إقبال واسع على مشروع “قوارب دربات بارك”

“استراحة ريف دربات” تجربة فريدة للتعرف على الهوية الريفية العمانية

“أكواخ دربات” يقدم خدمات الضيافة وسط الطبيعة الخلابة

 

طاقة العُمانية

يشهد وادي دربات بمحافظة ظفار خلال موسم الخريف نشاطًا شبابيًّا متناميًا، يتمثل في سلسلة من المشروعات والمبادرات العُمانية التي تعكس روح الابتكار وريادة الأعمال لدى الشباب، في بيئة تزخر بالجمال الطبيعي وتستقطب الزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

وتتنوّع هذه المشروعات بين الأنشطة الترفيهية، والقوارب المائية، والمطاعم، والأكشاك المتنقلة، والمنتجات الحرفية واليدوية، إضافة إلى مبادرات بيئية وتوعوية تسعى للحفاظ على نظافة وجمالية الوادي، ما يعكس نجاحها في تلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز التجربة السياحية.

وتحظى هذه المبادرات بدعم مباشر من الجهات الحكومية المعنية، في إطار جهود تمكين الشباب العُماني من استثمار المقومات السياحية لموسم الخريف، لا سيما في المناطق ذات الجذب الكبير مثل وادي دربات، الذي أصبح وجهة رئيسة لاستقطاب المشروعات الريادية التي ترفد التنمية المحلية المستدامة.

كما أسهمت المقومات الطبيعية التي يتميز بها وادي دربات خلال موسم الخريف في تعزيز فرص ريادة الأعمال، من خلال توفير بيئة محفّزة لعرض المنتجات وتنمية المهارات الريادية، وجذب السياح وتوسيع الحراك الاقتصادي المحلي.

وفي هذا السياق، تحدّث عددٌ من أصحاب المشروعات الشبابية عن تجاربهم في وادي دربات، وما قدموه من أفكار ومبادرات تُسهم في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية خلال موسم خريف ظفار 2025.

وقال محمد بن محسن المعمري، صاحب مشروع “قوارب دربات بارك”: إنّ المشروع انطلق رسميًا عام 2008 بعد بداية متواضعة في عام سابق، حين كان الوادي يعاني من قلة الزوار وضعف في الخدمات، مضيفًا إن المشروع بدأ بثلاثة قوارب فقط، وطاقم من أربعة موظفين، وتطور تدريجيًّا ليضم اليوم أكثر من 85 قاربًا، مع طاقم عمل يشمل 33 موظفًا عمانيًّا و15 وافدًا.

ووضّح أن التحسينات شملت البنية الأساسية ومرافق الضيافة، بما في ذلك إنشاء مقهى بطابع عصري، مؤكدًا أن الإقبال الكبير دفعهم إلى التوسع لتلبية الطلب وتقليل أوقات الانتظار، ما ساهم في تنشيط الحركة السياحية بالوادي.

من جانبه، بيَّن سالم بن محمد المعشني صاحب مشروع “استراحة ريف دربات”، أن فكرته تقوم على تجسيد الهوية الريفية العُمانية في موقع مميز عند مدخل الوادي، مبينًا أن الاستراحة توفّر تجربة إقامة ريفية أصيلة باستخدام مواد طبيعية كالخشب والطين، وتقدّم منتجات محلية متنوعة مثل السمن والعسل والفخاريات.

وأشار إلى أن الإقبال المتزايد على الاستراحة دفعه للتخطيط لتوسعة المشروع مستقبلًا، مؤكدًا أن هذه المشروعات التراثية تسهم في تنشيط السياحة المجتمعية وتعزيز مصادر دخل الأسر المنتجة والحرفيين المحليين.

بدوره، قال سعيد بن محاد المعشني، صاحب مشروع “أكواخ دربات”: إن مشروعه بدأ قبل أربع سنوات بثلاثة أكواخ، وتوسّع ليشمل تسعة أكواخ بنموذجين مختلفين، موضحًا أن المشروع يقدّم خدمات الضيافة وسط بيئة طبيعية خلّابة، مع توفير إمكانية الحجز المسبق واستقبال الزوار من داخل سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون.

وأضاف إن المشروع يعمل به عدد من الشباب العُمانيين، مشيرًا إلى أن تحديات المشروع تتمثل في محدودية الموسم السياحي، والازدحام، وقلة مواقف المركبات، معربًا عن أمله في توفير حلول دائمة تُمكّن من استدامة هذه المشروعات طوال العام.

وفي مجال أنشطة المغامرات، تحدث المهندس عبدالحكيم بن عامر المعشني، أحد مؤسسي شركة ظفار للسياحة والاستثمار، عن مشروع “السلك الانزلاقي” الذي انطلق في وادي دربات عام 2022 بطول 120 مترًا، مضيفًا إن المشروع شهد تطويرًا متسارعًا ليشمل خطوطًا مزدوجة ذهابًا وإيابًا وموقعين للتجربة، ويوفر قرابة 60 فرصة عمل مؤقتة للشباب العُماني.

وذكر أن خطة هذا العام تتضمن إنشاء سلك انزلاقي رئيس يضم 4 خطوط للذهاب و4 للعودة، ما سيمكن من توظيف نحو 140 باحثًا عن عمل، مؤكدًا أن المشروع يهدف إلى تطوير سياحة المغامرات وتدريب الكوادر العُمانية لتكون الأساس في التشغيل والإدارة.

وفي قطاع الأغذية والمشروبات، أشار محمد بن خالد جعبوب، صاحب مشروع “كافيه فوج لندن”، إلى أن فكرته جاءت من حبّ الطبيعة ورغبته في تقديم تجربة تجمع بين الذوق العصري والطبيعة الخلابة، إذ يقع مشروعه في مكان مطلّ على وادي دربات، ويقدّم قائمة من المشروبات والحلويات والمأكولات الخفيفة وسط تصميم أنيق يوفّر جلسات داخلية وخارجية.

وأكد جعبوب أن المشروع حظي بإقبال واسع من الزوار الباحثين عن أجواء هادئة وسط الضباب والخُضرة، وهو ما يعكس جاهزية وادي دربات لاحتضان مشروعات نوعية تعزّز تجربة السائح وتثريها.

يشار إلى أن ازدهار المشروعات الشبابية العُمانية في وادي دربات خلال موسم خريف ظفار يعكس وعيًا متناميًا بأهمية الاستثمار المحلي في السياحة البيئية والمجتمعية، ويؤكد الدور الحيوي الذي يضطلع به الشباب العُماني في تنشيط الاقتصاد السياحي من خلال أفكار نوعية ومبادرات تنموية تعزز الهوية والثقافة المحلية.

شاركها.