غادر المبعوث الأميركي ويتكوف العاصمة القطرية الدوحة محبطًا بعد فشل جديد في مسار الوساطة، وصرّح باستياء: “حماس لا تريد وقف إطلاق النار”. لكن التصريح، كما تقول مصادر مطلعة، تجاهل أن الحركة قدّمت مطالب واضحة تتعلق بانسحاب عسكري كامل، وضمانات بعدم استئناف القتال بعد أي هدنة.

حماس، بحسب هذه المصادر، لم ترفض السلام بل رفضت الاستسلام، متمسكة بمفاوضات لا تُبنى على شروط المنتصر، بل على كرامة من يدفع الثمن من دمائه وتحت الأنقاض.

وفيما بدا كأنه تحريض سياسي، دخل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الخط بتصريحات أثارت الجدل، قال فيها إن “حماس تريد أن تموت”، في لغة وُصفت بأنها تغذي العنف وتبتعد عن لغة الحلول.

اللافت أن واشنطن، التي انسحبت من الوساطة، لم تفعل ذلك بسبب عجز دبلوماسي، بل لأنها بحسب مراقبين لم تكن تحمل سوى لغة التهديد والانحياز الكامل تحت غطاء “قضية الرهائن”.

في المقابل، تؤكد مصادر من داخل غزة أن الحركة مستمرة في التفاوض، ولكن بشروط تصون الكرامة وتحترم تضحيات المدنيين. في النهاية، تبقى غزة تفاوض تحت الركام، بينما يتساقط خطاب بعض المبعوثين تحت وطأة الواقع.

شاركها.