حذّر وزير الخارجية التركي، اليوم السبت 26 من تموز، من خطر تقسيم سوريا بعد رصد تركيا لتحركات بعض المجموعات لاستغلال ما جرى في السويداء.
وقال فيدان، في مقابلة مع قناة “NTV” المحلية، “كتركيا، توجب علينا إطلاق تحذير وقمنا بذلك، لأننا نريد وحدة سوريا وسلامتها”.
وأكّد فيدان أن تركيا رصدت تحركات في شمالي وجنوبي وشرقي وغربي سوريا، بعد الصراع الذي جرى بين البدو والدروز بمحافظة السويداء جنوبي سوريا.
سوريا تشهد انطلاق عملية بدعم من تركيا ودول المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بحسب الوزير.
وشدد على أهمية سوريا بالنسبة للأمن القومي التركي، وعلى أهمية الوحدة والنظام والسلام في الدول المجاورة لتركيا.
وبعثت تركيا الرسائل نفسها إلى إسرائيل عبر قنوات استخباراتية ومحادثات مع محاورين آخرين، بحسب الوزير التركي، قائلًا: “فيما يتعلق بسوريا، لا يجوز لأحد المساس بسلامة أراضيها ولا ينبغي أن تُشكل سوريا تهديدًا لأي دولة في منطقتها، ولا ينبغي لأي دولة أن تُشكل تهديدًا لها”.
إسرائيل تعرقل جهود التهدئة
شنت إسرائيل، في 16 من تموز، ثلاث غارات على مبنى رئاسة الأركان العامة في دمشق وقال مصدر أمني لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن سلاح الجو هاجم مقر هيئة الأركان العامة السورية في دمشق. وكانت هذه الهجمات المتكررة وسط تعهد إسرائيلي بحماية الدروز في السويداء.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قال إن رسائل التحذير لدمشق انتهت وستأتيها الضربات الموجعة. وأضاف، “سنواصل العمل بقوة في السويداء لتدمير القوات التي هاجمت الدروز حتى انسحابها”.
بينما قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم، عن الاشتباكات التي اندلعت في محافظة السويداء جنوب سوريا، في من 13 تموز، “بصراحة، نرى أن إسرائيل تعرقل جهود الحكومة المركزية للتدخل بشكل محايد في الصراع بين البدو والدروز. وكان اعتراضنا الاستراتيجي على ذلك على وجه الخصوص”.
وأوضح فيدان أن الأطراف اجتمعت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي وتوصلت إلى تفاهم، لكن طرفًا واحدًا فقط من الدروز بدأ باستخدام لغة معادية تمامًا للاتفاق والوفاق، واستخدم ذلك الطرف لغة مفادها أنهم “سيقاتلون بالسلاح لتحقيق درجة معينة من الاستقلال”.
أبلغت تركيا الدول التي لها علاقات مع إسرائيل بضرورة التدخل، بحسب الوزير، فـ”إذا لم تكن الشرطة والقوات المركزية السورية هناك، لن يتمكن أحد من منع المجازر المتبادلة”.
وقال، “كنا نرى دائمًا أن هناك جهات يمكن أن تستفيد من تقسيم سوريا، ومن عدم استقرارها، ومن عدم تعافيها، وأنهم يرغبون في أن تظل سوريا تتخبط في حفرة اليأس والإحباط والسلبية” مشيرًا إلى إسرائيل.
“سوريا تحتاج إلى دعم ومساعدة فنية جدية في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة الأساسية، وخاصة القوات المسلحة”
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان
ترحيب بالموقف الأمريكي
في 11 من تموز قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، إن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مشتقة من “حزب العمال الكردستاني”، مؤكدًا أن واشنطن لا تدعم إنشاء دولة منفصلة لـ”قسد” أو ما يسمى “كردستان الحرة” في سوريا.
ورحب فيدان بتصريح المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، القائل إن الولايات المتحدة لم تتعهد لـ”وحدات حماية الشعب” بإنشاء دولة خاصة بهم، وأن واشنطن وجهت التنظيم نحو الاندماج مع الدولة السورية.
وعن اتفاق 10 آذار بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، والقائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، قال وزير الخارجية التركي إن بلاده تنتظر تنفيذ الاتفاق.
وأضاف “نريد أن يسير الأمر في أجواء إيجابية. نريد أن يخطو الأكراد خطوة نحو سوريا جديدة، يشعر فيها الجميع بالمساواة، دون سفك دماء أو معاناة، وتُصان فيها هويتهم وحقوقهم، وخاصة فيما يتعلق بممتلكاتهم ومواطنتهم وثقافتهم”.
وذكر فيدان أن تركيا تجري مباحثات مع الولايات المتحدة ودول المنطقة حول دمج تنظيم “قسد” في المنظومة المركزية السورية.
وتابع الوزير التركي بشأن “قسد” أنه من الضروري أن تتوصل “قسد” فورًا وطواعية إلى اتفاق مع الحكومة المركزية، وأن تتخذ خطوات حقيقية ودائمة وثابتة لتنفيذه”.
ما اتفاق 10 آذار
عقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لقاءً مع قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في 10 من آذار الماضي، توصل الطرفان خلاله لاتفاق ينص على دمج “قسد” في مؤسسات الدولة السورية.
وجرى الاتفاق على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.
بحسب بنود الاتفاق، فالمجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية، وتضمن الدولة حقه في المواطنة وحقوقه الدستورية.
وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية، ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.
واتفق الرئيس السوري مع مظلوم عبدي على ضمان عودة جميع المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية، بالإضافة إلى دعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول الأسد وكافة التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها.
ووفق نص الاتفاق الذي جاء في ثمانية بنود، نشرتها “رئاسة الجمهورية العربية السورية” عبر معرفاتها، تم الاتفاق على رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي