وتوسيع قاعدة المتطوعين، مع هدف جذب أكثر من 110 ألف متطوع بحلول 2030 لرفع عدد الجنود إلى 260 ألفًا”.
أشار إلى أن المهارات التقنية المطلوبة في الاقتصاد الألماني تجذب الشباب إلى القطاع الخاص بفضل رواتب وشروط معيشية أفضل، مما يجعل مناقشة قانون الخدمة العسكرية الطوعية بحلول 2026 ضرورة، لكن الضغوط تزداد لإعادة التجنيد الإلزامي في حال فشل النموذج الطوعي.
أكد صويصال أن “الشركات الألمانية جذبة معظم الشباب من البلقان، وربما تكون الخطوة التالية هي توظيف المهاجرين في الجيش، بينما يمكن لتسهيلات تشغيل القوى العاملة في أوروبا أن تدعم القوة الدفاعية، لكن هذا لا يكفي دون التعاون مع تركيا.
وأوضح أن الحاجة إلى تركيا تتزايد يومًا بعد يوم، سواء في ألمانيا أو أوروبا عمومًا، فالشراكة المميزة وحرية تنقل العمالة واتخاذ القرارات الجمركية بموافقة تركيا ستوسع السوق المشتركة وتزيد من هامش حركة الاتحاد الأوروبي المحاصر بين الولايات المتحدة والصين.
وذكر أنه عندما تجتمع تدفقات رأس المال التي تحتاجها تركيا مع القوى العاملة الماهرة التي تحتاجها أوروبا، يمكن تشكيل حوض اقتصادي وسياسي منافس للولايات المتحدة والصين، وقوة دفاعية ضد روسيا، وإذا أضفنا محيط تركيا، فإن التأثير المضاعف سيخلق حوضًا متناميًا، لكن القرارات المتخذة بدافع الكبرياء لن تفيد شعوب أوروبا، بل يجب العمل يدًا بيد مع المجتمع التركي في عالم اليوم.