تُشير السجلات الأكاديمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مسيرة دراسية متوازنة، لم تتسم بالتفوق الأكاديمي الباهر، لكنها عكست انضباطًا ومثابرة شكّلت ملامح شخصيته المبكرة، فبعد مرحلة التعليم الأساسي التي عُرف فيها بانضباطه ومشاركته في الأنشطة اللامنهجية مثل الجودو والسامبو، التحق بوتين بجامعة لينينغراد الحكومية.

من عام 1970 إلى 1975، درس بوتين القانون في جامعة لينينغراد، حيث كان يُعتبر طالبًا متوسط المستوى. تذكر التقارير أن درجاته كانت في معظمها “مرضية” (علامة 3)، مع حصوله على درجات “جيدة” (علامة 4) و”ممتازة” (علامة 5) في بعض المواد. فعلى سبيل المثال، حصل على 4 في اللغة الروسية والأدب، و5 في التاريخ العالمي واللغة الألمانية والبيولوجيا، بينما كانت درجاته 3 في الجبر والهندسة والفيزياء والكيمياء.

ورغم أنه لم يكن طالبًا متميزًا بشكل لافت، إلا أن اجتهاده وتركيزه ساعداه على التخرج بشهادة في القانون ودبلوم بمرتبة الشرف. هذه الخلفية التعليمية، إلى جانب انضباطه المعروف، مهدت له الطريق نحو مسيرته المهنية اللاحقة في الأجهزة الأمنية والاستخبارات، ثم في عالم السياسة.

يُعد فلاديمير بوتين، الرئيس الحالي لروسيا، أطول رئيس خدمة في البلاد منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، حيث يتولى سدة الحكم منذ عام 2012، بعد أن شغل المنصب سابقًا بين عامي 2000 و2008. كما تولى بوتين منصب رئيس وزراء روسيا مرتين، الأولى من 1999 إلى 2000، والثانية من 2008 إلى 2012.

بدأت مسيرة بوتين المهنية كضابط استخبارات أجنبية في المخابرات السوفيتية (KGB)، حيث أمضى 16 عامًا ووصل إلى رتبة مقدم. في عام 1991، استقال من الخدمة ليشرع في مسيرته السياسية في مسقط رأسه، سانت بطرسبرغ.

في عام 1996، انتقل بوتين إلى موسكو لينضم إلى إدارة الرئيس آنذاك بوريس يلتسين. وشغل لفترة وجيزة منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، ثم أمينًا لمجلس الأمن الروسي قبل تعيينه رئيسًا للوزراء في أغسطس 1999.

بعد استقالة يلتسين، أصبح بوتين رئيسًا بالنيابة، وبعد أقل من أربعة أشهر، في مايو 2000، انتُخب لولايته الأولى كرئيس. أُعيد انتخابه في عام 2004. وبسبب القيود الدستورية التي كانت تنص على فترتين رئاسيتين متتاليتين، شغل بوتين منصب رئيس الوزراء مرة أخرى من 2008 إلى 2012 في عهد ديمتري ميدفيديف.

عاد بوتين إلى الرئاسة في عام 2012 بعد انتخابات شابتها مزاعم بالتزوير واحتجاجات واسعة، وأُعيد انتخابه مرة أخرى في عام 2018، ليواصل بذلك سيطرته على المشهد السياسي الروسي.

شاركها.