كشف هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، أن والده تناول عقار “الأمبين” المخصص لعلاج اضطرابات النوم قبل مناظرته الحاسمة أمام الرئيس دونالد ترمب في يونيو 2024، وهو ما أدى إلى أدائه الكارثي الذي غيّر مسار الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وفي مقابلة مثيرة للجدل، بثت مساء الإثنين (بالتوقيت المحلي)، على قناة “Channel 5” عبر يوتيوب، قال هانتر بايدن عن والده: “سأخبركم ماذا حدث، أنا أعرف بالضبط ما حدث في تلك المناظرة.. لقد حلق (جو بايدن) في رحلات طيران حول العالم وهو يبلغ من العمر 81 عاماً.. كان مرهقاً للغاية، وأعطوه (الأطباء) الأمبين كي يتمكن من النوم”.
وأضاف أن والده بدا على المسرح وكأنه “غزال مصدوم أمام الأضواء”، في إشارة إلى حالة التشتت والارتباك التي ظهر بها بايدن خلال المناظرة.
ويستخدم عقار الأمبين لعلاج اضطرابات النوم على المدى القصير، ولم يرد مكتب جو بايدن بعد على طلب للتعليق.
ورغم أن بايدن أرجع أداءه الضعيف في تلك المناظرة، التي أدت إلى تنحيه عن الترشح لولاية رئاسية جديدة، إلى إصابته بنزلة برد، إلا أن هانتر أصر على أن السفر المكثف وتناول المنوم كانا السبب الحقيقي وراء انهيار والده أمام ترمب.
اللافت أن عقار “الأمبين” لم يُذكر في أي من السجلات الطبية الرسمية التي صدرت عن البيت الأبيض أو الطبيب الخاص لبايدن، ما أثار تساؤلات حول الشفافية في الإفصاح عن الحالة الصحية للرئيس آنذاك.
مناظرة تغير مسار الانتخابات الأميركية
وجرت المناظرة بين بايدن وترمب في 27 يونيو 2024، ووصفتها وسائل إعلام أميركية بأنها “الأسوأ في تاريخ المناظرات الرئاسية الحديثة”، حيث تعثر بايدن في إكمال أفكاره، وخلط بين المصطلحات، وظهر عليه الإرهاق الشديد.
وبعد أقل من شهر، وتحديداً في 21 يوليو، أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، تاركاً الساحة لنائبته كامالا هاريس، التي خسرت لاحقاً أمام ترمب في انتخابات نوفمبر.
خيبة أمل في الحزب الديمقراطي
في المقابلة ذاتها، عبّر هانتر بايدن عن استيائه من قيادات الحزب الديمقراطي الذين تخلوا عن والده بعد المناظرة، مشيراً إلى أن “الحزب انهار أخلاقياً عندما تخلى عن قائده في لحظة ضعف”.
كما هاجم شخصيات بارزة مثل جورج كلوني، وجيمس كارفيل، وديفيد أكسلرود، الذين دعوا بايدن إلى التنحي، واصفاً إياهم بـ”الخونة”.
وأظهرت استطلاعات الرأي بعد المناظرة أن نسبة كبيرة من الأميركيين شككت في قدرة بايدن على إكمال ولاية ثانية، خاصة في ظل تكرار الهفوات اللفظية وتراجع الأداء الذهني.
وفي كتاب صدر لاحقاً بعنوان “2024: كيف استعاد ترمب البيت الأبيض وخسر الديمقراطيون أميركا”، كشف مساعدو بايدن أن فريقه كان يعلم مسبقاً أن المناظرة ستكون “محفوفة بالمخاطر”، لكنهم لم يتوقعوا هذا الانهيار الكامل.