حسناء جوخدار اخبار تركيا

في قلب الطبيعة الهادئة وتحت ظلال التاريخ العريق، تقع غوينوك (Göynük)، المدينة التي تشبه لوحة فنية مرسومة بعناية على سفوح التلال وبين الوديان الخضراء.

إنها ليست مجرد بلدة تركية، بل تجربة زمنية تنقلك إلى عصر الدولة العثمانية، حيث الأصالة تلتقي بالسكون، ويهمس لك كل جدار بحكاية من الماضي المجيد.

بعيدا عن صخب المدن الكبرى، تقدّم غوينوك فرصة للهروب إلى عالم من التقاليد، والضيافة الريفية، والعمارة التاريخية الخلابة.

تحمل غوينوك بفخر لقب “المدينة البطيئة” (Cittaslow)، وهو ما يعكس التزامها بالحفاظ على نمط حياة متوازن، واحترام القيم الثقافية، وصون البيئة المحيطة.

إنها مدينة صغيرة بحجمها، لكنها كبيرة بتاريخها وروحها، حيث تتنفس عبق الزعفران والتاريخ، وتقدم لزائريها رحلة استثنائية إلى قلب الأناضول الأصيل.

لمحة عامة عن غوينوك (Göynük)

غوينوك، الواقعة بين إسطنبول وعمق الأناضول، تُعدّ واحدة من المدن العثمانية النادرة التي حافظت على جمالها الطبيعي والمعماري والثقافي منذ قرون. ازدهرت المدينة اقتصاديًا في القرن الرابع عشر بفضل موقعها الاستراتيجي وتجارة الزعفران، مما جعلها مركزًا نابضًا بالحياة التجارية آنذاك.

تحتوي غوينوك على عدد من الهياكل التاريخية التي يعود عمرها إلى أكثر من 700 عام، من بينها منازل تقليدية، حمامات عثمانية، أضرحة، مقابر، ومحال تجارية لا تزال تُستخدم حتى اليوم. من أبرز المعالم الطبيعية فيها شجرة الدُّلْب التاريخية، التي تُعدّ رمزًا لصمود المدينة وجمالها الطبيعي.

العمارة والحياة التقليدية في غوينوك

تُعدّ غوينوك نموذجًا حيًا للحياة التركية وثقافة الاستيطان في الأناضول. منازلها القديمة تمثل العمارة المدنية التقليدية في أوائل القرن العشرين، وهي مبنية بأسلوب فريد يتناسب مع طبوغرافية المكان، حيث تتكون عادة من طابق واحد أو طابقين، بأسقف مائلة مغطاة ببلاط محلي الصنع. تضم هذه المنازل باحات تُعرف باسم “الحياة”، وتحتوي غرف المعيشة فيها على أسقف مزخرفة بزخارف فنية دقيقة.

إنها ليست مجرد مبانٍ، بل قصص حية تحكي عن الحياة اليومية لسكانها، عن تقاليدهم، ومناسباتهم، وأسلوبهم في التعايش مع الطبيعة بسلام.

شاركها.