خالد بن خميس بن جمعة المويتي
تنتشر بفضل الله المعالم الأثرية والسياحية في محافظة ظفار بكثرة، حيث تتنوع بين المعالم الأثرية والطبيعية والحديثة، مما يجعلها مقصدًا مميزًا للسياح من داخل السلطنة وخارجها على مدار العام، وخاصة في فصل الصيف وخريف صلالة ذي البشاير؛ إذ تتميز المحافظة بجوها المعتدل ومناظرها الخلابة التي تجذب الزوار الباحثين عن تجربة سياحية فريدة ومتنوعة.
وتضم محافظة ظفار العديد من المواقع التي تحكي تاريخًا عريقًا وتراثًا غنيًا، بالإضافة إلى شواطئها الساحرة، وجبالها التي تمثل تحديًا لمحبي المغامرات.
ومن المهم هنا الإشارة إلى أن بعض السياح يتنقلون بين هذه المعالم بشكل عشوائي بناءً على توصيات غير منظمة، أو معلومات متفرقة، مما يؤدي إلى إهدار الوقت والجهد بسبب زيارة معالم متباعدة في اتجاهات مختلفة، دون تخطيط مسبق وذلك يحد من الاستمتاع الكامل بتجربة الزيارة.
هذا الأمر ينعكس سلبًا على جودة الرحلة، ويجعل بعض الزوار يشعرون بالإرهاق وعدم الرضا؛ إذ يفقدون فرصة الاستفادة القصوى من جمال، وتنوع المحافظة.
لذا، أقترح إصدار نشرات منظمة من جهات الاختصاص، تُوزع في الفنادق والمساكن المؤجرة للسياح، تحتوي على قائمة مرتبة للمعالم السياحية بحسب المسافة من قلب مدينة صلالة، مع تصنيفها إلى آثار طبيعة ومعالم حديثة مع إضافة معلومات تفصيلية عن كل معلم، مثل أوقات الزيارة والخدمات المتوفرة وأفضل الأوقات لزيارتها.
إن هذا سيمكن السائح من التخطيط لزيارة عدة معالم في يوم واحد بكفاءة، مما يوفر عليه الوقت والجهد ويزيد من فرص الاستمتاع بكل موقع بشكل أفضل، كما يمكن تضمين خرائط إرشادية، تساعد في التنقل بسهولة بين المواقع المختلفة.
كما ينبغي أن تقوم بلدية ظفار بتنظيم أفضل لمهرجان خريف صلالة، وتوفير هذه المعلومات بشكل واضح للسياح؛ ليتمكنوا من نقلها للآخرين، مما يعزز من جاذبية المحافظة سياحيًا، ويزيد من عدد الزوار الذين يحرصون على حضور الفعاليات المتنوعة التي يعرضها المهرجان. ويُفضل كذلك توسيع نطاق الفعاليات؛ لتشمل ورش عمل، وأنشطة تعليمية، وتثقيفية للسياح، تعكس التراث، والثقافة العمانية الأصيلة، إضافة إلى تقديم عروض منتقاة بعناية تعبر عن الهوية المحلية، مما يخلق تجربة شاملة، تثري معرفة الزائرين، وتزيد من تعلقهم بالمكان.
وينبغي أن تتضمن هذه النشرات أرقام الطوارئ للتواصل في حال حدوث أي طارئ على الطرق، أو للاستفسارات، بالإضافة إلى توفير روابط إلكترونية؛ للإبلاغ، أو طلب المساعدة، مع التأكيد على ضرورة تحديث هذه المعلومات بشكل دوري؛ لضمان دقتها، وفاعليتها في الحالات الطارئة.
كما يمكن تضمين نصائح السلامة العامة، وإرشادات الوقاية من المخاطر المحتملة في أثناء التنقل، أو المكث في الهواء الطلق؛ لتعزيز الوعي بين السياح، وحمايتهم.
وأشيد بوجود الأعلام الحمراء على الشواطئ في المحافظة، التي تحدد مدى أمان ونقطة اقتراب السياح من الشاطئ، وأرى أنه من الضروري تمديد هذه الإشارات إلى الأماكن الجبلية، والمعالم الطبيعية، مثل العيون التي تحتوي على برك عميقة؛ بهدف حماية حياة السياح من الحوادث المحتملة، مع توفير تعليمات توعوية، واضحة حول السلامة في هذه المناطق، إضافة إلى نشر حملات توعية دورية، باستخدام وسائل الإعلام المحلية، ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لتوعية الجميع بأهمية الالتزام بإرشادات السلامة.
كما أوصي بوضع ملصقات، أو لافتات داخل سيارات الأجرة، أو تلك التي تتبع شركات السياحة، تُبين اسم السائق، ورقم هاتفه، وبيانات الشركة المُشغلة؛ ليتمكن السائح من الاحتفاظ بحقوقه، والتواصل عند فقدان أي أغراض، أو مواجهة أي مشكلة في أثناء الرحلة؛ مما يعزز من ثقة السائح في وسائل النقل المحلية، ويحفز على استخدام خدمات أكثر أمانًا، وموثوقية.
كما يمكن تطوير تطبيقات إلكترونية خاصة بخدمات النقل توفر معلومات عن السائقين، والمسارات، وأسعار الرحلات؛ مما يسهل عملية الحجز، ويزيد من الشفافية.
وأود أيضًا هنا التنويه إلى أهمية تعزيز مراقبة محتويات الشحنات المرسلة بين محافظتي مسقط وظفار، حتى لا يساء استخدامها في نقل مواد محظورة مما يشكل خطرًا أمنيًا على المجتمع؛ لذا، أرجو من الجهات الأمنية المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من نقل المواد المحظورة، أو التي تخضع للرقابة بين الولايات؛ حفاظًا على السلامة العامة، وأمن المجتمع، مع تشديد الرقابة على نقاط التفتيش، وتفعيل التعاون بين مختلف الجهات المعنية؛ لضمان تنفيذ هذه الإجراءات بصرامة، وفعالية.
كما يُفضل استخدام تقنيات حديثة لفحص الشحنات، وتعزيز التدريب للعاملين في نقاط التفتيش لرفع كفاءتهم في الكشف عن أي مخالفات؛ مما قد يسهم في تعزيز الأمن، والاستقرار في المحافظة.