محرر الشؤون المحلية

إتاحة الوقت الكافي للحملات لترتيب أمورها الإدارية والفنية

آراء الحجاج أساس جوهري للتقييم وأخذ مقترحات الحملات بالاعتبار

أهمية وعي الحاج بضرورة الالتزام بالاشتراطات الرسمية

فتح باب تقديم الطلبات اعتباراً من 10 يوليو ويُغلق 1 أغسطس

سقف أعلى للطاقة الاستيعابية لكل حملة لا يزيد عن 800 حاج

أكد رئيس اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة الشيخ عدنان القطان أن اللجنة اعتمدت خطة تنظيمية شاملة تهدف إلى ضمان جاهزية بعثة مملكة البحرين لموسم حج 1447هـ، بما يتماشى مع رؤى وتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء.

وأشار القطان، في حوار مع «الوطن»، إلى أن الخطة تتضمن محاور مترابطة تشمل التنسيق مع الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية، وإجراءات تنظيمية جديدة للحملات، وتهيئة شاملة للحجاج، مؤكداً أن اللجنة أصدرت تعليمات محدثة لحملات الحج البحرينية بهدف تعزيز جودة الخدمات وتحقيق راحة الحجاج، استناداً إلى تقييمات موسمية وآراء الحجاج وملاحظاتهم، وإلى نص الحوار:

ما أبرز مراحل الخطة التنظيمية لبعثة مملكة البحرين استعداداً لموسم حج 1447هـ؟

تعتمد اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة في مملكة البحرين خطة تنظيمية شاملة تقوم على مراحل مترابطة ومدروسة، تهدف إلى ضمان الجاهزية الكاملة لموسم الحج بما يتماشى مع رؤى وتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث تولي المملكة اهتماماً بالغاً برعاية الحجاج البحرينيين والمقيمين وضمان توفير أقصى درجات التيسير والراحة لهم أثناء أداء مناسك الحج.

وقد بدأت اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة في مملكة البحرين استعداداتها للموسم القادم فور استلامها وثيقة الترتيبات والتعليمات الأولية من وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية الشقيقة في شهر يونيو من هذا العام، والتي تُعد بمثابة المرجعية الأساسية التي تُبنى عليها كافة الخطط والتجهيزات التنظيمية والإدارية، وتشمل التوجيهات والمتطلبات الفنية التي يتوجب تطبيقها ضمن الجدول الزمني المعد مسبقاً.

وتنقسم مراحل الخطة إلى ثلاثة محاور رئيسة: أولها يركّز على التنسيق المباشر والمستمر مع الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، لضمان تنفيذ كل ما يرد في وثيقة الترتيبات وفقاً للآجال الزمنية والمعايير المعتمدة. ويشمل ذلك الاجتماعات المجدولة والمشاركة الفاعلة في المعرض والمؤتمر السنوي للحج وتنظيم التعاقدات، وإجراءات التسجيل والتصاريح الرسمية عبر المسار الإلكتروني.

أما المحور الثاني، فيتناول شؤون الحملات، بدءاً من فتح باب استقبال طلبات الحملات الراغبة في التسيير، وتقييم مدى استيفائها للاشتراطات التنظيمية، مروراً باعتماد باقات الخدمات التي تقدمها للحجاج، وانتهاءً بتمكينها من التسويق والإعلان عنها في إطار ضوابط ومعايير محددة مسبقاً تضمن الشفافية وتكافؤ الفرص. كما يشمل هذا المحور بعد ذلك متابعة التعاقدات الرسمية مع الجهات المقدمة للخدمة داخل الأراضي المقدسة، وفق اشتراطات وزارة الحج والعمرة.

والمحور الثالث يُركّز على الحجاج أنفسهم، من مواطنين ومقيمين، من خلال توفير البيئة المناسبة لتسجيلهم وإعدادهم المسبق عبر المنصة الرسمية، وتقديم التوعية اللازمة لهم فيما يخص المتطلبات، والضوابط الشرعية والتنظيمية، لضمان خوضهم تجربة إيمانية مريحة وآمنة.

ما أبرز الإجراءات المستحدثة في تعليمات اللجنة العليا للحملات الراغبة بالتسيير لموسم حج 1447هـ؟

في إطار جهودها الرامية إلى مواصلة تطوير منظومة الحج والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة، أصدرت اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة حزمة تعليمات جديدة لحملات الحج البحرينية الراغبة في التسيير خلال موسم حج 1447هـ، تضمنت مجموعة من الإجراءات التنظيمية المستحدثة، التي تهدف إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحقيق العدالة التنظيمية، بما ينعكس إيجابياً على تجربة الحاج البحريني والمقيم.

من أبرز هذه الإجراءات: تحديث آلية تسجيل الحجاج عبر المنصة الموحدة، والتي ستتم وفق مراحل واضحة وجدول زمني محدد، مع إتاحة الوقت الكافي للحملات لترتيب أمورها الإدارية والفنية.

كما قررت اللجنة اعتماد سقف أعلى للطاقة الاستيعابية لكل حملة، يُحدد بناءً على طلبها ووفقاً لتقييمها الذاتي لقدراتها التنظيمية والخدمية وبما لا يزيد في جميع الأحوال عن 800 حاج، وذلك من أجل ضمان تقديم خدمة متكاملة تتسم بالجودة والاستقرار.

وتأتي هذه التحديثات استناداً إلى تقييم شامل لموسم حج العام الماضي، حيث وقفت البعثة على أداء الحملات ميدانياً، واستخلصت ملاحظات الحجاج من خلال اللجان المختصة، فتم تضمين هذه الملاحظات في صورة تطويرات هيكلية تمس صلب عمل الحملات، من حيث إجراءات التسيير، واعتماد الباقات، وآلية التعاقد مع مزودي الخدمة.

إن التقييمات المستندة لآراء الحجاج تُمثل لنا أساساً جوهرياً في عملية التقييم، فجميع مبادرات وأعمال التطوير تتحمور حول الحاج نفسه، بما يسهم في توفير خدمات أكثر تكاملاً، بهدف تهيئة أفضل الظروف للحجاج، في جميع المراحل، والتي تبدأ مع التسجيل للحج واختيار الحملة حسب رغبتهم في ظل تعزيز الشفافية والتنافسية.

كما حرصت اللجنة على الأخذ بعين الاعتبار المقترحات التي تقدمت بها الحملات خلال الموسم الماضي، وعملت على تعديل عدد من الإجراءات بما يحقق مزيداً من التسهيل والانسيابية في العمل، ويمنح الحملات وضوحاً أكبر في مراحل التجهيز والتسويق، بما يتماشى مع المعايير المعتمدة في المسار الإلكتروني السعودي.

ويُذكر أن اللجنة قد فتحت باب تقديم الطلبات اعتباراً من 10 يوليو 2025، وسيُغلق في 1 أغسطس، وقد بادرت العديد من الحملات بتقديم طلباتها، وفق الاشتراطات المحددة، وأودعت الضمان المالي المطلوب بما يعكس حرصها واستعدادها المبكر للموسم القادم.

أشرتم فضيلتكم إلى تجاوب الحملات واستعداداتها المبكرة، كيف تقيّمون تلك الاستعدادات وتعاون الحملات مع اللجنة العليا؟

تشكل حملات الحج أحد الأعمدة الأساسية في نجاح منظومة الحج الوطنية، إذ تعتبر شريكاً فاعلاً في تنفيذ الخطط الميدانية وتقديم الخدمات المباشرة للحجاج.

من هذا المنطلق، تحرص اللجنة العليا على تعزيز قنوات التواصل الدائم والمفتوح مع الحملات، وتولي أهمية كبرى لمشاركتهم في مختلف المراحل التحضيرية، بما يضمن انسجام العمل وتكامله بين مختلف الأطراف.

وقد أبدت الحملات استعداداً جاداً منذ اللحظات الأولى لفتح باب تقديم طلبات التسيير، حيث تفاعلت بسرعة مع التعليمات الصادرة، وأظهرت التزاماً بتنفيذ ما ورد في وثيقة الترتيبات والتعليمات التوضيحية التي أعدّتها اللجنة، والتي شملت شرحاً وافياً للمسارات التنظيمية والفنية، ومتطلبات الباقات، وضوابط التعاقد مع الحجاج والشركات المقدمة للخدمات، بما في ذلك خطوات استخدام المنصة الإلكترونية الوطنية والمسار السعودي.

ويُظهر هذا التعاون بين اللجنة والحملات دلالة واضحة على وعي جميع الأطراف بأهمية الاستعداد المبكر، والتزامهم بتحقيق أعلى معايير التنظيم والجودة، بما يصبّ في النهاية في مصلحة الحاج، ويحقق الطمأنينة والراحة له خلال أداء نسكه.

وما هو دور الراغبين بالحج في هذه المرحلة المبكرة؟

في هذه المرحلة الأولى من الاستعدادات، تقع على عاتق الراغبين في أداء الحج مسؤولية كبيرة تتمثل في الاستعداد الروحي والعملي المبكر، إذ إن الاستعداد يشمل الجانب التنظيمي إلى جانب التهيؤ القلبي والتخطيط الشخصي السليم لأداء هذه الفريضة الجليلة، التي شرّف الله بها عباده، وجعلها أحد أركان الإسلام.

ويُعد اطلاع الحاج على التفاصيل والإجراءات التنظيمية منذ الآن أمراً بالغ الأهمية، حيث سيفتح باب التسجيل للراغبين بالحج بتاريخ 3 سبتمبر 2025، ما يمنحهم فرصة كافية لفهم المتطلبات، والاستعداد لخطوات التسجيل، واختيار الحملة المناسبة وفقاً لباقات الخدمات المعلنة وتكلفتها.

كما تؤكد اللجنة أهمية وعي الحاج بضرورة الالتزام بالاشتراطات الرسمية، والحذر من التعامل مع حملات غير مرخصة أو محاولات الحج الفردي دون تصريح، لما يترتب على ذلك من تبعات قانونية وتنظيمية قد تُعرّض الحاج للمساءلة.

ونهيب بكافة الراغبين بالحج إلى المبادرة بالتخطيط المبكر، واستحضار النية الصادقة، والتفكر في عظمة هذه الشعيرة، امتثالاً لقوله تعالى: «وأتموا الحج والعمرة لله». فهذه النية الصادقة مقرونةً بالوعي والاستعداد والتنظيم، تمهّد الطريق نحو حج مبرور وسعي مشكور، وتجعل من رحلة الإيمان تجربة روحانية سامية وميسّرة.

شاركها.