اخبار تركيا
تقع في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، ومحيطها، إلى جانب ولايات مثل مرسين وهاتاي وأضنة، مجموعة استثنائية من المواقع التاريخية المدرجة على قوائم التراث العالمي لدى اليونسكو.
من مسجد أشرف أوغلو في بَيْ شهير، الذي يجمع بين العمارة الأناضولية التقليدية وتقنيات مبتكرة مثل حفرة الثلج، إلى قلعة معمورة الخلابة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وكنيسة القديس بيتر في أنطاكية، مهد المسيحية المبكرة، تقدم هذه المواقع رحلة ساحرة عبر طبقات التاريخ، من الحضارات الرومانية والبيزنطية إلى العصر السلجوقي والعثماني.
تكتمل هذه التجربة بتعدد ثقافي مدهش، حيث تبرز مدينة هاتاي كمركز لفن الطبخ على شبكة المدن الإبداعية لليونسكو، وتعكس مدن مثل أنازربوس وكوريكوس وأسبندوس روعة العمارة القديمة والإبداع الهندسي، كنفق فيسبازيانوس تيتوس ومسرح أسبندوس الروماني الرائع.
تضيف مواقع مثل مجمع أصحاب الكهف في قهرمان مرعش ومسجد المئذنة المخددة في أنطاليا بعدًا روحيًا ومعماريًا فريدًا. هذه الكنوز تدعوك لاستكشاف تركيا بمنظور جديد، حيث تلتقي الأساطير بالحقائق، والطبيعة بالإبداع البشري، في مغامرة لا تُنسى.
جامع أشرف أوغلو، بَيْ شهير
يقع مسجد أشرف أوغلو في بَيْ شهير، على بعد 90 كم غرب قونية و210 كم شمال أنطاليا. بَيْ شهير هي المدينة الرئيسية في منطقة البحيرات التركية، وبحيرة بَيْ شهير هي ثالث أكبر بحيرة في تركيا. كانت بَيْ شهير عاصمة الأشرفيين (أو بني الأشرف)، وهي واحدة من ممالك الأناضول. تم بناء مسجد أشرف أوغلو كجزء من مجمع في القرن الثالث عشر. يضم المجمع المسجد وضريح سليمان بك ومدرسة. وبعد سبعة قرون، ما يزال هذا المسجد يستخدم للخدمات بشكل منتظم. الأعمدة الخشبية مصنوعة من خشب الأرز بحسب التقاليد المنقولة شفوياً، فقد تم نقعها في بحيرة بَيْ شهير لمدة ستة أشهر قبل استخدامها في المبنى. يوجد في وسط المسجد حفرة ثلج كانت حتى وقت قريب نسبيًا مليئة بثلوج الجبال القريبة. يعمل الثلج على تبريد المسجد خلال فصل الصيف، كما يوفر الرطوبة اللازمة للهيكل الخشبي. في عام 2011، أدرج المسجد في قائمة اليونسكو المؤقتة للتراث العالمي. وكان مبرر إدراجه في القائمة: “يضم مسجد أشرف أوغلو جميع العناصر الرئيسية للعمارة التركية الأناضولية المبكرة والمبنى هو أكبر مسجد مسقوف بأعمدة خشبية محفوظ في العالم الإسلامي”.
قلعة معمورة، مرسين
تقع قلعة معمورة في شرق البحر الأبيض المتوسط، على بعد 6 كم شرق أنامور، على الطريق الرئيسي من أنطاليا إلى مرسين. وهي قلعة رائعة للغاية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حقيقة أنها تقع مباشرة على الماء. التاريخ الدقيق لبنائها غير معروف. ومع ذلك، تشير النقوش الموجودة على البوابة الرئيسية (وهي ليست المدخل الرئيسي للزوار اليوم) إلى أنه تم بناؤها في القرن الخامس عشر على يد إبراهيم الثاني من قرمان، أحد حكام السلالة القرمانية. يشير المبنى الحالي إلى أن القلعة بنيت فوق حصن من العصر الروماني. القلعة بحالة جيدة للغاية وجميع الأبراج والدرجات والمسجد والأحواض المائية تقريبًا في حالة ممتازة. يمكن العثور على أنقاض حمام تركي في الفناء الغربي. تم هدم جزء من مدخل الحمام لكن الأجزاء الأخرى لا تزال سليمة.
كنيسة القديس بيير، هاتاي
تقع أنطاكية في شرق البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من الحدود السورية. لطالما كانت مدينة أنطاكية الحديثة في مقاطعة هاتاي موطنًا للثقافات والحضارات المختلفة. أنطاكية، أنطاكية القديمة، أسسها الحكام السلوقيون. كانت مدينة مهمة خلال التاريخ المبكر للمسيحية، وخاصة بالنسبة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية. يقول التقليد إن القديس بطرس، والمعروف أيضًا باسم سمعان وأحد رسل المسيح الاثني عشر، كان أول بطريرك لأنطاكية وهو مؤسس كنيسة أنطاكية، التي لا تزال تستخدم كموقع للحج. تعود أقدم الأجزاء المتبقية من مبنى الكنيسة إلى القرن الرابع أو الخامس؛ وتشمل هذه بعض قطع الفسيفساء الأرضية وآثار اللوحات الجدارية بالقرب من المذبح. يفتح النفق في الداخل على سفح الجبل، ويعتقد أنه كان بمثابة طريق إخلاء للمسيحيين في حالة الغارات والهجمات المفاجئة. فالمياه التي تتسرب من الصخور المجاورة كانت تُجمع للشرب، ولتستخدم في المعمودية، وقد انخفض تدفق هذه المياه، التي يشربها الزوار ويجمعونها ليمنحوها للمرضى، نتيجة الزلازل الأخيرة. خلال الحملة الصليبية الأولى في القرن الحادي عشر، تم إطالة الكنيسة بضعة أمتار. وبناءً على أوامر من البابا بيوس التاسع، قامت جماعة الرهبنة الكبوشية بترميم الكنيسة وإعادة بناء الواجهة في عام 1863. وقد ساهم الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث أيضًا في ترميمها. واستخدمت حديقة الكنيسة كمقبرة لمئات السنين. كما توجد شواهد قبور داخل الكنيسة، خاصة حول المذبح. الكنيسة هي مكان دفن تانكرد، أمير الجليل، وأحد أماكن الراحة الثلاثة الأخيرة لبقايا الإمبراطور الروماني المقدس فريدريك بربروسا، الذي توفي في الحملة الصليبية الثالثة.
فن الطبخ، هاتاي
شبكة المدن الإبداعية لليونسكو
تقع هاتاي في جنوب تركيا، في قلب وادي أميك، وتس تعرض هوية متعددة الثقافات ورثتها من موقعها على طريق الحرير القديم. تقع هاتاي في جنوب تركيا، في قلب وادي أميك، وتس تعرض هوية متعددة الثقافات ورثتها من موقعها على طريق الحرير القديم. كانت هاتاي بوابة دخول طريق الحرير إلى البحر الأبيض المتوسط وكانت مركزاً لتجارة التوابل لعدة قرون. بفضل مناخها المعتدل، تضم المنطقة غطاء نباتياً غنياً للغاية، مما يسمح بنمو النباتات الطبية والعطرية، وهي صناعة توفر الآن 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي لهاتاي. يشارك مجلس مدينة هاتاي جنبًا إلى جنب مع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، في تنظيم العديد من المهرجانات والفعاليات التي تحت عنوان فن الطبخ للترويج لثقافة الطعام المحلية المتنوعة والزراعة، بما في ذلك معرض هاتاي الزراعي ومهرجان كنافة هاتاي. وعلى اعتبار فن الطبخ كأداة للإندماج الاجتماعي، تقوم المدينة بعدة مبادرات لتمكين المرأة من خلال خلق فرص عمل جديدة. بالإضافة إلى ذلك، وبدعم قوي من البلدية، تم إنشاء مقهى مركزية Down Café في عام 2016 لخلق فرص عمل شاملة اجتماعيًا، حيث يكون جميع الموظفين من الأشخاص ذوي الإعاقة والمتطوعين أيضاً. تتبنى بلدية الولاية سلسلة من السياسات والاستراتيجيات لحماية وتعزيز الثقافة الغذائية المتنوعة بالإضافة إلى الغطاء النباتي من خلال الحوافز الزراعية والائتمانات الصغيرة. تدعم البلدية المنظمات المتخصصة مثل جمعية هاتاي للطهاة والحلوانيين التي تركز على التغذية الصحية والزراعة العضوية وسلامة الغذاء. تشجع المدينة أيضًا الدورات التدريبية للمزارعين في العلاج البستاني، والزراعة المستدامة، والزراعة عالية التقنية، والتنوع البيولوجي من أجل زيادة الوعي بأنظمة الغذاء المستدامة.
مدينة عين زربة (أنازاربوس) القديمة، أضنة.
تقع عين زربة على بعد 30 كم جنوب منطقة قوزان في أضنة. كان للمستوطنة أسماء مختلفة عبر تاريخها الطويل. تأسست مدينة أنازربوس في عام 19 بعد الميلاد أثناء زيارة الإمبراطور الروماني أوغسطس، وتمّ تخصيصها للإمبراطور تحت اسم “قيصرية”. تسمى المدينة اليوم “أنافارزا” ويمكن الوصول إليها من أضنة بسهولة. يجب أن يكون المرء مستعدًا لتسلق شديد الانحدار بعد زيارة الأطلال المنتشرة حول قرية دَلِك قايا الحديثة، حيث تستحق قلعة القرون الوسطى أعلى التل الزيارة. المنظر المطل على سهل جوكور أوفا الذي يسيطر على المنطقة بأكملها رائع. كانتعين الزربة مأهولة بشكل متقطع لأكثر من 2000 عام، وهي تعرض الآثار الثقافية للعديد من الحضارات المهمة في الأناضول مثل الرومان والبيزنطيين والعرب والأرمن والعثمانيين.
مدينة كوريكوس القديمة، مرسين.
تزخر محافظة مرسين بالآثار القديمة على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. ربما تكون مدينة كوريكوس القديمة أكثر المدن جاذبية، وتُعرف باللغة التركية باسم” قلعة قِز” والتي تعني حرفياً “قلعة العذراء”. تقع المدينة القديمة على بعد 65 كم من مرسين، وتمتد على طول المحور الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي لتصل إلى أليوسا سباسطة في الشرق وغوْري جنةجهنم في الغرب. وقد ذكر ليفي وبليني مدينة باسم “كوريكوس”، وكانت المدينة موجودة في مرفأ قديم ومركز تجاري مهم. تم التنقيب عن بقايا المدينة القديمة في السنوات الأخيرة وتم اكتشاف العديد من المعالم الأثرية بما في ذلك المسرح. كانت القلعتان اللتان تعودان إلى العصور الوسطى، وتقع إحداهما على الشاطئ والأخرى على الجزيرة (قلعة قِز)؛ متصلتين معاً برصيف بحري.
نفق فيسبازيانوس تيتوس، أنطاكيا
نفق فيسبازيانوس تيتوس هو نفق مائي قديم بني في العصر الروماني. يقع داخل حدود مدينة سلوقية بييريا القديمة، بالقرب من قرية جوليك، على بعد 35 كم إلى الجنوب الغربي من أنطاكيا، مدينة أنطاكيا التاريخية. ازدهرت أنطاكية خلال الفترة الرومانية المبكرة، وأصبحت واحدة من أهم موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط. نظرًا لأن المدينة كانت مهددة بالفيضانات من المياه المنحدرة من الجبال وكان المرفأ قد غمر بالطمي وأصبح معطلاً، أمر الإمبراطور الروماني فيسبازيانوس (فيسبازيان) ببناء نظام تحويل المياه. كان الهدف من النفق الذي تم بناؤه بحفر الجبل تحويل اتّجاه مياه الفيضانات التي تهدد الميناء. استند نظام التحويل إلى مبدأ إغلاق مقدمة مجرى المياه بغطاء انحراف ونقل مياه التيار الدافق إلى البحر عبر قناة صناعية ونفق. بدأ البناء في القرن الأول الميلادي واكتمل في القرن الثاني الميلادي. نقش محفور بالصخر عند مدخل قسم النفق الأول يحمل اسمي فيسبازيانوس وتيتوس، ونقش آخر في قناة المصب هو أنطونيوس. يتكون نظام التحويل، الذي يعرض محاذاة مكسورة، من سد لتحويل تدفق النهر؛ قناة نهج قصير؛ قسم النفق الأول؛ قناة وسيطة قصيرة؛ قسم النفق الثاني؛ وقناة تصريف طويلة.
مجمّع أصحاب الكهف، قهرمان مرعش
أصحاب الكهف (النيام السبعة)؛ هي أسطورة (!) معروفة على نطاق واسع في كل من الإسلام والمسيحية، والتي ألهمت بناء العديد من المجمعات. يقع أحدها في كهرمان مرعش بجوار كهف على تل بنسيلوس، على بعد حوالي 7 كم من منطقة أفشين 130 كم من كهرمان مرعش. يتكون المجمع (الكلّيّة) من عدة مبانٍ تم بناؤها في عصور مختلفة. تم بناء الكنيسة في القرن السادس الميلادي. وتم إضافة مسجد ونوازل خانات للمسافرين وثكنات محصنة في العصر السلجوقي. وفي وقت لاحق، تمت إضافة مدرسة (دينية) أثناء الحكم الأناضولي لإمارة ذو القادر. وتم بناء مسجد نسائي في بداية القرن السادس عشر. وفقًا للنصوص الدينية، لجأ سبعة فتية وكلبهم ثامنهم في كهف هروباً من المحاكمة واستيقظوا بعد 300 عام. العديد من المواقع تُنسب إلى الكهف حيث كان ينام السبعة؛ ومن أشهرها ”مغارة النيام السبعة” في أفسس.
المسرح والقنوات المقنطرة المائية لمدينة أسبندوس القديمة، أنطاليا.
تقع مدينة أسبندوس القديمة على بعد 40 كم شرق أنطاليا، على نهر كوبرشاي، والذي كان يُطلق عليه في العصور القديمة اسم يوريميدون. اشتهر نهر يوريميدون في العصور القديمة بسبب معركة يوريميدون (القرن الخامس قبل الميلاد) بين الإغريق وحلفائهم وإمبراطورية خشايارشا الأول الفارسية. تُعرف المعركة بأنها المعركة الأولى التي وقعت في المياه واليابسة. يشتهر الموقع في المقام الأول اليوم بالمسرح الروماني الرائع ليس أفضل المسارح المحمية في الفترة الرومانية فحسب، ولكن أيضًا المسرح الأفضل تصميمًا في نفس الفترة. قام السلاجقة الأتراك بتجديد المسرح القديم بعد حوالي ألف عام من بنائه لاستخدامه كنُزُلٍ وخان للقوافل المسافرة وقصراً لهم. ساعد هذا التجديد المسرح على الوصول إلى أيامنا سليماً كما هو تقريباً. المسرح في أسبيندوس هو المثال الوحيد لمسرح قديم حيث لا يزال مبنى المسرح يقف على ارتفاعه الأصلي مع اندثار التماثيل الموجودة في المنافذ فقط. تشمل الهياكل المهمة الأخرى البازيليكا العظيمة، والأغورا، والنافورة، والقنوات المائية، ونظامَي السيفون (المثعب) الفريدين اللذين كانا مصدر جذب وانبهار لعلماء الآثار.
مدينة كبايرا القديمة، بوردور.
تقع كبايرا شمال ليقيا، وكانت العاصمة الإقليمية لمنطقة كبايراتيس، وهي عبارة عن اتحاد كونفدرالي للمدن الّتي تم إنشاؤها في القرن الثاني قبل الميلاد. تم تشكيل اتحادالكونفدرالية من أربع مدن: كبايرا، وبوبون، وبالبورا، وأوينيوندا. ادعى سترابو (أو إسطرابون)، الجغرافي اليوناني، أن سكان كبايرا هم أحفاد الليديين، الّذين هم السكان الأصليين لهذا الجزء من آسيا الصغرى. من المعروف أنه تم استخدام أربع لغات في الاتحاد،حيث كان أعضاؤه يتحدثون الليدية واليونانية والبيسيدية والسوليمية. كانت كيبايرا آخر مكان في الأناضول لوجود آثار الثقافة الليدية، المنسية منذ زمن طويل في أجزاء أخرى من المنطقة. كان علم المعادن مصدر دخل مهمّاً لسكان كيبايرا. قامت المدينة بصك عملاتها المعدنية من منتصف القرن الأول قبل الميلاد حتى عهد الإمبراطور جالينوس في منتصف القرن الثالث الميلادي.
مسجد المئذنة المخددة، أنطاليا.
من المؤكد أن مسجد المئذنة المخددة مع جبال طوروس المغطاة بالثلوج في الخلفية هو الصورة الظلية الأكثر شهرة في أنطاليا. يقع المسجد عند المدخل الرئيسي لقلعة إيجي (داخل القلعة)، المدينة القديمة في أنطاليا، وهو معلم ورمز للمدينة. يعني اسم المئذنة حرفياً”المئذنة المخددة”، وتشير إلى المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 38 متراً والمزينة بالبلاط الأزرق الداكن. تم بناء المسجد الأصلي عام 1230 على أنقاض كنيسة قديمة. تم تدميره في القرن الرابع عشر، وأعيد بناء قاعة الصلاة بستة قباب. يعد المبنى أحد أقدم الأمثلة على المساجد متعددة القبب في الأناضول. يشتهر المسجد بمئذنته التي شيدت بأمر من علاء الدين كيقباد الأول، السلطان السلجوقي الذي حكم بين عامي 1220 و7 123 المئذنة المخددة، القائمة بذاتها مع ثمانية أقسام مخددة، هي مثال فريد على العمارة التركية الأناضولية.
المصدر: وزارة الثقافة والسياحة التركية