أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، أن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة “خط أحمر، ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف”.
وقال عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية ريم العبلي رادوفان بالقاهرة إنه يأمل التوصل قريباً إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة “حماس”، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف عبد العاطي أن “العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية سافر وغير مقبول وتجاوز كل الحدود”، مشيراً إلى أن قطاع غزة يعاني من “مجاعة وكارثة إنسانية”.
وتطرق وزير الخارجية المصري لقضية اللاجئين والمهاجرين في مصر، قائلاً إن بلاده “تتحمل أعباء غير مسبوقة نتيجة لاستضافة أكثر من 10 ملايين مهاجر”.
الجوع في غزة
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الأحد، إن سكان قطاع غزة لا يجدون طعاماً لإطعام عائلاتهم، مشيرة إلى أن الطريقة الحالية التي تتبعها “مؤسسة غزة الإنسانية” في توزيع الغذاء لم تثبت نجاحاً.
وشددت “الأونروا” على أن إسرائيل لا تزال تمنعها من القيام بعملها في قطاع غزة، داعية إلى رفع الحصار الخانق عن القطاع.
وقالت الوكالة إن الأمم المتحدة، بما فيها “الأونروا”، أثبتت خلال وقف إطلاق النار أنها قادرة على توفير الغذاء بأمان وعلى نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة.
وارتفع عدد الضحايا جراء الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة إلى 18 حالة خلال 24 ساعة، في مؤشر خطير على تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان نتيجة الحصار والعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وأفادت مصادر طبية بأن المستشفيات في غزة تستقبل يومياً مئات الحالات التي تعاني من إجهاد حاد وأعراض خطيرة نتيجة الجوع، تشمل فقدان الذاكرة ونقص الطاقة الحاد، في ظل عجز شبه كامل في الأسرّة والمستلزمات الطبية.
الطواقم الطبية تعمل دون طعام
وأشارت المصادر إلى أن إجمالي الوفيات جراء الجوع بلغ حتى الآن 86 شخصاً، بينهم 76 طفلاً، معظمهم في شمال القطاع، إذ يعاني نحو 17 ألف طفل من سوء تغذية حاد، وما لا يقل عن 800 طفل مصابون بسوء تغذية حاد وخطير يهدد حياتهم.
وأكد مدير مجمع الشفاء الطبي أن الطواقم الطبية تعمل دون طعام منذ أكثر من 24 ساعة، محذراً من تصاعد أعداد الوفيات خلال الساعات المقبلة نتيجة غياب الغذاء والعلاج، وقال: “نحن أمام عملية إبادة جماعية منظمة بالتجويع”.
وتعاني المستشفيات من عجز تام في تلبية الاحتياجات الصحية، في ظل استمرار الاحتلال في منع دخول الغذاء والدواء والوقود، ما يهدد بانهيار النظام الصحي بالكامل وتزايد الوفيات خلال الأيام المقبلة.