27 يوليو 2025Last Update :
صدى الإعلام- أكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” الفريق جبريل الرجوب، أن النضال الفلسطيني من أجل التحرر يمثل اليوم اختبارا أخلاقيا للعالم، مشددًا على أن “الحرية لفلسطين لم تعد قضية فلسطينية فحسب، بل مسؤولية إنسانية عالمية”.
وقال الرجوب خلال كلمته في قمة حركات التحرر 2025 التي عُقدت في مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا: “لقد جئنا من فلسطين، حيث تتواصل فصول مأساة الإبادة الجماعية، إلى وطننا الثاني، جنوب إفريقيا، لنتقاسم الصمود والأمل، والتصميم على الخلاص من الاستعمار”.
وأشاد بموقف جنوب إفريقيا القيادي على المستوى الدولي، خاصة في رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، وما تلاه من تحرك على مستوى المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح أن هذا التحرك الجريء ساهم في كسر الصمت الدولي ودفع العديد من دول الجنوب العالمي، بل بعض الدول الأوروبية، نحو مواقف أكثر وضوحًا تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية تشهد تحولا نوعيا في المواقف، إذ بدأت دول مثل النرويج، وإسبانيا، وسلوفينيا، وإيرلندا، وأرمينيا، والمكسيك وغيرها بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين، فيما أعلنت فرنسا نيتها القيام بذلك قريبا، وبدأت بريطانيا بمناقشة الاعتراف. معتبرا أن القوى الاستعمارية في العالم لم تعد قادرة على تجاهل الحقيقة أو مواصلة الصمت، قائلا: “هذه لحظتنا التاريخية… وهذا ما نُسميه اليوم “أفْرَقَة النضال الفلسطيني”.
وتطرق أمين سر اللجنة المركزية إلى ذكرى مرور 60 عاما على الاجتماع التاريخي في الجزائر عام 1965، الذي جمع حركة “فتح” بالمؤتمر الوطني الإفريقي تحت رعاية جبهة التحرير الجزائرية، حيث شارك فيه الشهيد الراحل خليل الوزير “أبو جهاد”، والرفيق أوليفر تامبو. مؤكدا أن العلاقات بين حركات التحرر لم تكن مجرد صداقات سياسية، بل كانت تجسيدا لوحدة قضايا تحررية متكاملة.
وذكّر بأن نضال الشعب الفلسطيني لا يقتصر على قطاع غزة، بل يمتد إلى الضفة الغربية والقدس، حيث تتسارع عمليات التهجير القسري، والاستيطان، و”أسرلة” المدينة المقدسة. وأوضح أن أكثر من خمسين ألف فلسطيني تم تهجيرهم قسرا، وأن الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في خطوات الضم، إذ أقرّت الكنيست قرارًا بهذا المعنى.
واستعرض واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، البالغ عددهم نحو عشرة آلاف، معظمهم دون تهمة أو محاكمة، ويتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة، مشيرا إلى أن من عايش نظام الفصل العنصري يفهم تمامًا ما تعنيه سياسات الاعتقال الإداري.
وشدد الفريق الرجوب على أن استخدام الغذاء سلاحا في غزة يشكل جريمة حرب موثقة، وأضاف: “الإسرائيليون يُجوّعون الناس حتى الموت، لا تخشوا قول ذلك”. كما أشار إلى أن نحو سبعة ملايين لاجئ فلسطيني لا يزالون محرومين من حقهم في العودة، وهو حق مقدس لا يمكن التنازل عنه.
وثمّن مخرجات اجتماع “مجموعة لاهاي” الذي عُقد في كولومبيا، والذي طالب بفرض عقوبات على إسرائيل، وحظر تصدير السلاح إليها، وملاحقة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وقال: “هذا أقل ما يمكن أن تفعله الدول لحماية المبادئ التي أُنشئت الأمم المتحدة على أساسها”، مضيفًا: “لا مزيد من السلاح للمجرمين. لا مزيد من الإفلات من العقاب. لا مزيد من الصمت”.
وشدد على أن فلسطين ستتحرر، وحركة “فتح” تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، ستواصل النضال حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس، مؤكدا أن الكفاح الجماهيري والمقاومة الشعبية والدبلوماسية هي ركائز المعركة.
يشار إلى أن حركة “فتح” تشارك في قمة حركات التحرر 2025 في جنوب إفريقيا بوفد يرأسه أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” الفريق جبريل الرجوب، ويضم كلا من: عضو اللجنة المركزية للحركة الأسير المحرر كريم يونس، ورئيس جهاز الإحصاء المركزي علا عوض، وسفير فلسطين السابق لدى جنوب إفريقيا سلمان الهرفي.