سيد حسين القصاب

كشف الرئيس التنفيذي لمجموعة أوريجين ورئيس مجلس إدارة جمعية جودة الحياة المهنية د. أحمد البناء أن أعمال مؤتمر جودة الحياة الوظيفية ستشهد بنسختها الحالية طرح 10 تجارب نوعية من القطاعين العام والخاص، من بينها تجارب لمؤسسات حكومية.

وانطلقت أمس أعمال مؤتمر جودة الحياة الوظيفية في نسخته العاشرة في العاصمة المنامة، بتنظيم من مجموعة أوريجين وجمعية جودة الحياة المهنية، وسط حضور نوعي لافت من كبار المسؤولين، والخبراء، والمهتمين بقطاع الموارد البشرية والتنمية المؤسسية من داخل البحرين وخارجها.

وحضر حفل الافتتاح رئيس مجلس الشورى علي الصالح، إلى جانب عدد كبير من القيادات التنفيذية، والشخصيات العامة، وممثلي المؤسسات الحكومية والخاصة، وجمع من المختصين من دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول العربية.

ويُعد هذا المؤتمر إحدى المبادرات الإقليمية البارزة في تعزيز مفهوم جودة الحياة في بيئة العمل، وإبراز أهميتها في دعم الاستقرار المؤسسي، وزيادة الإنتاجية، وتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، ولذلك جاء عنوان المؤتمر لهذا العام «نحو بيئة عمل أكثر توازناً واستدامة»

وافتتح رئيس المؤتمر الرئيس التنفيذي لمجموعة أوريجين ورئيس مجلس إدارة جمعية جودة الحياة المهنية د. أحمد البناء، أعمال المؤتمر بتسليط الضوء على التحولات العالمية في مفهوم جودة الحياة الوظيفية، مؤكدًا أن هذا المفهوم لم يعد خيارًا ثانويًا، بل تحول إلى ضرورة استراتيجية في بيئات العمل الحديثة.

وركز البناء على الأبعاد العملية في كل نسخة من المؤتمر، مشيراً إلى أن الدورة الحالية تشهد طرح عشر تجارب نوعية من القطاعين العام والخاص، من بينها تجارب لمؤسسات حكومية تشارك لأول مرة، كمجلس الشورى في البحرين، ووزارة النقل والمواصلات والاتصالات في سلطنة عمان.

كما شدد على أهمية تبني سياسات تحفّز الموظف ليكون سعيداً في بيئة عمله، معتبراً أن الإنتاجية لا ترتبط بعدد ساعات العمل بقدر ما تعتمد على الشغف وحب ما يقوم به الموظف.

وسلط الضوء كذلك على أهمية التثقيف المؤسسي في هذا المجال، من خلال تنظيم ورش موجهة للجمهور والمؤسسات، تُمكنهم من تبني ممارسات بسيطة وفعالة لتحقيق جودة الحياة دون الحاجة إلى ميزانيات مرتفعة، مضيفاً أن الجمعية تعمل حالياً على تطوير معايير واضحة يمكن اعتمادها كمرجعية في هذا الجانب.

وعلى صعيد الأرقام، كشف البناء عن أن 60% من الموظفين حول العالم ما يعادل أكثر من 3 مليارات شخص يفتقرون إلى التوازن بين العمل والحياة، مما ينعكس سلباً على علاقاتهم الأسرية وصحتهم النفسية، ويؤثر بالتالي على إنتاجيتهم.

وأشار إلى أن 44% من الموظفين يعانون الإجهاد الوظيفي، فيما أظهرت الإحصاءات الخليجية أن 57% من العاملين يبحثون عن مؤسسات توفر بيئة عمل ذات جودة حياة عالية.

وأكد أن المؤتمر يهدف إلى الوقوف على هذه المؤشرات ومناقشتها لإيجاد حلول تقلل من هذه النسب في المنطقة.ومن جانبه، شدد نائب رئيس جمعية جودة الحياة الوظيفية د. محمد الفراجي على أن جودة الحياة أصبحت من أولويات المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص، لما لها من دور مباشر في رفع كفاءة الأداء وتعزيز بيئة العمل الجاذبة للكفاءات.

وأشار إلى أن المؤتمر العاشر يُعزز ربط المفاهيم العالمية للبيئة المؤسسية بخصوصية بيئات العمل الخليجية، ويهدف إلى توحيد الرؤية حول جودة الحياة لتصبح مرجعاً معتمداً يسهم في تحسين بيئة العمل لدى المؤسسات الطامحة للتميّز، لافتاً إلى أن العامل يمضي وقتاً كبيراً من يومه في مقر عمله، ما يستدعي توفير بيئة مهنية متكاملة.وركّز الفراجي على ضرورة أن تُبنى برامج جودة الحياة على أسس مؤسسية، مع مراعاة احتياجات جميع الموظفين بمختلف فئاتهم، مثل توفير مرافق ملائمة وخدمات مساندة داخل بيئة العمل. كما نوه بأن المؤتمر يعرض نماذج ناجحة لمؤسسات بدأت بالفعل في هذا المسار، ويستعرض النتائج التي حققتها بعد تطبيق هذه البرامج. وأكد أن مسؤولية توفير بيئة مستقرة وجاذبة تبدأ من رأس المؤسسة، وتنسحب إلى كافة المستويات الإدارية.

وتخلل حفل الافتتاح عرض متميز للسيدة رؤى باموسي، ممثلة وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، التي استعرضت تجربة الوزارة باعتبارها المؤسسة الوحيدة في العالم التي تحمل هذا الاسم، وتضطلع بمسؤولية إدارة الحشود الأكبر سنوياً في العالم.

وركّزت باموسي على أهمية الإعداد النفسي والتأهيل المهني لأكثر من 1600 موظف وموظفة يعملون في الوزارة، مؤكدة أن نجاح الوزارة في أداء مهامها يعتمد بدرجة كبيرة على تهيئة بيئة عمل متوازنة وإنسانية تتناسب مع طبيعة التحديات الاستثنائية التي تواجه العاملين في أثناء مواسم الحج والعمرة.

وشهد الحفل كذلك تكريم ثماني مؤسسات رائدة تميزت بجهودها الاستثنائية في دعم جودة الحياة الوظيفية، وتم اختيارها بناءً على مبادرات نوعية وبرامج تنموية فاعلة.

شاركها.