حسناء جوخدار اخبار تركيا
تعتبر زانثوس العاصمة القديمة لليكيا تحفة أثرية نادرة، تجمع بين عراقة التاريخ وجمال الطبيعة، وتقع في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا. بُنيت قبل آلاف السنين على ضفاف نهر إيشين، وما زالت آثارها الشامخة تحكي قصص الأبطال مثل ساربيدون، الذي ألهم الأمير هيكتور في حرب طروادة. أما ليتون المجاورة، فهي عالم آخر من السحر الديني، حيث تنتصب معابد ليتو وأبولو وأرتميس كشواهد على عبقرية العمارة القديمة.
من مسرح زانثوس المهيب إلى المعابد الغارقة في ليتون، يقدم هذا الموقع الثنائي لوحة فنية نادرة تجمع بين التاريخ والأساطير. فبين أحجارها المنقوشة بأطول النصوص الليكية، ومبانيها التي تروي حكايات العصور الهلنستية والرومانية، يصبح الزائر وكأنه يعبر بوابة الزمن إلى عالم من العظمة والقدسية. ليس غريباً أن يحتفي العالم بهذا الكنز الثقافي الفريد، الذي أدرجته اليونسكو عام 1988 كتحفة إنسانية خالدة.
تعود جذور زانثوس إلى عام 3000 قبل الميلاد، حيث كانت عاصمة ليكيا وأكبر مركز إداري فيها خلال العصر القديم. أما ليتون، التي أُدرجت مع زانثوس في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1988، فقد كانت واحدة من أهم المراكز الدينية في تلك الفترة. تُعد زانثوس وليتون من العناصر البارزة في التراث العالمي نظراً لقيمتهما الأثرية الفريدة. تفصل بين الموقعين مسافة 4 كيلومترات تقريباً، ويحتويان على نقوش حجرية تحمل أطول النصوص وأكثرها أهمية بلغة الليكيين.
تقع زانثوس، المدينة التي عاش فيها ساربيدون البطل الذي ألهم الأمير هيكتور بقصيدته خلال حرب طروادة، على بعد 46 كم من مدينة فتحية، بالقرب من بلدة كينيك عند الحدود بين محافظتي موغلا وأنطاليا، حيث يفصل بينهما نهر إيشين. يشكل “ديبيلون”، الذي بُني بين عامي 68 و70 ميلادي من أحجار مقطوعة بتقنية البوليغونال، المدخل الجنوبي للمدينة.
أما مسرح زانثوس، الذي يتسع لـ2200 متفرج، فقد بُني في العصر الهلنستي ثم جُدد في العصر الروماني. يتميز المسرح بمداخله المقوسة، وأوركستره نصف الدائرية، ومبنى المسرح الذي يتكامل مع الـ”ثياترون”، وهي سمات تعكس الطراز الروماني. وفي شمال المسرح يقع الساحة الرومانية (الأغورا)، المحاطة بأروقة من الجهات الأربع.
أما موقع ليتون المقدس، الذي اكتُشف عام 1840، فيضم مسرحاً يتسع لـ36 صفاً من المقاعد، وبازيليكا، ونقوشاً، وثلاثة معابد، ورواقاً دائرياً اً بمبنى عبادة الإمبراطور، بالإضافة إلى رواق على شكل حرف L. تم تكريم الإلهة ليتو وطفليها التوأمين أبولو وأرتميس بمعابد مخصصة لكل منهم. أكبرها هو معبد ليتو الواقع في الغرب، والذي بُني على الطراز “البريبتيروس” بأبعاد 30.25 متراً × 15.75 متراً.
وفي الشرق يقع معبد أبولو ذو الطراز الدوري، بأبعاد 27.90 متراً × 15.07 متراً. يجذب معبد أبولو الانتباه بأسسه الخشبية التي تشبه المنازل المصورة في مقابر الليكيين.
أما معبد أرتميس، الأصغر حجماً والواقع بين المعبدين، فيبلغ حجمه 18.20 متراً × 8.70 متراً. بسبب ارتفاع منسوب المياه منذ العصور القديمة، أصبحت الأجزاء السفلية من هذه المباني مغمورة بالمياه اليوم.
تاريخ الإدراج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي: 1988
الرقم في القائمة: 484
الموقع: منطقة البحر المتوسط، أنطاليا موغلا
الفئة: ثقافي